الانتفاضة الثالثة.. بركان يغلي وكابوس يقض مضاجع الصهاينة
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام (ترجمة خاصة)
الضفة المحتلة ترقد على برميل من البارود، وثمة من يؤكد من خلال تلاحق الأحداث أنها مسرعة نحو تصعيد غير مسبوق، من خلال المواجهات والعمليات الفدائية، وفي المقابل هناك خشية صهيونية كبيرة من اندلاع الانتفاضة الثالثة، ليخرج الساسة الصهاينة بسيل من التهديدات والتوعدات، ليس آخرها شن عملية "السور الواقي2".
قسم الترجمة والرصد في "المركز الفلسطيني للإعلام" تابع ما تناقلته وسائل الإعلام العبرية عن القرارات التي ستتخذها بحق المقاومة والمقاومين في الضفة المحتلة، وبحق القدس والمقدسيين.
فقد ذكرت القناة العاشرة الاثنين (5-10) وعلى لسان مراسلها العسكري "أور هيلر" عن موقف رؤساء الأجهزة الأمنية خلال الاجتماع الأمني الطارئ قولهم: "لا منطق لعملية عسكرية واسعة في الضفة لأننا نعمل بحريّة داخل المدن الفلسطينية".
ضباط كبار في الأجهزة الأمنية الصهيونية ومسؤولون كبار خلال اجتماعهم بنتنياهو أكدوا أن التنسيق الأمني مع السلطة قائم على قدم وساق، كما نقلت القناة العاشرة.
رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو لا يخفي خوفه من انتفاضة ثالثة، ليعلن صراحة أنه إذا اندلعت انتفاضة ثالثة، سيذهب لاجتياح كامل للضفة المحتلة، وسيكون على رأس الاستهداف حركة حماس.
نتياهو قال متوعدا بعد اجتماعه مع الكابينت، "سنهدم بيوت منفذي العمليات، وسنقوم بالاعتقال الإداري لراشقي الحجارة بعد تقديمهم للمحاكمة، وسنبعد المحرضين عن مدينة القدس والأقصى، ولن نسمح لدخول الأقصى من هم دون سن 50 عاما، وسنشدد الخناق على المناطق الفلسطينية".
إجراءات عقابية
في حين ذكرت مواقع إعلامية نقلاً عن مسؤولين أمنيين ووزير الأمن الداخلي ووزير الحرب قولهم: "سنعيد الأسرى المحررين للسجون، وسوف نقوم ببناء مزيد من المستوطنات، وسيكون هناك مزيد من الضغوط على الفلسطينيين، وسوف نقلل عدد العمال الذين يدخلون للعمل إلى داخل الأراضي المحتلة".
وفي المقابل تعالت أصوات مسؤولة تنادي بعكس ذلك، فقد ذكر موقع والا؛ أن شخصية أمنية إسرائيلية رفيعة تحذر من الإجراءات العقابية الجماعية كرد على عمليات المقاومة الفلسطينية.
مقومات انتفاضة ثالثة
محلل الشؤون الصهيونية في "المركز الفلسطيني للإعلام" يؤكد أن الأحداث تتجه للمؤشر الصاعد وليس العكس، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني لن يلتفت إلى التهديدات التي يطلقها قادة العدو التي ما فتئت تنقطع.
ويضيف المحلل: في ظل هذه الوتيرة المتصاعدة من الأحداث يُتوقع أن يكون هناك توجه فلسطيني شعبي جاد على مستوى المواجهات اليومية الميدانية، لكن هذا الأمر سيبقى منوطا بالطرف الصهيوني، إذا ما ارتكب أي حماقة من شأنها أن تعطي المقاومة توجهًا نحو التخطيط الجاد لتنفيذ عمليات مسلحة منتقاة.
في المقابل لن يكون هناك عملية واسعة للجيش الصهيوني -كما يرى المحلل- لعدة اعتبارات، أبرزها أن الاجتياح الكامل هو عبارة عن حقل ألغام أمام الاحتلال، وعواقبه غير محسوبة، إضافة لإمكانية دخول المقاومة الغزية على الخط، الأمر الذي سيزيد من العبء على الجيش.
أما الاعتبار الثاني، وفقا للمحلل، فإن الهدف الصهيوني بعد اعتراف الجهات الأمنية المختصة سيكون استخباراتيا، وذلك بالتعاون مع السلطة، لذلك سيعمل الجيش على بقاء المواجهات دون تطورها، وفي حال اندلعت الانتفاضة فيتوقع أن تكون الأعنف بعد نجاح المقاومة وانتصاراتها في الضفة وغزة.
البعد الاقتصادي لن يكون بعيدا عن الحسبان في الميزان الصهيوني، يقول المحلل: "إن حكومة نتنياهو تدرك أن اجتياح كامل الضفة وسيطرة على مدنها سيكلفها تبعات اقتصادية كبيرة، لذلك سيعمل على تكثيف الاعتقالات وملاحقة راشقي الحجارة والزجاجات، دون الانحدار نحو خيار الاجتياح الكامل".
محلل الشؤون الصهيونية، استقرأ معادلة قد تجر المنطقة إلى انتفاضة ثالثة عارمة، هو أن تقدم جماعات صهيونية على ارتكاب جرائم في الضفة والقدس والأقصى، على غرار جريمة حرق عائلة دوابشة.
وفي حال ارتكبت جماعات مثل هذه الجرائم، فهذا سيؤدي إلى زيادة الهجمات الفلسطينية المؤثرة التي ستركز على مناطق التواجد الاستيطاني في كل الضفة المحتلة، وسيدفع الشباب الفلسطيني للرد بكل قوة على الجرائم.القدس المحتلة