استجواب العبارة سالم 98
الأستاذ الدكتور / رئيس المجلس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرغب في توجيه الاستجواب الآتي إلي :
أ.د / رئيس مجلس الوزراء
السيد / وزير النقل والمواصلات
الإهمال والفساد أغرقا العبارة سالم 98
إهمال الحكومة المتكرر في الحفاظ علي أرواح وسلامة ممتلكات المصريين وذلك بالسماح لسفن متهالكة وغير مطابقة للمواصفات الفنية المصرية - و ترفضها حكومات الدول التي تهتم بشعوبها - بنقلهم من وإلي الموانئ المصرية مع تأخر وتباطؤ وفشل إجراءات إنقاذ الركاب مما أدي إلي غرق حوالي 1000 راكب معظمهم من المصريين إضافة لسوء معاملة أهالي ضحايا الكارثة من قبل الشرطة وضربهم بالقنابل المسيلة للدموع بدلا من القيام بواجبها المفترض بمواساتهم ورعايتهم وتوفير المعلومات الضرورية لهم لطمأنتهم . فارتكبت الحكومة بذلك خطيئة مزدوجة معلنة اقتقادها لأي حس سياسي ولأي رابط اجتماعي بينها وبين مواطنيها
ويأتي هذا الحادث وهو الثالث من نوعه لذات الشركة إعلانا للفساد المستشري في مؤسساتنا حيث أن الحكومة لم تتخذ اي إجراءات تذكر لمنع مثل هذه الكوارث من الوقوع حماية لأرواح شعبنا وممتلكاته مما ينذر بوقوع كوارث أخري لذات الشركة أو غيرها من الشركات وضحايا وأبرياء جدد لمواطنينا الطيبين .
خالص تعازينا لشعبنا الصابر المحتسب
ولا حول ولا قوة إلا بالله ,,,
نائب الشعب
8/2/2006
المذكرة التفسيرية
لم تكن كارثة العبارة سالم 98 هي الكارثة الوحيدة لحكومات الحزب الوطني المتعاقبة بل سبقتها كارثة العبارة سالم 95 وسالم اكسبريس عام 91 لذات الشركة وذات المالك مرورا بقطار الصعيد وعمارة الموت في مدينة نصر بالقاهرة أوعمارات الاسكندرية المتعددة ودائما ينتهي الأمر بتصريحات متعددة بل ومتكررة تمتص غضب الشعب لفترة حتي تحييه وتؤججه كارثة جديدة مرة أخري
ورغم تكرار هذه الكوارث إلا أن الحكومة الحالية لم تتخذ الإجراءات الجادة للحد منها وإنهائها فبالرغم من غرق العبارة سالم 95 منذ شهرين تقريبا وعلي متنها 1400 راكب لم يغرق منهم أحد بفضل الله إلا أننا لم نسمع عن أي إجراء اتخذته الحكومة للتفتيش علي سلسلة مراكب وعبارات المالك لهذه السلاسل الكارثية من السفن المتهالكة التي تجوب المواني المصرية حاملة لآلاف الحجاج والمعتمرين والمسافرين والبضائع والسيارات .
هذه العبارات والتي هي في الأصل سفن بضائع منتهية الصلاحية تم تحويلها إلي عبارات ركاب بطرق عشوائية مع إضافة أدوار جديدة إليها مما يفقدها إتزانها مع أي موجة عالية مع افتقادها لكل مواصفات الأمان مما جعل دول الاتحاد الأوربي ترفض عملها وحمل مواطنيها بين موانيه بينما سمحت حكوماتنا المتتالية للشركة ومالكها من أن ينقل مواطنينا بين موانينا والموانئ المجاورة لنا دون أي احتياطات تذكر ولعل السرعة التي غرقت بها كل العبارات سالم اكسبريس وسالم 95 وسالم 98 تؤكد وعلي وجه الدقة فساد شهادات الصلاحية وأن المالك حصل عليها بطرق ملتوية غير شفافة وغير نزيهة !! كما أن تأخر الجهات المسئولة عن عمليات الإنقاذ وضعف التجهيزات في ميناء سفاجة كان له أكبر الأثر في إرتفاع أعداد الضحايا مما يؤكد الإهمال الجسيم في حق هذه المؤسسات إذ لا يعقل ونحن في عصر الإتصالات والأقمار الصناعية أن تختفي عبارة كل هذا الوقت ولا يعرف ماذا حل بها ولا مكانها حتي غرقت بمن عليها!!
إن تكرار هذه الكوارث والمصائب لذات المالك دون عقاب أو محاسبه من أي جهة مسئولة بل ومكافأته بالتعيين {وليس الإنتخاب} ليبين مدي الفساد المستشري في مؤسسات الدولة
وجاء تجمع الآلاف من أهالينا في سفاجا نتيجة طبيعية وهم أهالي وجيران وأصدقاء ال 1400 ضحية هم كل ركاب العبارة وبدلا من توفير أماكن إقامة لائقة أو معلومات تروي لهفتهم علي أبنائهم وتجيب علي السؤال الحائر: هل هم مفقودين أم موتي أم أحياء ؟ إذا بالدولة عن طريق الشرطة تستخدم العنف والقنابل المسيلة للدموع للإجابة علي سؤال الأهالي المطالبين بالإطئمنان علي الضحايا من الركاب وهذا دلالة علي فقدان الحكومة بكل أجهزتها لأي حس سياسي أو ترابط شعبي بينها وبين مواطنيها وبات التعامل مع أبناء شعبنا حتي في المصائب الجلل يتم بعصي الأمن الغليظة وأدواته الساحقة وأساليبه النازية للأسف الشديد
كما غابت عن هذا المأتم كثير من مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات خيرية أو نقابات للأسف الشديد وذلك نتيجة للسياسة الحكومية بإضعاف هذه المؤسسات وعدم السماح لها بالعمل وسط الجماهير ومحاصرتها في كل مكان وبكل الطرق وبشتي الوسائل فكانت هذه الثمرة الهزيلة الضعيفة
وفي ظل هذه الأجواء التي تدل علي فساد وإهمال الحكومة وعجزها عن حماية الأحياء أعتقد أن الملف سيغلق بعد وقت قصير ولن يهتم أحد بمستحقات الضحايا لدي الشركة أو المالك أو الدول التي يعملون بها
لا يوجد عاقل يصدق أن الحكومة التي أهملتهم وهم أحياء ستهتم بهم وهم أموات !!
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
نائب الشعب
8/2/2006