الظلم والعنف يزيدان الثورات اشتعالا .. بقلم: عامر شماخ

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الظلم والعنف يزيدان الثورات اشتعالا .. بقلم: عامر شماخ


بتاريخ : الأحد 25 يناير 2015

شهد العالم المعاصر، فى شتى نواحيه، ثورات لا تُحصى نجح بعضها وتعثر الآخر، لكن النهاية -فى جميع الثورات- كانت واحدة، أعنى زوال خصوم هذه الثورة أو تلك، إما بشكل متسارع وفجائى، أو بعد فترة لكن فى كل الأحوال كانت الثورة مسمار نعش هذا النظام الغبى أو ذاك، فإن بقى فهو أشبه بميت لا روح فيه ولا حياة، من ثم لا يستطيع أن يدير دولة، فضلا عن أن يسير بها نحو التقدم والرفاه.

ذلك أن هناك سننًا إلهية لا تخطئ أحدًا ولا تستثنى فلانًا أو علانًا من قوانينها، من هذه السنن أن الدول الظالمة لا يصلح الله حالها، ولا يوفق قادتها، إلا أن يردوا المظالم ويحكموا بالعدل، ولا تنخدع تلك السنن بالأقوال، إنما تكون أحكامها على أفعال البشر.

ولذا فإن دولا كافرة لكنها عادلة تحكم بالقسطاس بين مواطنيها، فهذه لها السبق فى الحضارة والتقدم، وفى الأخذ بيد شعبها إلى مصاف الإنسانية الحقة بعيدًا عن الجفاء والقسوة وسوء الأخلاق..

وهناك دول أخرى تدعى استحواذها على الإسلام لكنها ظالمة، فهذه لها الخراب والفشل، وستظل هكذا فقيرة مريضة متخلفة، حتى يرد قادتها المظالم ويعيدوا الحقوق إلى أصحابها.

لأجل ذلك نحن مطمئنون -بإذن الله- إلى نجاح ثورتنا، ومطمئنون إلى زوال الطغمة الفاسدة المجرمة، ولن يطول الوقت؛ لأن ظلمهم قد بلغ منتهاه، فما سمعنا عن إجرام مثل إجرامهم، ولا رأينا خيانة مثل خيانتهم.

وقد أقسمنا من قبل إنهم لن تُرفع لهم راية ولو أقاموا ألف مشروع قومى، ولو شيدوا آلاف المصانع، استنادًا إلى ذلك القانون الإلهى: إن الله لا يصلح عمل المفسدين، ولما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، وإنه لا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة.

وأى ظلم لم يرتكبه الانقلابيون الدمويون الذين لم يرقبوا فى المؤمنين إلا ولا ذمة، وقد عاثوا فى الأرض فسادًا ونصروا الصهاينة أعداء الدين على إخوانهم المسلمين؟..

قد يعترض معترض يقول: لكنهم أشاعوا الخوف بين الناس، ونشروا الرعب فى المجتمع حتى هابهم الشعب فاستكان وخضع، ورضى بتلك القسمة الضيزى وأنه لن تكون هناك ثورة حتى يأذنوا هم بذلك..

أقول: لقد قدمت بأنه لم تخمد ثورة حتى حققت أهدافها وأزالت المجرمين من طريقها، وتلك شواهد وليست أمنيات، وثورة المصريين مستمرة بكل تأكيد، بل أراها أقوى من ذى قبل، فإن الصف الثورى يضم كل يوم، بل كل ساعة، شبابًا جددًا.

كانوا بالأمس إما مغررًا بهم أو جهلاء لا يميزون الخطأ من الصواب، هناك إذًا أعداد هائلة تنتظر ساعة الحسم، وهؤلاء مثل بركان ثائر، إن لم ينفجروا الآن لتدمير هؤلاء العملاء، فإنهم سيظلون مصدر تهديد لا ينقطع، ما يجعل الدمويين فى حال الطوارئ على مدار اليوم.

وقد أنهكتهم تلك الحال فلم يستريحوا يومًا من بعد ما فعلوا فعلتهم الشنيعة، فكيف لهم أن يديروا الدولة وهم لا يأمنون على قضاء حاجتهم، وكيف يقيمون مشروعات ناجحة والأخطار تتهددهم من كل مكان، والقصاص يلاحقهم فى كل ساعة؟!

إن أقصى ما يفعله العسكر هو استخدام العنف، والاستمرار فى الظلم، وهذا يزيد الثورة اشتعالا، ولا أظن أن أمامهم طريقًا آخر كى يسلكوه، وهذا ما يطمئننا إلى قرب زوالهم.

كما يطمئننا إلى أنهم سيدفعون الثمن غاليًا، فإن انفجار الثورة هذه المرة سيكون مزلزلا وعنيفًا، بقدر عنفهم وإرهابهم، وأقسم إنهم لو فتحوا الميادين ساعة واحدة لقامت قيامتهم فى تلك الساعة، لكنهم كما نرى يحتلون الميادين من يوم انقلابهم.

ويعطلون القطارات ويغلقون الطرق، ويمنعون الاتصالات عن مدن كاملة؛ للرعب الذى يسيطر على قلوبهم، ولأنهم لا يجدون مخرجًا واحدًا لإصلاح ما فعلوه، كالفأر فى المصيدة تراه هائجًا ملتاثًا يضرب الحديد برجليه الضعيفتين ظانًا أنه يستطيع بذلك الخروج، ولا يدرى الغبى أنه هو الذى وضع نفسه فى هذا الموضع، وأوقع نفسه فى الموت بطمعه وفساد عقله.

لم أر -والله- ولم أسمع عن أغبياء وحمقى مثل العسكر الذين قاموا بهذا الانقلاب، سمعنا عن أغبياء استمروا فى غبائهم لمدة يوم أو يومين، أو شهر أو شهرين، لكن لم نسمع عن أغبياء استمروا فى غبائهم لمدة سنتين، رغم توارد الشواهد والآيات التى تفضح غباءهم، وهل هناك آية أبين من وجود مبارك فى السجن ولم يفعل عشر ما فعلوه؟!

وهل هناك آية أوضح من وجودهم فى الاتحادية التى سكنها المخلوع من قبل وقد سلبه الله هذا الملك ووضعه ونجليه فى السجن.. أؤكد أن الذى لم يتعظ بهذه الآية فلن يتعظ بغيرها {وسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ . وقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وإن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجِبَالُ . فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وعْدِهِ رُسُلَهُ إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} [سورة إبراهيم: 45- 47].

المصدر