إخوان الأردن يرفضون حل جمعية "المركز الإسلامي" الخيرية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
إخوان الأردن يرفضون حل جمعية " المركز الإسلامي " الخيرية
اخوان الأردن.jpg

كتب- حبيب أبو محفوظ

عقدت الحركة الإسلامية ب الأردن ( الإخوان المسلمون - حزب جبهة العمل الإسلامي ) اليوم الخميس 6/7/ 2006 م، مؤتمرًا صحفيًّا في المركز العام للجماعةِ، جدَّدت خلالَه تأكيدَها على الثوابتِ الوطنية التي تحكم الجماعة، وذلك في ظلِّ التصعيدِ الأخير الحكومي والذي كان آخره إحالة ملف جمعية المركز الإسلامي الخيرية إلى المدَّعي العام بزعم وجودِ فسادٍ مالي وإداري فيها، وتصاعد الدعوات الرسمية لحل الجمعية كبديلٍ عن حلِّ جماعة الإخوان بالأردن.

وحضر المؤتمرَ الأمين العام ل حزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني أرشيد ، ورئيس كتلة نواب الحركة الإسلامية المهندس عزام الهنيدي ، كما حضره عددٌ من أعضاء المكتب التنفيذي للجماعة.

وأكدت الحركة الإسلامية أولاً أنها ترفض التطرف والإرهاب، وأنها تتميز بالوسطية والاعتدال، والإيمان بالإصلاح المتدرج، واعتماد الوسائل السلمية، ولم يسجَّل عليها موقف لجأت فيه إلى العنف، موضحةً أن المتأمل في أدبيات الحركة الإسلامية يجدها حافلةً ببيانات الشجب والتنديد بكل الأعمال التي تتسبب في إزهاق روح بريئة، بغضِّ النظر عن عقيدتها وجنسيتها ومواقفها.

الجماعة وأمن الوطن

وقالت الحركة الإسلامية ب الأردن إن انحيازها للأمن الوطني على الدوام كان واضحًا جليًّا، وقد عبرت في برامجها الانتخابية ومواقفها العملية عن اعتزازها بكلِّ جهدٍ يصب في هذا الهدف، وأكدت أنها نأت بنفسها عن كلِّ سلوك يمكن أن يشكِّلَ تهديدًا للأمن، في كلِّ المنعطفات التي مرَّ بها الوطن عبر مسيرته الطويلة.

كما جدَّدت رفضَها التدخلات الخارجية في شئون الوطن، حتى حينما يرفع الخارج شعارات الديمقراطية والمشاركة الشعبية وحقوق الإنسان، مشيرةً أن ذلك يأتي إدراكًا منها لخطورةِ البواعثِ التي تقف وراءَ هذه الشعارات.

واستنكرت مواقفَ القوى السياسية التي ارتبطت بالأجنبي بغضِّ النظرِ عن دوافعِ تلك القوى ومبرراتِها، مشددةً على أنه مهما كانت التباينات بين مكوناتِ الوطن والظلم الواقع عليها أو على بعضها فإنه لا يجوز أن يدفعَ تلك القوى للاستعانة بالأجنبي أو الاستقواء به.

وفيما يتعلَّق بالثوابتِ الوطنيةِ أكدت الحركة الإسلامية أنها ليست اجتهادَ مسئولٍ ما، أو حكومة من الحكومات، ولكنها مجموعة القواعد والأسس المستندة إلى عقيدة الأمة وحضارتها ومصالح الأردن المتفق عليها، وهذه ليست متروكةً للاجتهاد الشخصي، ولكنها محكومةٌ بضوابطَ تضمنها الدستور الأردني والميثاق الوطني.

التحديات الخارجية

وفيما يتعلَّق بالتحديات الخارجية أكدت الحركة الإسلامية أنها تدرك خطورةَ الظروف المحيطة ب الأردن ، وتدرك عمقَ التحديات الخارجية التي تتمثل في الاحتلال الصهيوني لفلسطين، الذي يستهدف الأردن والأمة العربية والإسلامية، وكذلك الاحتلال الأمريكي للعراق الذي يستهدف إعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة والاستيلاء على النفط العربي، وإثارة النعرات المذهبية والعرقية، وتمزيق الأمة وإضعافها لمصلحة الكيان الصهيوني المحتل.

وشددت على أن قوة الأردن تتعزز بوقوف الشعب الأردني صفًّا واحدًا متراصًّا أمام الأخطار الخارجية، بتعميق أواصر الوحدة مع عمقه العربي والإسلامي، والمضي قدمًا في مجال الإصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد الإداري والمالي والأخلاقي، وإشراك القوى السياسية الفاعلة بالقرار وتحمل المسئولية في بناء هذا الوطن وتنميته وحمايته والذود عن حياضه.

وحول العلاقة التي تربط الحركة الإسلامية و حركة حماس أكد إخوان الأردن أنه لا يوجد أي تداخل تنظيمي مع حركة حماس ؛ سيما وهي حركة مقاومة مسلحة، ينحصر دورها على الساحة الفلسطينية، وتقود الشعب الفلسطيني من خلال حكومته المنتخبة، موضحةً أنه ومن خلال المواقف والأهداف التي تسعى حركة حماس لتحقيقها من مقاومة المحتل الصهيوني على أرض فلسطين ، فإن الواجب ل حركة حماس من الدولة الأردنية، ومنها الحركة الإسلامية ، أن تلقى الدعم والتأييد في حدود ما تسمح به الإمكانات.

العمل الخيري

كما اعتبرت الحركة الإسلامية أن خدمة مجتمعها والإسهام في حل مشكلاته ورعاية الأيتام ومد يد العون والمساعدة للمرضى وإقامة المستوصفات والصروح العلمية ومؤسسات النفع العام من أوجب الواجبات الشرعية والوطنية، مستلهمة ذلك من فهمها الشامل للإسلام، ولمعنى المواطنة الصالحة، عن طريق تقديم الإعانة الطبية والإغاثية للأسر الفقيرة المستورة، والإسهام في حل مشكلة البطالة لآلاف المواطنين، وبما يزيد عن 3500 عائلة، وتقديم الرعاية لما يقرب من 13 ألف يتيم من شمال الأردن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.

وأكدت أنها مارست ذلك بشفافية عالية وبمؤسسية جيدة رغم أن معظم القائمين على العمل من المتطوعين، مما مكنها من أن تحوز على ثقة المسئولين في وزارة التنمية الاجتماعية والتي أشاد معظم وزرائها بقصة النجاح التي حققتها واحدة من مؤسسات النفع العام وهي جمعية "المركز الإسلامي" الخيرية والتي مضى على إنشائها ما يزيد على أربعين عامًا.

وحول القرار الحكومي الأخير بحل الجمعية وإحالة ملفها إلى المدعي العام بزعم وجود فساد مالي وإداري قالت الحركة الإسلامية: "لا غرابةَ أن تتعرض قصة النجاح هذه إلى حسد الحاسدين وتأليب المغرضين، ولكن عملها المؤسسي ورقابتها الذاتية ستقطع الطريق على كل الذين يحاولون عن قصد أو عن غير قصد الإساءة لحقوق الفقراء والأيتام والمعوزين بالدرجة الأولى".

وأوضحت أن هذا العمل الواسع الذي يغطي جميع المدن الأردنية والأرياف والقرى والمخيمات لا يمكن أن يصل درجة الكمال والسلامة من الأخطاء عبر ثلاثة وأربعين عامًا، هذا إذا علمنا أن التطوع هو السمة الغالبة في المشرفين على هذا العمل، لكن تلك الأخطاء لا تصل إلى حدِّ الفساد لا قدر الله.

كما أكدت الحركة الإسلامية على أنها تشد على يد كل من يحارب الفساد في المؤسسات الرسمية والشعبية كافة، وأنه يتساوى الجميع أمام القانون، وأن يُسْتَأَصَلَ الفساد من جذوره في كلِّ موقع ونحن مطمئنون للنتائج.

وأكدت أن استهداف الجمعية لن يضعف أبدًا الحركة الإسلامية ، واصفةً مَن يقول ذلك بـ"الواهم" وأنهم يمارسون خطيئةً بحقِّ الفقراء والأيتام الأرامل بالدرجة الأولى.

وأضافت: أما الجماعة فإنها تُسخِّرُ جهودَ أفرادها وجاههم وقدراتهم لخدمة هذا المشروع الوطني الرائد، ولن نتخلَّى ولن نتقاعسَ عن هذا الاستثمار الخيِّر في خدمة المحتاجين بإذن الله.

ووجَّهت جماعة الإخوان المسلمين ب الأردن رسائلَ لكل مسئولٍ حريصٍ على مصلحة وطنه، وكل صاحب فكر وقلم أن يدقق جيدًا فيما يقول، وفيما يكتب، وفيما يتخذ من مواقف، جاعلاً الحقَّ رائدَه، والمصلحةَ العامة غايتَه، وستبقى صدورنا واسعةً، وقلوبنا مفتوحةً، لتقبلَ كلَّ نقدٍ بنَّاء، وكل نصيحةٍ مخلصةٍ، مشددةً على أهمية فتح باب الحوار بين مختلف مكونات هذا الوطن حكومة ومؤسسات وشخصيات وقوى وطنية، في ظل تغليب المصلحة الوطنية العليا.

المصدر