المستشار وليد شرابى يكتب: إعادة بناء خط بارليف

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
المستشار وليد شرابى يكتب: إعادة بناء خط بارليف

بتاريخ : الثلاثاء 21 اكتوبر 2014

المستشار وليد شرابى

مشروع إنشاء قناة السويس الجديد كل ما يدور حوله يثير الشكوك والريبة في نوايا القائمين على تنفيذه فعلى سبيل المثال فإن إنشاء هذا المشروع يمثل ضرر إقتصادي بالغ الخطورة على دولة الإمارات العربية المتحدة وتحديداً إمارة دبي وذلك نظراً لتحول إتجاه خدمات السفن من ميناء دبي إلى المشروع الجديد في قناة السويس ،وبالرغم من ذلك نجد أن دولة الإمارات جادة في دعم تنفيذ وحفر قناة السويس الجديدة !!!

هل حكام الإمارات قرروا أن يتخلوا عن عائد ميناء دبي لصالح الشعب المصري ومشروعه الجديد ؟ ،وعلى جانب أخر نجد أن حفر الخندق ( القناة الجديدة ) قد تزامن مع حملة عسكرية شرسة من قبل عناصر من الجيش والشرطة على أهالي سيناء بدعوى محاربة الإرهاب فقتلوا النساء والأطفال وإعتقلوا الشباب وهدموا البيوت وهجروا الكثير من أهالي رفح والشيخ زويد !!!

فهل هذا القمع والقتل والهدم يتم تمهيداً لإجتياح صهيوني تم الإتفاق عليه والإعداد له مسبقاً مع خونة العسكر؟

والحقيقة أنني في حالة من الريبة والترقب لما سيحدث خلال الأشهر القادمة ذلك لأن من عقيدة اليهود عدم قتال أحد في المواجهه وأن الحوجز الطبيعية والصناعية من عقيدة القتال عندهم فنجد مثلاً في فلسطين أنشأ اليهود الجدار العازل حتى لا يكونوا في مواجهة مباشرة مع الفلسطينيين ،وفي سوريا إهتموا بإحتلال مرتفعات الجولان للسيطرة الجغرافية على أي مقاومة عسكرية قد تحدث من قبل السوريين .

وفي مصر إهتموا بإنشاء خط بارليف بمجرد إحتلالهم لأراضي سيناء بعد نكسة 1967 حتى يكون أمام الجيش المصري مانع مائي متمثل في قناة السويس وساتر ترابي متمثل في خط بارليف فإذا أرادت القوات المسلحة المصرية الإشتباك مع الإحتلال الصهيوني فلابد أن تحارب الطبيعة قبل بداية الحرب الفعلية .

ونعود فنتحدث عما يحدث الأن في قناة السويس فنجد أن السيسي يحفر خندقاً كبيراً يمثل مانع لتحرك الجيش في حالة إذا ما أقدمت إسرائيل علي تحريك قواتها إلى سيناء .

وهذا الخندق نتج عنه ملايين الأمتار المكعبة من ناتج الحفر وهو ما يكفي لإنشاء عائق أو ساتر ترابي جديد يزيد إرتفاعه وقوته عن الساتر الترابي السابق ( خط بارليف ) ومن ثم فإنه لو حدث هذا التقدم الإسرائيلي فإن الجيش المصري سيواجه عدة صعوبات لمجرد المقاومة وتتمثل هذه الصعوبات في الخندق الضخم الذي حفره السيسي ليفصل الجيش المصري عن سيناء ،والساتر الترابي الذييشيد من ناتج حفر الخندق .

وهنا قد يسأل المتشكك فيما أقول وما الفارق بين المشروع الذي تحدث عنه الرئيس محمد مرسي وبين ما يفعله السيسي ؟؟؟

أقول أن الرئيس مرسي كان حريصاً على قوة المجتمع السيناوي وإنشاء بنية تحتية له جاذبة للتعمير والإستثمار بإعتبار أن سيناء هي خط الدفاع الأول عن مصر ،فضلاً عن أن الرئيس محمد مرسي كان قد دفع بكتائب من القوات المسلحة لتتواجد في سيناء بعد أن كانت سيناء منطقة منزوعة السلاح .

والرئيس محمد مرسي لم يضطهد أهالي سيناء وكان حريصاً دوماً على مد جسور التواصل معهم ،أما عن مشروع قناة السويس الجديدة فأقول أنه كان لدينا رئيس منتخب ديمقراطياً يمتلك الشعب عن طريق نوابه أليات لعزله ومحاسبته في حالة أن أخطأ لذلك فإن مصطلحات التأمر والخيانة والعبث بمقدرات الشعب لم تكن واردة في ظل هذه الأجواء الديمقراطية لأن من يخطئ سيحاسب حتى وان كان الحاكم .

أما الأن فلا شئ في مصر إلا وهو مستباح من الطبقة الحاكمة وخدامهم ولا يملك الشعب أي أليات لمحاسبة أحد حتى وإن قتلوا الألاف وشردوا أهالي سيناء وإحتلوا الجامعات ورفعوا الدعم وإعتقلوا عشرات الألاف .

قالتعالى (( لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ ? بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ? تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى? ? ذَ?لِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ )) سورة الحشر الأية 14 . #وليد_شرابى

نقلا عن الجزيرة مباشر مصر

المصدر