المصريون في جمعة النصر: "الشعب يريد تطهير البلاد"
كتب- أحمد الجندي وحمدي عبد العال: (تصوير- محمد أبو زيد)
احتفل نحو 3 ملايين مصري اليوم بانتصار الثورة ورحيل الرئيس حسني مبارك ، مرددين هتافات جديدة تطالب بتطهير البلاد من فلول الفاسدين التابعين والموالين للنظام المخلوع وتحقيق باقي مطالب الثورة التي لم تتحقق بعد.
وتوافد الآف المواطنين بينهم أسر بأكملها بطعامهم وشرابهم كأنهم في نزهةٍ منذ الساعات الأولى من صباح اليوم إلى ميدان التحرير حاملين أعلام مصر ، مرددين هتافات "الشعب يريد تطهير البلاد"، و"أول مطلب للجماهير.. الإصلاح ويا التغيير"، و"مش هننسى.. مش هنبيع دم الشهدا مش هيضيع"، و"يا شهيد يا شهيد.. بعد النصر جاء العيد"، و"يا دستور يا دستور.. خلي بلدنا تشوف النور"، و"دم الشهدا يا شفيق.. إنت منه مش بريء"، و"يا شفيق بره بره.. الثورة دي هتفضل حرة"، و"حسني مبارك ساب القصر.. وساب أعوانه يحكموا مصر ".
وفي مشهدٍ لافتٍ أحضر أحد المحتفلين "تورتة" كبيرة كتب عليها "تورتة الشهداء"، وقام بتقسيمها وتوزيعها على المحتفلين داخل الميدان.
وتزيَّن الميدان بصور شهداء الثورة التي ملأت جوانب الميدان، وصور المعتقلين السياسيين من ضحايا النظام البائد، وعلى رأسهم المهندس خيرت الشاطر ، ورجل الأعمال حسن مالك ، والدكتور أسامة سليمان .
وأقام المحتفلون معرضًا للصور يؤرخ لكل مراحل الثورة المصرية، وأشكال القمع التي تعرَّض لها الثوار في بداية المظاهرات والمليونيات التي أطاحت بالنظام المخلوع، وابتكارات المعتصمين في التعبير عن آرائهم ومطالبهم وانتقاداتهم للعهد البائد.
وبرز الأطفال حاملين الأعلام بشكلٍ ملفت، وعلى وجوههم رسوم علم مصر ، ومعلقين صور الشهداء على صدورهم تكريمًا لدمائهم التي سالت لتحرر مصر وشعبها من براثن الفساد والديكتاتورية التي سيطرت عليها طوال 3 عقودٍ مضت.
في الوقت نفسه، انتشرت قوات الشرطة العسكرية بين الملايين داخل الميدان لتنظيم الدخول والخروج وتيسير الحركة في مشهدٍ حضاري يبرز الترابط العميق بين الشعب والجيش.
وشارك العديد من الفنانين والرياضيين ملايين المصريين احتفالاتهم في جمعة النصر، وعلى رأسهم الحاجة ياسمين الخيام، ونادر السيد، ومحمد عبد المنصف وهاني رمزي، فيما وقف البعض رافعين لافتاتٍ عليها صورًا لبعض الفنانين والإعلاميين والرياضيين الذين وصفوهم بالمنافقين الذين سبوا المتظاهرين وغيروا كلامهم بعد نجاح الثورة، مطالبين الشعب بمقاطعتهم.
وأكد القيادي الإخواني الدكتور محمد البلتاجي أن الثورة مستمرة ولم تنتهِ بعد، ولن تتوقف الاعتصامات حتى تتحقق باقي مطالب الشعب.
ووجَّه رسالةً إلى القوات المسلحة قال فيها: إن الملايين سيعاودون الاعتصام مرارًا وتكرارًا حتى يتم الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وإلغاء حالة الطوارئ، ويُحاكم رموز الفساد، وتحل حكومة شفيق وغيرها من مطالب الثورة هاتفًا "لا حسني ولا نظامه ولا حزبه ولا أعوانه".
وأضاف أن أحدًا لن يستطيع صرف هذه الملايين دون تحقيق كافة المطالب، داعيًا إلى مليونيةٍ أخرى يوم الجمعة القادمة استمرارًا في فعاليات الثورة من أجل تحقيق كل المطالب وضمان عدم الالتفاف عليها.
- المصدر: إخوان أون لاين