الإخوان يرفضون التدخل الأجنبي في البلاد العربية
بقلم:إسلام توفيق
استنكرت جماعة الإخوان المسلمين مطالبة بعض المثقفين بالتدخل الأمريكي في ليبيا لإنقاذ الشعب الليبي من حاكمه الطاغية، مشيرين إلى أن هذه الخطوة تمثِّل خطورةً بالغةً على ليبيا نفسها، ثم على بقية دول المنطقة، وأن في احتلال العراق وتدميره درسًا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وشدَّدت- في بيان لها اليوم- على أن الشعب الليبي قادرٌ- بإذن الله- على الإطاحة بالطاغوت المتكبر، مهما كلفه ذلك من ثمن، موضحين أن الإخوان يؤمنون بأن الحرية فريضةٌ من فرائض الدين الإسلامي الحنيف، بل وكل الرسالات السماوية، وأنها أثمن من الحياة، ولا تتجزَّأ، ولا تقبل التبعية لغيرها من الأمم.
وأشارت إلى أن الأنظمة الفاسدة التي صادرت الحريات، وكان حتمًا عليها أن تخضع وتركع للقوى الكبرى، وتلتمس منها العون والتأييد ضد شعوبها، وتنفِّذ سياسات هذه القوى بكل دقَّة ثمنًا لهذا التأييد؛ كانت أحد الأسباب القوية التي فجَّرت الثورات الشعبية في المنطقة بغية التحرُّر من الاستبداد الداخلي والاستعباد الخارجي، ودفعت شعوبنا- ولا تزال- ثمنًا غاليًا لاستعادة الحرية والعزة والكرامة.
وأضاف البيان: "ولكن هذه القوى الغاشمة لا تريد أن تتخلَّى عن هيمنتها بسهولة، فتحاول الالتفاف على الثورات والتدخل في مسار الأحداث التي تتوخَّى الإصلاح الوطني، لعلها تستطيع استعادة نفوذها واستقطاب نفر من أهلنا تدفعهم إلى مواقع التأثير والقرار".
وأضاف أن الإخوان يدينون بكلِّ قوة تدخل رئيس وزراء بريطانيا في شئوننا الداخلية وتصريحاته التي كاد يحدِّد فيها للشعب المصري خياراته، فالشعب المصري ليس قاصرًا وليس محتاجًا إلى نصيحته، ويرفضها بكل إباء وشمم، أما حديثه عن رفضه مقابلة الإخوان المسلمين، فنؤكد له أنه لو طلب مقابلتنا لرفضنا، ونحن نُعلن على الدوام رفضنا مقابلة ممثلي الحكومات الغربية المتكبِّرة، وإن كنا نرحِّب بمقابلة ممثلي المنظمات الشعبية والمؤسسات البحثية والإعلامية، وإن كان خضوع الأنظمة البائدة لهذه القوى مبعثه انعدام شرعيتها الشعبية وطلبها للمساعدات المالية، فنحن نعلن أن الثورات الآن إنما تمثل الشرعية الشعبية في أسمى تجلياتها، كما أننا نرفض المساعدات المالية المشروطة بانتقاص السيادة فإن (الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها) وكرامتنا الوطنية فوق كل شيء.
وأشار إلى أن ما يجري في ليبيا الآن- والتي تمثل دولةً شقيقةً لنا، إضافةً إلى أنها تمثِّل مجالاً حيويًّا لأمننا القومي، إضافة إلى وجود مليون ونصف مليون مصري هناك- يقرِّر مسئوليةً إضافيةً على المجلس الأعلى للقوات المسلحة؛ بحمايةً أمننا القومي، وصيانة سلامة إخوتنا وأبنائنا المصريين في ليبيا، وتيسير سبل تأمين عودتهم إلى وطنهم، وكذلك دعم جهود الإغاثة الإنسانية للمنكوبين في ليبيا، ونحن نثق الثقة كلها في أن هذا المجلس قام وسيقوم بواجباته في هذا الخطب الجلل.
- المصدر :الإخوان يرفضون التدخل الأجنبي في البلاد العربية موقع إخوان أون لاين