إنجازات المقاومة
بقلم / أسامة عصام
يمكن في الجملة القول بأنّ الكيان الصهيوني درست عدة سيناريوهات محتملة لهذه الحرب تمّ طرحها من قِبَل وزارة الدفاع في اجتماع وزاريّ مغلق قبيل الحرب بأيام... ويبدو أنّ النتائج التي نراها هي أحد أسوأ السيناريوهات المتوقعة؛ فحماس لا تزال تسيطر على القطاع، والأنفاق ما زالت تحفر، والصواريخ لم تتوقف طيلة الحرب وحتى 5 ساعات بعد إعلان الكيان الصهيوني وقف إطلاق النار من جهتها، وهذه الحقائق تظهر هنا وهناك في القنوات الإعلامية الإسرائيلية مثل Jerusalem Post وهآرتس بالإضافة إلى قنوات إعلام أمريكية مثل Wall Street Journal وNew York Times وWashington Post وغيرها الكثير.
بل وتضيف حركتي حماس والجهاد -في تقرير إسلام أون لاين- أنّ عدد شهدائها في حدود الثمانين -وبالتالي فباقي الـ1300 شهيد هم من المدنيين- كما قتلوا ثمانين من جنود الاحتلال، هذا بخلاف تصريحات جيش الدفاع الإسرائيلي في أنّ قتلاه لا يتجاوزون الـ10 وثلاثة مدنيين، بينما قتلى المقاومة أكثر من 700 شخص.
وبالتالي يمكن أنْ نقول أنّ المقاومة وحماس كسبت شعبية كبيرة وسط الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، وخرجت من الحرب كمجموعة لها القدرة والكفاءة على الصمود أمام أحد أقوى الجيوش في العالم بأسره، بينما ترى أنّها لم تخسر الكثير من قوتها العسكرية أو سيطرتها على القطاع من الجانب الإسرائيلي في المقابل سعت الكيان الصهيوني إلى استغلال هذه الحرب في عمل جبهة دولية للضغط على مصر كي ترفع من دقة المراقبة لعمليات تهريب السلاح إلى غزة، وحاولت إعادة الشرعية إلى الرئيس محمود عباس بالضغط على الحكام العرب وعلى سياسات الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما، كما قامت الأنظمة العربية بتوجيه الإعلام لتشويه صورة حماس والتقليل من إنجازات المقاومة مما أثر سلبًا على صورة المقاومة وسط قطاعات من الشعوب العربية وبخاصة في مصر.
أمّا بالنسبة للانتخابات الإسرائيلية، فنحن نتابع الأحداث، ويبدو أنّ حزب الليكود اليميني (بقيادة نتنياهو) هو المرشح الأقوى في انتخابات الكنيسيت بحسب استطلاعات الرأي، بينما يأتي حزب كاديما (بقيادة ليفني) ثانيًا ثمّ العمل (بقيادة إيهود باراك.
ويبدو بين المرشحين انقسامات واضحة، فأولمرت يقلل من شأن باراك، بينما يرى باراك أنّ ليفني لم تُدِر دفة الحرب بشكل جيد، وهي التي تشاهد في الوقت ذاته حزبها غير راضٍ عنها، كما أنّ الحزب ذاته -كاديما- (وهو يتراوح بين اليمين والوسط) يرى أنّه الأقدر على التصرف مع أوباما، على عكس نتنياهو اليميني المتشدد، والذي لا تتوافق أفكاره المتطرفة مع سياسات أوباما في الشرق الأوسط.
الأنظمة العربية
لا تزال تداعيات هذه الحرب غير واضحة - بالكلية- على الأنظمة العربية؛ فهذه الأنظمة فقدت شرعيتها من قبل هذه الحرب بفترة طويلة، وأتت هذه الحرب لتؤكد فقط هذه الحقيقة، وبالتالي ليس من جديد في هذه النقطة.
كما رأينا بعض التباين في المواقف؛ فبينما اتخذت قطر وموريتانيا بعض الخطوات تماشيًا مع رغبات الشعوب، وجدنا حلفاء أمريكا يتماشون مع رغباتها -من الضغط على حماس ورفع شأن محمود عباس - والتي تصب كلها في صالح الكيان الصهيوني ... لكنّ الواضح أنّ عباس قد فقد معظم الشعبية والشرعية في وسط الشعب الفلسطيني سواء في القطاع أو الضفة الغربية، وذلك مسجّل في كثير من قنوات الإعلام والصحف العربية والأمريكية وبعض الصحف الإسرائيلية أيضًا.