السعيد الخميسى يكتب:برقية عاجلة إلى المشير

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
السعيد الخميسى يكتب:برقية عاجلة إلى المشير

بتاريخ : الاثنين 31 مارس 2014

* ياأيها المشير:

* قل لى بالله عليك على أى طريق أنت تسير..! ؟

وإلى أى مصير تأخذ بتلابيبنا , إلى الجنة أم إلى السعير..؟

إن الوجبات التى يقدمها جنودك يوميا لشعبنا المصرى بات هضمها عسير , وطعمها مرير , وثمنها باهظ غير يسير .

قل بالله عليك , إلى أين نحن معك سائرون.؟

وإلى أى قبلة نحن معك متجهون..؟

وإلى أى مستقبل نحن معك مندفعون..؟

وإلى أى نهاية نحن معك مسرعون..؟

قد بلغ السيل الزبى , وبلغت القلوب الحناجر , واختنقت أنفاسنا كانما نصعد فى السماء , ضاقت على الناس الدنيا بما رحبت , وضاقت عليهم أنفسهم , وليل الظلام أرخى سدوله ولف الوطن بأذرعه الطويلة وطبقاته السميكة , بظلام الحيرة والقلق .

القلق على الحاضر والمستقبل . أخرج على الشعب وقل لهم بلا تردد او خوف إلى أى طريق أنت تسير..! ؟.

  • قل لى بالله عليك , هل أنت تؤمن بالديمقراطية..؟

هل تؤمن بحق المصرى فى العيش بحرية..؟

هل تؤمن بحق الشعب فى تقرير مصيره بلا وصاية أجنبية..؟

هل تؤمن بحرمة الدماء المصرية..؟

هل تؤمن بالرأى والرأى الآخر بلا عصبية..؟

هل تؤمن بأن مصر وطن يسع الجميع بلا طائفية..؟

هل تؤمن بأن الجيش مكانه الحدود وليس الشوارع الجانبية ..؟

هل تؤمن بأن سياسة القمع والترهيب والتخويف لاتدخل أى شعب فى بيت الطاعة بالقوة الجبرية..؟

هل تؤمن بأن الحق فوق القوة وأن الشعب مصدر السلطات السياسية..؟

هل تؤمن بأن شباب مصر ورجالها هم ثروة مصر الحقيقية..؟ .

هل تؤمن بأنه من لايحترم شعبه لايحترمه العالم بالكلية..؟

هل تؤمن بأن المستتر بغطاء أمريكا والغرب عريان..؟

وأن الجالس على موائد أعداء الوطن سيظل جوعان..؟

وأن الذى يرتوى من دم شعبه سيظل ظمآن..؟

إن كنت تؤمن بكل ماسبق ذكره , فلما كل هذا ولماذا..؟

  • قل لى بالله عليك , ماذا تقول لربك لومت الآن فى هذه الدماء..؟

وماذا تقول لربك فى قتل الرجال والنساء..؟

وماذا تقول لربك فى اغتصاب الفتيات فى السجون بلا حياء..؟

وماذا تقول لربك فى تحويل وطن إلى جزيرة من الخوف تنوح فوقه الغربان السوداء..؟

وماذا تقول لربك فى سجن واعتقال وتعذيب الأبرياء..!؟

وماذا تقول لربك فى منع الماء والهواء عن المعتقلين حتى نسمات الهواء..؟ . .

إن إمرأة دخلت النار فى قطة حبستها , فلا هى أطعمتها ولاهى تركتها تأكل من خشاش الأرض..! . وهولاء ليسوا قططا بل بشر أسوياء .

أما القطط السمان فأنت تعرفعهم بالاسم والعنوان كما تعرف أبناءك , "القطط السمان " هم الذين امتلأت كروشهم بأموال الشعب .

هم الذين ذبحوا الشعب وسلخوه ونهبوه ثم غسلوه ومشوا فى جنازته ودفنوه لزوم التصوير والمكر والخداع..! .

  • ياأيها المشير :
  • خذ جنودك وقف على الحدود , ودافع عن شرف الوطن أمام عدونا اللدود .

واهدم مابينك وبين الشعب من عوائق وسدود .

فالشعب ليس العدو والهدف والغاية , والشعب ليس ميدان الرماية , والشعب ليس عبيدا لتفرض عليه جزية أو جباية .

والشعب ليس مطية عرجاء تمطتى ظهرها وتجر عنقها وكأن إذلال الشعب أصبح هواية . . الشعب بلغ سن الرشد ولم يعد بحاجة إلى أحد لكى يكون وصيا عليه حتى النهاية .

الشعب كبر سنه , وشاب شعره , وله يد يبطش بها , وله أرجل يمشى عليها , وله لسان ينطق به .

الشعب لم يعد فى حاجة إلى " دادة " تأخذه إلى الحضانة وتقول له صباحا ومساء " داده.. داده .. خطى العتبة..! ؟" وكأنه طفل صغير يحبوا على أربع .

فالشعب قد تخطى كل الأعتاب وفتح كل الأبواب وكسر كل الاقفال..! . فافيقوا قبل فوات الأوان ومرور الزمان.

  • ياايها المشير :
  • لن يشترينا أحد بكسرة خبز أو شربة ماء أو مزقة لبن .

فلسنا عبيدا فى سوق الرقيق , ولسنا متهمين فى قضية ننتظر التحقيق . ولسنا جوعى ننتظر من يطعمنا , ولسنا ظمأى ننتظر من يسقينا , ولسنا ُعرج ننتظر من يأخد بايدينا لنقوم من مكاننا .

ولسنا متسولين نقف على الأبواب ننتظر صدقة للسائل والمحروم .

فلسنا سائلين ولسنا محرومين .

وإنما نحن للحرية ظمأى متعطشون , وبأهدابها متمسكون , ومن أجلها سنقدم كل غال ورخيص , مهما كانت الضريبة باهظة ومهما كان الثمن نفيس .

فنحن لها , ومن يكن لها إن لم نكن نحن..؟

حررنا الإسلام ولن يستعبدنا احد بعد اليوم مهما كانت قوته وجبروته , حتى وإن أطلق علينا الرصاص , ودهس لحومنا امام الناس , وهشم عظامنا تحت المدرعات ودفن جثثنا فى الصحراء .

فالحرية ثمنها الحياة ولاحياة بلا حرية .

والحرية شرط كل شئ ولاشروط للحرية غير حدود ماأنزل الله الرحمن الرحيم وليس مايمليه علينا أى شيطان رجيم .

  • ياأيها المشير :
  • بالرأى تصلح الرعية , وبالعدل تملك الرعية .

وإن أنفذ السهام دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب .

ومن أكثر العدوان نال الندامة والخسران .

ومن طال عدوانه زال سلطانه . ومن كثر تعديه , كثر أعاديه .

ومن كثر ظلمه واعتداؤه قرب هلكه وفناؤه .

ومن سل سيف العدوان سلب عز السلطان .

قف مع نفسك وقفة حساب دقيقة , بعيدا عن زيف الأجهزة الإعلامية , ونفاق أجهزتك الأمنية , ومجاملة الهيئة القضائية .

ثم سل نفسك بصدق كما سأل الفاروق عمر نفسه : كم من أبرياء المسلمين قتلت..؟ وكم من شباب المسلمين أصبت..؟

وكم من نساء المسلمين رملت..؟

وكم من شرفاء المصريين سجنت واعتقلت وأهنت ..؟

وكم من أطفال المسلمين يتمت..؟

سواء كان بالأمر المباشر أو بالتصريح أو حتى بالتمليح قد أمرت..! ؟.

  • كشف سيد البشرية عن بطنه وقال " من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني " .

القصاص فى الدنيا أهون من القصاص فى الآخرة لأنك تملك الفدية اليوم ولاتملكها غدا .

أطالبك رحمة بنفسك أن تقف فى ميدان عام وتكشف عن بطنك وتدعو كل الشعب وبصوت مسموع بأن كل من له مظلمة فليأتى وليقتص منى .

افعلها ولاتخشى فى الله لومة لائم قبل أن تأتى يوم القيامة تحمل أوزارك كاملة فوق ظهرك ولن ينفعك ساعتها إعلام مطبل أو قضاء مجامل أو أمن متحامل.

الكل سيتبرأ منك .

وستدفع الثمن وحيدا فريدا غريبا .

المنصب سيزول , التحصين سيفنى .

الرتب العسكرية ستسقط , الحاشية ستهرب .

الكل سيتخلى عنك .

وستكون وجها لوجه أمام عملك أ فانظر ماذا ترى..؟

  • ياأيها المشير :

أذكرك بموقف الحجاج مع العالم الجليل " سعيد بن جبير " عندما قال له الحجاج: اختر يا سعيد أي قتلة أقتلك, قال: أختر لنفسك يا حجاج, فوالله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة, قال أتريد أن أعفو عنك, قال: إن كان العفو فمن الله, وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر, قال الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه, فلما خرج ضحك, فأخبر الحجاج بذلك فردّه وقال: ما أضحك, قال: عجبت من جراءتك على الله وحلم الله عليك, فأمر بالسطح فبُسط وقال: اقتلوه.

قال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين, قال: وجِّهوا به لغير القبلة, قال سعيد: فأينما تولوا ثمَّ وجه الله, قال: كبُّوه لوجهه, قال سعيد: منها خلقناكم وفيها نعيدكم..., قال الحجاج: اذبحوه,حينها قال سعيد: إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وإن محمداً عبده ورسوله خذها مني حتى تلقاني بها يوم القيامة, ثم دعا سعيد فقال: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي. ويقال: إن الحجاج لما حضرته الوفاة يغمى عليه ويفيق ويقول: مالي ولسعيد بن جبير؟

وقيل: إنه في مدة مرضه كان إذا نام رأى سعيداً آخذاً بمجامع ثوبه يقول له: يا عدو الله, فيم قتلتني؟

فيستيقظ مذعوراً ويقول مالي ولسعيد بن جبير؟

ويقال: إنه رُأيَ الحجاج في النوم بعد موته, فقيل له ما فعل الله بك, فقال قتلني بكل قتيل قتلته قتلة, وقتلني بسعيد بن جبير سبعين قتلة . فالدماء معلقة باالرقاب إلى يوم الحساب .

  • هذه رسالتى إليك لعلها تصلك وباب التوبة مفتوح بشروط .

عليك بأداء هذه الشروط قبل لقاء الله عز وجل .

وكان صلى الله عليه وسلم يحزن على من مات ويعلم أن مصيره إلى النار فكان يقول " هذه نفس هربت منى إلى النار " .

هذه مقالتى أرسلها إليك خالصة مخلصة لوجه الله ولانريد منكم جزاء ولاشكورا , فإن عملت بها عتقت رقبتك من النار وإن لم تأخذ بها فقد أعذرت إلى الله . اللهم بلغت.. اللهم فاشهد والله من وراء القصد والنية .

المصدر