السعيد الخميسى يكتب: قطعوا الكهرباء.. لكن النور موجود

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
السعيد الخميسى يكتب: قطعوا الكهرباء.. لكن النور موجود

بتاريخ : الثلاثاء 11 مارس 2014

  • قطعوا الكهرباء ... لكن النور موجود..! ؟.

ليس شعارا أو نكتة أو طرفة , وإنما واقع عملى ملموس ومحسوس لكل ذى عينين مبصرتين يرى بهما , وكل ذى قلب سليم يفقه به , وكل ذى عقل رشيد يعقل به , وكل ذى نفس سوية يفرق بها بين الغث والسمين , بين كل غال ورخيص , بين كل الرمم التى طفت فوق سطح الحياة كزبد البحر , وبين الدرر الغالية القابعة فى قاع البحر والتى تبحث عن غواص ماهر يخرجها إلى نور الحياة . حقا .. الكهرباء غير موجودة فى بيوتنا , فى شوارعنا , فى مساجدنا , فى مدارسنا , فى مصانعنا .

عسعس الليل وأرخى سدوله على أركان وطننا , لكن نور الأمل فى قلوبنا لم ينطفئ , وقوة اليقين فى نفوسنا لم تخبو , وصلابة الإعتقاد فى عقولنا لم تلن بأن هذا الشعب يستحق أفضل مما هو فيه من عناء وبلاء وغلاء على جميع الأصعدة سياسيا وأقتصاديا وأمنيا وتعليميا.

  • قطعوا الكهرباء عن بيوتنا . ولكنهم فشلوا فى قطع النور عن قلوبنا..!.

إن قلوبنا ممتلئة بضياء النور وشعاع الأمل وسراج اليقين بأن الحق سينتصر فى هذا الوطن , بعز عزيز أو بذل ذليل .

سنة كونية سرمدية لاتقبل القسمة على اثنين , ولاتقبل الشك , ولاتقبل الإرتياب , ولاتقبل ظن السوء .

من كان يظن أن الباطل سينتصر على الحق فقد أساء الظن بالله .

وهل يوجد مخلوق على ظهر هذه المعمورة يستطيع أن يدفع فاتورة سوء الظن بالله مهما كانت خزائنه ملأى بالدرهم والدينار..؟

دعهم يفصلوا الكهرباء ليل نهار , دعهم يغرقونا فى بحور من الظلام , دعهم يعيدونا إلى عصر الحجارة , دعهم يتذرعوا بكل الحجج الواهية , والمبررات التافهة ليبرروا فشلهم وخيبتهم وسوء نيتهم , لكنهم وبلاشك لن يستطيعوا أن يحجبوا عن قلوبنا الضياء والنور , فوالله إننا لنعيش فى نعمة لو علموها لحاربونا عليها..! ؟

أى نعمة تلك.؟ واى يقين هذا.؟ وأى ثقة هذه..؟ إنها نعمة ويقين وثقة الاعتقاد فى أن إرادة الله وقوته فوق إرادة الظالمين وقوتهم .

  • قطعوا الكهرباء عن بيوتنا .

لكنهم فشلوا فى قطع شرايين الأمل فى أجسادنا .

لأن تلك الشرايين متصلة بقلوبنا , وقلوبنا ليست تحت نفوذهم وسيطرتهم . إنها متعلقة بخالقها الله عز وجل .

فأنى لهم أن يكسروها أو يحطموها أو يذلوها..؟

هيهات .. هيهات لما فيه يفكرون ويخططون .

إن تلك الشرايين الدقيقة متصلة بعقولنا , وعقولنا حرة أبية لاتخضع لمكر ماكر , أو تزوير مزور , أو تشويه مشوه لأنها محصنة..! .

إنه التحصين الفطرى , تلك الفطرة التى فطر الله الناس عليها .

إنها محصنة ضد جراثيم الفساد وفيروسات المستنقعات التى غذوها ببضاعتهم الرخيصة التى لايقبل عليها أى حر شريف فى هذا الوطن .

  • قطعوا الكهرباء عن بيوتنا .

لكنهم لم ولن يستطيعوا قطع أو قف ضخ دماء الإرادة الصلبة فى نفوسنا ضد الهزيمة والاستسلام .

فإرادتنا صلبة متينة لايمكن أن تدكها قنابل اليأس . ولايمكن أن يزلزها صواريخ الاستسلام , كما لايمكن أبدا أن تمحو معالمها أى قوة مهما كان بطشها , مهما كان جبروتها .

لأن الإرادة القوية الصلبة المتينة تهزم كل الأسلحة , وتتفوق على كل الذخائر , ولاتفسد بمرور الزمان , ولاتلين أو تضعف تحت نار المحن والإبتلاءات .

لأنها كالذهب تنفى خبثها وتظهر على حقيقتها وسط اللهب والنيران .

نور إرادتنا أقوى من ظلام إدراتهم , وسراج يقننا أنفذ من غبار شكهم وارتيابهم , وتصميمنا على مواصلة الطريق أشد وأبقى من رغبتهم فى غيهم الذى هم فيه يعمهون .

  • قطعوا الكهرباء عن بيوتنا.

لكن نور اليقين فى نفوسنا يبدد أى ظلام ويقضى على أى سحب داكنة سوداء تعطل سيرنا على درب الحق والحرية .

سنحيا بالأمل فى تغيير هذا الواقع المؤلم المهين الذى نزل بكرامة الإنسان المصرى إلى أسفل سافلين , إلى الدرك الأسفل من المهانة والإبتذال .

إن اتساع رقعة التحدى فى نفوسنا وقلوبنا هى بمثابة حائط الصد المنيع الذى يمنعهم من تسجيل أى أهداف مؤثرة فى شباكنا تنهى اللعبة مبكرا .

لأن الصورة أمامنا جلية واضحة , والملعب كله مكشوف أمامنا , واللاعبون معرفون كل واحد باسمه , حتى المشاهدون فى المدرجات من حزب " الكنبة " معلومون للجميع .

فاللعب الآن على المكشوف ولايوجد أى أسرار بين الفريقين فاالتشكيل معروف من أول حارس المرمى حتى رأس الحربة فى كلا الفريقين .

  • قطعوا الكهرباء عن بيوتنا .

لكن نور اليقين فى الله وفى قدرته المطلقة تمدنا بشعاع من الأمل والثقة فى أن الارض لله يروثها من يشاء من عباده .

فلن يرث أرض مصر الفاسدون المفسدون الذين عاثوا فى جنبات هذا الوطن فسادا وإفسادا .

قد تنتفخ بطون أهل الباطل , وقد ينتفش ريشهم كالطاووس ولكنهم لايعلمون أن الإنسان قد يهلك من كثرة ماله , ولاسيما لو كان حراما , تماما كالطاووس يذبح من أجل ريشه..! .

قد تنقلب النعمة إلى نقمة , والخير إلى شر , والقوة إلى ضعف , إذا اساء المرء استخدام تلك النعم فى غير صالح وطنه وشعبه .

فالشئ إذا زاد عن حده إنقلب إلى ضده.

وهولاء تجاوزا كل الحدود , وهدموا كل السدود , ونسوا أن قوة الله فوق قوتهم , وإرادة الله فوق إرادتهم , ومشيئة الله فوق مشيئتهم .

  • إن مصر لاتعانى فى الحقيقة فقرا بمعنى نقص الموارد الطبيعية , ولاتعانى فاقة فى الموارد الاقتصادية , ولاتعانى عجزا فى القوة البشرية .

إنما مصر فى الجوهر وفى الأصل تعانى منذ عشرات السنين من فساد الإدارة التى تحولت بمرور الزمان إلى إدارة الفساد .

فاصبح الفساد له مخالب وأنياب وأظافر حادة تستطيع تهذيب وتأديب كل من يحاول تقليم هذه الأظافر وقصها . نحن نعانى فى الحقيقة من الظلم الاجتماعى والتفرقة العنصرية بين طبقات المجتمع .

بل وتقسيم المجتمع إلى أسياد وعبيد وعمالقة وأقزام وكبار وصغار, حتى صرنا مجتمعا متشرذما متناقضا متناحرا يتربص ببعضه البعض .

ومجتمع بهذه المواصفات لايمكن أن يتقدم خطوة واحدة للأمام , بل سيتقهقر للخلف وبسرعة فائقة .

  • حقيقة لايختلف عليها اثنان ولايتناطح فيها عنزان أن أوطانا كثيرة ودولا عديدة لاتعادل مصر فى قدمها , ولاتسايرها فى عمق حضارتها , ولاتواكبها فى قوة شبابها , ولاتساويها فى موقعها الجغرافى المتميز , قد فاقت مصر اليوم تكنولوجيا وعلميا واقتصاديا وسياسيا .

ففى المجال الاقتصادى هناك تقدم كبير .

وفى المجال السياسى هناك استقرار عظيم .

وفى مجالات التعليم والتصنيع فحدث ولاحرج .

ونحن مازلنا نبحث عن التيار الكهربائى ونطمع فقط فى أن نجلس فى بيوتنا يرى بعضنا البعض..! .

لاأمل فى أى إصلاح أو صلاح إلا بالقضاء على جذور الفساد من تربة هذا الوطن , وخلع أوتاد الذين ركبوا الفساد وظلموا العباد وأهانوا البلاد .

وأن نبدأ من جديد على قاعدة صالحة سليمة حتى ينبت الخير والحق والعدل فى هذا الوطن وينمو وترعرع ويقوى ولايخشى هبوب الرياح ولاعواصف تأتيه من أى مكان .

هذا هو الحل ولاحل غيره حتى نسترد الأمن ويعود الأمان

المصدر