الفسدة والمفسدون

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الفسدة والمفسدون


(الخميس 10 سبتمبر 2015)

بقلم: د. عز الدين الكومي

من عجائب النظام الانقلابي وعصابة علي بابا والأربعين حرامي أن أفراد العصابة الفسدة يطالبون بمحاربة الفساد وملاحقته واجتثاثه من جذوره!!

والحقيقة التي لا مرية فيها هي أن الفساد نشأ وشبّ وترعرع في أحضان العسكر الذين حكموا البلاد طوال ستين عاما نشروا خلالها كل أنواع الفساد بالجملة والقطاعي، كما قال الشاعر:

كان قديما يُدعى (فساد) تركوه حتى كبر وترعرع في بلادي ف.. ساد.

فعندما ألقي القبض على وزير الزراعة المقال رأينا إعلام مسيلمة الكذاب يهلل ويطبّل لهذه الحادثة التي يلفّها الكثير من الغموض وراح يمتدح مكافحة الفساد واعتبرها نقطة البداية للقضاء علي المفسدين ونسي هؤلاء الذين طالبونا قبل شهور بالرحيل عن مصر عندما طالبنا الانقلابي عمرو أديب قائلا: على كل من يريد لقمة العيش يبحث عنها في في أي مكان آخر غير مصر مؤكدا أن زعيم عصابة الانقلاب لن يستطيع توفير احتياجات كل المواطنين!! وتبعه انقلابي آخر مأجور قائلا: إللي مش عاجبه الوضع يغور... حدود مصر واسعة يخرج من أيها شاء.

إن واقعة القبض على وزير الزراعة المقال خلفية تهم فساد وإهدار المال العام والتي اعتبرها البعض خطوة في طريق مكافحة الفساد وكان قبلها بأيام تم إلقاء القبض على الانقلابي حمدي الفخراني رئيس جمعية مكافحة الفساد!!

وقديما قالوا عن الفساد الأسوأ من الفساد حاميه والأخطر من الفساد بيئته الحاضنة له، وواهم من اعتقد أن هناك وصفة جاهزة للقضاء على الفساد لأن فيروس الفساد يطور نفسه ثم هل يمكن أن يجتمع الفساد والشفافية؟

ماذا تنتظر من بلاد يحكمها الفسدة ويؤيدهم الفسدة ويدافع عنهم عصابة من الفسدة وبعد ذلك يطالبون الفسدة بمحاربة الفساد.

إن الفساد السياسي يعني أن لا يكون هناك ديمقراطية وحرية رأي وتداول سلمي للسلطة وأحزاب معارضة حقيقية ليست أحزابا كرتونية عندما فشلت في الشارع لجأت للعسكر ومطالبتهم بالانقلاب على الديمقراطية وإرادة الشعب وأن الحزب الحاكم يكون مسيطرا على كل شي!!

فكيف إذا كان الحزب الحاكم هو حزب العسكر والذي يدعي الشرف والنزاهة ومحاربة الفساد وهو الوكيل الحصري للفساد والمفسدين.

وكان وزير الزراعة في لقاء تلفزيوني سابق قبل اعتقاله أوضح أنه ليس وزيرا ولكنه خادما للفلاح كما طالب الإعلام بمساعدته على اكتشاف الخلل ومساعدته، مشيرا إلى أن "الهيئات التابعة للوزارة تعاني من خلل تام وأن المقصر سيحاسب ولا بد من تسليط الضوء علي هذا الخلل وأنه سيعمل على القضاء على عش الدبابير.

وقال إنه تولى مسؤولية الوزارة رغم أنها مليئة بالفساد وأنشأ لجنة لمكافحته بالتعاون مع الجهاز المركزي للمحاسبات ومساعديه داخل الوزارة، مؤكدا أنه أحال عددا من مسؤولي الوزارة للنائب العام بتهم الفساد في قسمي الإصلاح الزراعي وتخصيص الأراضي.

وقبيل ساعات من القبض عليه نفى أن يكون هناك أي نوع من التستر على فساد في وزارة الزراعة.

فهل يمكن القول إن وزير الزراعة المقال هو ضحية لعصابة المفسدين والذين أرادوا أن يلقنوه درسا بأنهم لديهم من القدرة ما يجعلهم يتغدون به قبل أن يتعش بهم هذا وارد؟

أم أن دخول الرقابة الإدارية على الخط والقبض على الوزير بهذه الطريقة الدراماتيكية تشي بأن هناك تلميعا مبكرا لابن زعيم عصابة الانقلاب وزعيم الفاسدين المفسدين على طريقة تلميع باسل الأسد والذي أسند إليه والده ملف مكافحة الفساد والذي جعل منه بطلا إعلاميا وأنه جدير بخلافة والده في عزبة آل الأسد؟

أم أن الوزير فعلا هو أحد الفاسدين وأرادوا أن يجعلوا من إثارة هذه القضية في هذا التوقيت بالذات بعد الفناكيش الفاشلة كبش فداء وأن العسكر لا يقبلون لا بالفساد ولا بالمفسدين على طريقة أن أكثر الناس فسادا هو من يدعي الطهارة ونظافة اليد؟

أم هي قرصة- ودن- ورسالة موجهة من سلطة الانقلاب إلى الفاسدين من بقايا النظام المباركي من إعلاميين وسياسين وبرلمانيين تمردوا على اختيارات الجهات الأمنية لقائمة في -حب مصر- كل ذلك وارد ولا يمكن تغليب أيا من هذه الاحتمالات في ظل التعتيم الإعلامي ومنع النشر في هذه القضية التي أثارت جدلا واسعا خلال الأيام الماضية!!

المصدر