أوباما.. الأمل الذي يخبو؟!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
أوباما.. الأمل الذي يخبو؟!


بقلم: المهندس عبد الله بابتي

تتسارع هذه الايام احداث ومواقف محلية واقليمية ودولية وكلها بالنتيجة ترسم معالم وخطوات غاية في الاهمية لها صلة بمصائر شعوب ومنطقة جلها في العالم العربي والشرق الاوسط.

فمن حرب اليمن التي بدأت مع الحوثيين وانشغال جيش البلد بمواجهتها وقد انهكت الاقتصاد في وهو اصلا في حالة معاناة اضافة الى تمزق فئات شعبه الذي من الواضح لم يعد رئيسه حين دخل في حرب اهلية لم يجد لها حلا بغير اسلوب القتال!!

وزاد الطين بلة دخول جيش المملكة السعودية بعد الاعتداء على اراضيها مما اضطره للدفاع عنها والغوص في حرب اعتبرت ذات اغراض خبيثة؟!

وبعد مد وجرز في المعارك لم تنه وضعا ولا بلغت حلا تطل علينا حرب اشد وأمر تلج المنطقة من اليمن ايضا حيث تجمع الآلاف فيها ليعلنوا نهارا جهارا انهم جيش القاعدة وهو التنظيم الذي اصبح بعد غياب الاتحاد السوفياتي العدو الاوحد الشاغل لاميركا وحلفائها والعنوان البارز للارهاب في العالم...

وحاول اوباما منذ توليه الرئاسة في واشنطن ان يطرح رؤى ومواقف تطوي صفحة الرئيس السابق بوش في كل ما ذهب اليه من تحديات وحروب جوالة وخسائر فادحة للبلاد توجت بالازمة المالية العالمية التي اهتزت لها ولا تزال اميركا وكل مؤسساتها الاقتصادية والمالية ومعها جرجرت الاقتصاد العالمي في كل الدول القوية قبل الضعيفة..

ثم ان اوباما اصر بالتصريح والتأكيد ان يطمئن العالم العربي والاسلامي فأطلق لافكاره العنان من قلب القاهرة كبرى بلاد العرب ومركز الأزهر الشريف ثم من انقرة التي بتاريخها الماضي وحاضرها القائم اوحى انه الرئيس المنقذ للقيم والصديق الصدوق للاصلاح والمحاور الاهم لقضايا الشرق عموما والاوسط خصوصا.

كما اكد على قيام دولتين في فلسطين كي يبلغ الشعب المظلوم الذي مضى على تشرده ستون عاما واكثر حقه في وطن ويقرر مصيره بيده ويحكم نفسه بنفسه معلناً وقف الاستيطان والعودة الى حدود العام 67 وايجاد حل للاجئين المشردين مع اعتماد القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين ثم اعلن عزمه على الانسحاب من العراق وتمكين شعبه من استرداد حقه بالحياة الحرة وزوال احتلال قواته له في العام 2011...

لكنه بقي ككل رئيس اميركي لا فرق بين اسود ابيض؟! الى جانب اسرائيل وضمان امنها وحقها في الدفاع عن نفسها دون اي ادانة لكل ما ترتكبه من مجازر وابادة كان آخرها في غزة واصرار على عدم اتخاذ اي موقف ضدها في اية هيئة دولية!!

كل هذا الكلام اشهد عليه العالم بأسره!! وباءت بالفشل كل وعود اوباما الذي خضع للابتزاز الصهيوني وتراجع عن وقف الاستيطان وتهويد القدس داعياً الى ضرورة الاعتراف باسرائيل دولة يهودية لا حق للعرب فيها وان كانوا من سكانها الاصليين وغض النظر بعد ذلك عن التهجير المتعمد وهدم الاحياء!

وتغيير المعالم في القدس وغيرها وكأنه لا يملك اية قدرة على الفعل بل هو عبر تصريحات وزيرة خارجيته يطلب من اهل فلسطين وقادتهم في السلطة التراجع عن التشبث بالافكار المعرقلة وغض النظر عن الاستيطان وتجميده لنجاح المفاوضات!!!

وعلى العالم العربي بكل دوله وانظمته ان يتساهل مع اسرائيل فيرضخ لشروطها في بقاء الاحتلال ومباركة التهويد واعلان التطبيع كخطوة لنجاح مفاوضات الاعتراف وفتح الحدود بدون تلكؤ او تأخير!!.

ترى متى تنتهي هذه المسرحية التي يتوالى على فصولها رؤساء الادارة الاميركية الواحد تلو الآخر ولا خلاف بينهم سوى اللون الاسود او الاشقر ولا تغيير في مساراتهم سوى ان القرار بيد ادارة مستمرة لا تحيد عن خط العداء للعرب والمسلمين ولكل احرار العالم بدافع الهيمنة على العالم وسلب الحقوق لشعوبه والسيطرة على خيراته وفرض الظلم وانظمة الاستبداد لضمان مصالحه؟

ونحن نقول جازمين الى كل من خضع لهذه الادارة الظالمة حباً لها او رهباً منها: ان الخلاص لهذا الواقع المرير والطغيان الكبير لن يكون الا بالتزام ارادة الشعوب التي تتوق للحرية وتبذل الغالي والرخيص كي تستعيد حقها في الحياة الكريمة ومواجهة كل انواع القهر والاضطهاد من كل من يمارسه بحقها دولة عظمى كانت او كيانا صهيونياً اعد لذلك؟؟ فالامر سواء طالما تساوت عندهم ارادة القمع والقتال وارتكبوا المجازر والابادة...

والكلمة الاخيرة نقولها لاوباما وكل من يتحالف معه: ان التنظيم الذي تسمونه القاعدة هو البعبع الجديد الذي تدفعون الى انتشاره بممارستكم اللاانسانية وتحيزكم الصارخ لكل ما هو معاد للشعوب وحريتها وكرامتها ولاسرائيل ربيبتكم وانتم من يغذيها ويغدق عليها بالدعم والسلاح وتمارسون كل انواع الضغوط لمنع محاسبتها والحد من جرائمها بل هي من تعتبرونها عصاكم الغليظة التي زرعتموها في قلب العالم العربي لتنفيذ مآربكم وتأديب الخارجين عن ارادتكم...

وكفاكم تضليلا باسم الحرية والديموقراطية فحين ترفعون ايديكم عن الشعوب المستضعفة وتنفذون ولو لمرة واحدة شعاراتكم التي تتبجحون بها بدءاً من الحرية ووصولاً الى قيام العدل في المجتمع عند ذلك يكون الطريق سالكاً لتبادل المصالح لنا ولكم وبذلك نخدم جميعاً الاستقرار في العالم ويصبح التعاون في ما بيننا على اسس ثابتة من احترام كل طرف للآخر والاعتراف بحقه في الحياة الكريمة.

المصدر