الوزراء النواب.. التحكم في الرقابة والتشريع!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الوزراء النواب.. التحكم في الرقابة والتشريع!
الوزراء النواب.. التحكم في الرقابة والتشريع!

كتبت- شيماء جلال

06-12-2010

"لما يكون الوزير تحت القبة، مين هيحاسبه وقتها على أفعاله وفساده؟!".. بهذه الكلمات انتقد عدد من الخبراء والمواطنين تصريحات الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، حول تزايد شعبية حكومات الحزب الوطني، تزامنًا مع نجاح 9 وزراء في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية.

كما وصفوا دخول 9 وزراء بالبرلمان بأنه "لعبة سياسية"، مارسها الحزب الوطني بحرفية عالية، بعدما شهدت وزارتهم فسادًا كبيرًا؛ بسبب تزاوج السلطة بالمال، ومن ثم يكون الشعب هو الضحية في نهاية المطاف مع الحصانة التي ستمكِّنهم من إخفاء فضائحهم بالوزارات المختلفة.

المراقبون بدورهم انتقدوا دخول الوزراء تحت قبة البرلمان، معتبرين أن هذه الخطوة تعني زيادة في مسلسل الفساد وإهدار المال العام، لا سيما وأن الوزير سيكون بلا رقيب، فلا يجد مساءلة أو استجوابًا له من جانب نواب مجلس الشعب.

أما المواطنون، فقد كان لسان حالهم هو الرفض التام لهذا الفكر السياسي، معربين عن أسفهم لضياع مستقبل مصر بين يدي حفنة من الوزراء، وكذلك عدد من أعضاء الحزب الوطني الفائزين بالتزوير، وذلك حسبما أكدت جميع الوثائق التي تم نشرها عقب انتهاء الانتخابات.

بداية.. يؤكد حمدي عبد الفتاح (سائق- 50 عامًا) أن تولي الوزراء مسئولية الرقابة بمجلس الشعب يعتبر أمرًا غير مقبول، مشيرًا إلى أن الحكومة ملَّكتهم زمام الأمور وكل القوانين والتشريعات، فيمررون ما يشاءون ويرفضون ما يشاءون، تبعًا لأهوائهم ولمصالحهم.

وحول شعبية الحكومة نتيجة لفوز وزرائها بالانتخابات، أكد عبد الفتاح أن هذا هراء وأمر غير مقبول، موضحًا أن الحزب الوطني خرب الحياة السياسية، بسيطرته على الانتخابات لصالحه.

كما استهزأ بحال الحزب الوطني وانحدار شعبيته، قال: "أحلف بسماها وبترابها.. الحزب الوطني اللي خربها"، و"أحلف بالمدنا وبالمدفع.. الحزب الوطني ما بقاش ينفع".

والتقطت ماجدة عبد الحميد (موظفة بالإدارة الطبية) أطراف الحديث حول شعبية الحكومة، موضحةً أنها باتت تكره الحزب الوطني وحكومته أكثر بعد مهزلة الانتخابات، مشيرةً إلى أنها شاهدت بعينها عمليات التسويد والتزوير، لا سيما أنه جنَّد البلطجية وأصحاب السوابق وكذلك الأمن؛ من أجل تحقيق أهدافه في التزوير!.

وتضيف شادية سيد (ربة منزل) قائلةً: "ده نظام فاشل، وجاب الوزراء تحت القبة، علشان ينهب ويسرق كما يريد، ومجلس الشعب لن يكون للشعب، بل سيكون مجلس الوزراء والمزورين"!.

ودخلت إحدى السيدات العجائز التي أعربت عن غضبها بشدة من تصرفات حكومة نظيف، مشددةً على ضرورة تغيير النظام بأكمله كي يستريح الشعب من الظلم والفساد الذي شاع وانتشر خلال الفترة الماضية.

واستنكر سيد علي (سائق) غياب الإخوان وقوى المعارضة عن البرلمان، مؤكدًا أن غيابهم أظهر عورات الحكومة وفسادها الكبير، مؤكدًا أن صورة الحزب الوطني ظهرت على حقيقتها، وأنه لا يريد سوى الكراسي فقط، وليس مصلحة الشعب!.

وتساءل: "مَن سيدافع عن حقوقنا؟ مَن سيحارب الغلاء؟ مَن سيمنع تصدير الغاز؟ لما الوزير اللي بايعوه صار رجل برلمان"؟!.

صفر

وعلى صعيد الخبراء، يؤكد الدكتور المستشار مرسي الشيخ وكيل حزب الغد السابق، أن استغلال الوزراء لمناصبهم بالوزارات وتجنيد كل أجهزة الدولة والمحافظة لمناصرتهم أثناء العملية الانتخابية أكبر دليل على انحطاط شعبية الحكومة وحزبها الحاكم، موضحًا أن فوزهم بالتسويد والتزوير والاستغلال ينفي أي شعبية يتحدث عنها رئيس الوزراء.

وأضاف أن النواب اشتروا أصوات العاملين بوزارتهم، وكذلك فتحوا باب التعيينات من أجل الحصول على تأييد زائف، حتى يصلوا إلى كرسي البرلمان فحسب، مشيرًا إلى أنهم لن يلتفتوا إلى الشعب بعد أن يحصلوا على كارنيهات عضوية المجلس.

وتوقع ارتفاع معدلات الفساد والتدهور داخل الوزارات المصرية التي يحتل رؤساؤها كراسي البرلمان، بالتزامن مع نجاح الوزراء التسعة بالتزوير، لافتًا إلى أن الحصانة ستمنحهم القوة لممارسة مزيد من السرقة والنهب من مال الشعب.

ورسم صورة لحال الوزراء في البرلمان قائلاً: "إما أن يكونوا بيأكلوا تحت القبة، أو نائمون أو بيضحكوا وبيمزحوا، والشعب يصرخ، ولا حياة لمن تنادي".

بلا شعبية

في حين أشار دكتور سمير عليش عضو الهيئة العليا بالجبهة الوطنية للتغيير، إلى أن الحكومة ورئيس وزرائها يضحكون على الشعب بما يقولونه حول شعبية الوزراء التي اكتسحت الانتخابات، مشيرًا إلى أن الوزراء في البرلمان سيكونون مجرد ديكورات بلا فائدة ولا جدوى من وجودها.

ونفى أن يتحرك الوزير لمساندة أي مواطن أو يسعى للحصول على حق من حقوقه، مستنكرًا أن يتحرك أعضاء البرلمان لمساءلة أو محاسبة أي وزير، حينما يقصر، أو تُشاهد عمليات فساد داخل وزارته.

فيما أكد أن دخول الوزراء البرلمان يوضِّح أن الفساد بات مسيطرًا على النظام بأكمله، مشيرًا إلى أن المنظومة الفاسدة بهذا الشكل تكون قد اكتملت في ماراثون الحياة السياسية في مصر.

المصدر