الحولية الثانية لتفريعة الروح المعنوية!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الحولية الثانية لتفريعة الروح المعنوية!


عز الدين الكومي.jpg

د. عزالدين الكومي

( الثلاثاء, 8 أغسطس 2017)


على الرغم من الهالة، التى صاحبت الإعلان عن مشروع تفريعة قناة السويس، من قبل مطبلى إعلام مسيلمة الكذاب ، والأذرع الإعلامية للشؤون المعنوية لعسكر كامب ديفيد، وأنها ستكون بمثابة مشروع القرن ،على غرار الدعاية التى بثها نظام المخلوع مبارك للترويج لمشروع توشكى والذى كان مصيره الفشل ، مثله مصل مشروع الصالحية الزراعى الذى دشنه الرئيس السادات ، ومن قبله مشروع الوادى الجديد الذى بدأه عبدالناصر فى ستينيات القرن الماضى، وفى النهاية يستيقظ الشعب كالعادة على مشروعات وهمية لاطائل من ورائها ، سوى أن إهدار الأموال فى ومشروعات وهمية فنكوشية ، لاعائد منها سوى تجميل وجه الأنظمة القمعية المستبدة!!

وعندما نعود بالذاكرة لنطالع حجم الداعية الذى صاحب فنكوش تفريعة قناة السويس ، بدء من تسميتها بقناة السويس الجديدة، مروراً بتصريحات رسمية بأنها ستذر مئات المليارات من الدولارات، من العملة سنوياً ، وانتهاء بالإفتتاح الأسطورى الذى ظهر فيه قائد الانقلاب ببزته العسكرية ، وتوزيع عملات ذهبية، وقد كانت تكلفة حفل إفتتاح المشروع أكثر من ثلاثين مليون دولار حسب تصريحات المسؤلين بشركة"WWP"، الفائزة بتنظيم حفل الافتتاح، وقد فاق حفل افتتاح القناة الأم زمن الخديوى إسماعيل!!

فضلا عن الدعاية التى سبقت افتتاح المشروع،بأنه سيكون المخرج والمنقذ للاقتصاد المصري من كبوته ، حتى أن الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس،قال نصاً بتاريخ 22 نوفمبر 2014 بمؤتمر صحفي: إن دخل مصر من مشروع قناة السويس الجديدة، سيصل إلى مائة مليار دولار سنويا، ولقد وضعنا تصورا حول الأنشطة التى يمكن تنفيذها!!

وبعد ذلك اتضح للجميع بأن مشروع التفريعة الجديدة ، ماهو إلا فنكوش ، وأحد ملاعيب شيحة العسكر، كغيره من المشاريع الوهمية، مثل جهاز العلاج بالكفتة، والعاصمة الجديدة ،والمليون فدان،ومشروع المليون شقة ، والمفاعل النووى !!

فقد انفق قائد الانقلاب علي مشروع التفريعة أكتر من ثمان مليارات من الدولارات، مما أدى إلى انهيار الجنيه أمام الدولار ،وانهيار الاقتصاد المصرى بالكامل ، من أجل لقطة تذكارية بالبزة العسكرية على السفينة المحروسة!!

وبعد التأكد من فشل المشروع الذى تم على بدون دراسات جدوى، يخرج قائد الانقلاب، بعد ذلك وبدون حياء أو خجل، ليعترف بعدم جدوى مشروع تفريعة قناة السويس الجديدة، وأنه كان القصد من المشروع هو رفع الروح المعنوية للشعب!!

لكن هل فعلا تحقق هذا الهدف ؟بالتأكيد لا فى ظل حالة الإنهيار الاقتصادى وموجة الغلاء ورفع الدعم عن الكثير من الخدمات والسلع الأساسية، فكيف يمكن رفع الروح المعنوية لشعب تحولت أحلامه وطموحاته إلى كوابيس على يد النظام الانقلابى، حيث تم ضياع أكثر من ستين مليار من قوت الشعب، أهدرت من أجل رفع الروح المعنوية

لا من أجل مصالح الشعب الحقيقية، حيث تم سحب السيولة المالية من البنوك ومن السوق وضخها فى مشروع التفريعة الفاشل، مما إلى إلى انهيارالعملة المحلية والتى لم تتعاف حتى الآن ولن تتعافى ، فى ظل حالة الركود وتوقف السياحة ، وهروب المستثمرين ، وانخفاص تحويلات العاملين بالخارج!!

وهل رفع الروح المعنوية للشعب، يكون بالكذب والخداع وبيع الوهم للشعب؟ولكن الروح المعنوية للشعب، ترتفع بتحقيق إنجازات حقيقية ملموسة ترفع مستوى معيشة المواطن، وتحسن أوضاعه وحل المشاكل المزمنة ، مثل البطالة ، والفقروتدنى مستوى المعيشة، والتوسع فى المشروعات الإنمائية ،وليس التوسع فى بناء السجون والمعتقلات ، كما أن الروح المعنوية لاتتحسن من خلال أكاذيب الإعلام العكاشى والأغاني والشعارات الجوفاء التى لاهم لها سوى تمجيد الحاكم الفاشل !!

وكان من المفترض أن تسهم التفريعة الجديدة في حل المشاكل الإقتصادية التى يعانى منها اقتصاد البلاد، خاصة نقص العملات الصعبة ، لكن مايمكن أن نقوله ،هو أن التفريعة كانت السبب الرئيس فى خلق هذه الأزمة ، لأنها استنزفت جزء كبيرا من الإحتياطى النقدى من العملة الصعبة، كما صرح بذلك محافظ البنك المركزي السابق هشام رامز فى مقابلة تلفزيونية بقوله: إن حفر القناة الجديدة وإنشاء محطات كهرباء جديدة كلفت الدولة مليارات الدولارات مما تسبب في الأزمة التي نعاني منها اليوم.!!

وقد أصر قائد الانقلاب على المضى قدماً فى تنفيذ هذا المشروع الفاشل ،على الرغم من التحذيرات التى أطلقها عدد من الخبراء والمتخصصين عن خطورة هذا المشروع وعدم جدواه الإقتصادية ، منذ الإعلان عن بدء التنفيذ في مشروع التفريعة ، وأنه سيحمل الموازنة العامة للدولة أعباء ثقيلة،

وكانت أولوية عمل توسعة وتعميق للقناة القديمة، أفضل بكثيرمن حفر التفريعة الجديدة، حتى تسمح بمرور ناقلات النفط العملاقة، التي لا تمر من القناة لضيقها، وعدم عمقها بما يسمح بمرور هذه الناقلات العملاقة!!

وقد بدى واضحا بعد الانتهاء من مشروع التفريعة الفاشل ، والانخفاض الواضح في إيرادات قناة السويس، ما يؤكد صحة ما ذهب إليه خبراء الاقتصاد من عدم جدوى التفريعة، ومحاولات السلطات الانقلابية إيهام الشعب بتحقيق إنجاز ليس له أي قيمة على أرض الواقع،سوى إلهاء الشعب، والتغطية على فشل النظام الانقلابى فى إدارة البلاد!!

المصدر