الإخوان المسلمون: لا مرحبًا بالقتلة في بلادنا العربية الإسلامية
بقلم:أحمد رمضان
أعلنت جماعة الإخوان المسلمين رفضَها للزيارة التي يقوم بها حاليًّا الرئيسُ الأمريكيُّ جورج بوش لمنطقة الشرق الأوسط، وأكدت أنها باعتبارها قطاعًا كبيرًا من الشعب المصري، فإن هذا الشعب جلَّه- إن لم يكن كله- وكذلك الشعوب العربية والإسلامية والمحبَّة للسلام، تقول لبوش الابن الذي يخوض في دمائنا خوضًا: لا مرحبًا بك ولا بأعوانك في الإدارة الأمريكية فوق أرضنا وتحت سمائنا، فنحن نعلم أنه ما من مكان حلَلْتُم فيه إلا حلَّ فيه الخراب والدمار.
وقالت الجماعة في بيان حمل توقيع فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف- المرشد العامللإخوان المسلمين- وجاء تحت عنوان (لا مرحبًا بالقتلة): "ونقول لحكامنا: ارجعوا إلى أحضان شعوبكم؛ حتى تسترجعوا حريتكم واستقلالكم وكرامتكم، وحتى تستطيعوا أن تقولوا للظالمين والقتلة لا".
وطالب الإخوان بإزالة القواعد العسكرية الأمريكية من أرضنا العربية والإسلامية، رافضين وجود المراقبين الأمريكيين على حدود مصر مع غزة؛ لأننا لسنا شرطةً لحماية أمن الصهاينة!.
وسرد البيان جرائم الولايات المتحدة في العالم العربي والإسلامي بعد تحلُّل الاتحاد السوفيتي؛ حيث انفردت الإدارة الأمريكية بزعامة العالم حتى راحت تبحث عن عدوٍّ جديدٍ، لم تجده إلا في العالم الإسلامي، فذهبت تُحيك له المؤامرات حتى تزيده تمزيقًا وضعفًا وتخلفًا وتبعيةً وهوانًا.
واستغلَّت العدوان الذي وقع عليها في 11 سبتمبر 2001م، والذي لم يتم فيه تحقيقٌ نزيهٌ حتى الآن، فانطلقت المخطَّطات السرية من عقالها، وبدأت بتدمير أفغانستان وقتل عشرات الآلاف من أبنائها وأَسْر وتعذيب الآلاف، وترحيل عدد منهم إلى معتقل جوانتانامو، ثم قامت بجريمة أبشع، وهي احتلال العراق تحت دعاوى ثبت كذبُها، وهي امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وقتلت نحو مليون عراقي؛ حيث سالت الدماء أنهارًا، وأشعلت نيران الفتنة الطائفية التي تهدِّد بتقسيم العراق، إضافةً إلى تعذيب الآلاف بطريقة تأباها الوحوش، كلُّ ذلك إرضاءً للصهاينة وإذلالاً وتمزيقًا للعرب ونهبًا للبترول وتكريسًا لتبعية الأنظمة الحاكمة لسياستها.
كما دعمت الاحتلالَ الصهيونيَّ العنصريَّ في إجرامه المستمر ضد الفلسطينيين من قتلٍ يوميٍّ للأبرياء، واعتقالٍ للآلاف، وتدميرٍ للبيوت، واستيلاءٍ على الأراضي، وإقامةٍ للجدار العنصري والمستعمرات الصهيونية، ومدّه بالمال والسلاح وحمايته بالفيتو الأمريكي، إضافةً إلى الحصار الاقتصادي الخانق لقطاع غزة وحرمان أهله من الغذاء والدواء والطاقة، حتى تساقط المرضى أمواتًا؛ لفقدان العلاج، كما تقوم بتعميق الشقاق بين فتح وحماس والتحريض على الاقتتال بين الفريقين حمايةً لأمن الصهاينة!!.
وأضاف البيان أن أمريكا حرَّضت إثيوبيا على احتلال الصومال وأمدَّتها بالمال والسلاح؛ لقتل الصوماليين وإشعال نيران الحرب من جديد بعدما كاد الأمن والاستقرار أن يستتبَّ فيها، ولا تزال أصابعها تلعب في السودان مرةً في الجنوب ومرةً في دارفور؛ بغيةَ تمزيق البلد العربي الكبير وإشعال الفتنة بين أهله.. كذلك لا تزال تنفخ في خلافات الفرق اللبنانية وتدعم فريقًا على حساب فريق؛ لتضمن ولاءً وانصياعًا لسياستها؛ مما يؤدي إلى نزع سلاح المقاومة اللبنانية لتأمين شمال دولة الصهاينة، كما افتعلت مشكلاتٍ مع إيران؛ بدعوى استمرارها في تنفيذ برنامجها النووي العسكري؛ الأمر الذي ثبت كذبه أيضًا مثلما حدث مع العراق.
وندَّد الإخوان بدعم واشنطن للأنظمة المستبدة الفاسدة في عالمنا العربي، والتي تدعمها ضد إرادة شعوبها، مما يعمِّق الكراهية والعداوة بين الشعوب وحكامها، حتى يشعر هؤلاء الحكام بالضعف والحاجة إلى التأييد الخارجي، فيأتمرون بأمر الإدارة الأمريكية وينفذون سياستها بمنتهى الإتقان.
وتابع البيان: كل هذه الجرائم أورثت العرب والمسلمين كراهيةً غير محدودة للإدارة الأمريكية الحالية، خصوصًا أن معظم هذه الجرائم وقعت في فترة حكمها، مع الزعم بأن هذا كله تم استجابةً للإرادة الإلهية!!؛ مما يعكس ما يضمره المسيحيون الصهاينة للعرب والمسلمين، وخلطهم المتعمّد بين الإرهاب والإسلام، في الوقت الذي يمارسون فيه الإرهاب الدولي بأبشع صوره تحت دعوى محاربة الإرهاب.
- المصدر :الإخوان المسلمون: لا مرحبًا بالقتلة في بلادنا العربية الإسلامية موقع إخوان أون لاين