أحمد القاعود يكتب: عن هز الديل وكفتة السيسي
28-02-2014
وعد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي فأوفى، قال لنا قبل الانقلاب "مصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا"، وبالفعل أصبحت "أد الدنيا".
قبل أيام أعلنت قواتنا المسلحة الباسلة عن اختراع جهاز يعالج مرضى الإيدز والكبد الوبائي وهي أمراض فيروسية لم يصل العلم الحديث حتى الآن إلى علاج لها.
اللواء الدكتور إبراهيم عبد العاطي مخترع الجهاز الأسطوري الذي جعل مصر "أد الدنيا" في مجال الأبحاث الطبية والعلوم قال إن دولاً عرضت عليه 2 مليار دولار للحصول على الجهاز والتنازل عنه لكنه رفض، ونجح بمعاونة المخابرات المصرية في الهرب منها والعودة إلى مصر لتصنيع جهازه المعجزة، لكنه لم يقل ما هي تلك الدول وكيف هرب، وماذا كان يفعل في الخارج أصلاً؟.
ولما حان وقت شرح طريقة عمل الجهاز، قال إن فكرته تقوم على أخذ الفيروس من المريض، وإعادته إليه في هيئة "صباع كفتة"، وبذلك فإن المرض يقاوم وينتهي وهو ما يعد إعجازًا علميًّا بكل المقاييس.
اختراع آخر أعلنت عنه القوات المسلحة في عهد الانقلاب، عبارة عن جهاز يشبه صاعق الناموس يستطيع أن يكتشف المريض بفيروس (سي) من بين عدة أشخاص بمجرد توجيهه عليهم، ودون الحاجة لإجراء تحاليل أو فحوص طبية.
بهذه الاختراعات المعجزة دخلت مصر عهدًا جديدًا من التقدم المبهر ذلك التقدم الذي اكتشفه العقيد معمر القذافي قبل أربعين عامًا في ليبيا واستلزم أن يضع له كتابًا أخضر ليسير الشعب على هداه وخلاصة فكره السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
ومع نظارة السيسي السوداء التي يخاطب المصريين من خلالها وبزته العسكرية برتبة المشير غير المستساغة على هيئته، وجب عليه أن يضع للمصريين كتابًا أخضر جديدًا ليسيروا على هديه في الحياة ويطبقوا أفكاره التي ستجعل مصر "أد الدنيا".
وجيش السيسي كما أسماه هو بنفسه في خطاب أمام أفراده، ما زال يعمل على كافة الأصعدة والنواحي في جمهورية مصر العربية، وبكفاءة غير مسبوقة، فبينما تمطر الطائرات والصواريخ أهل سيناء باعتبارهم جرذانًا لا قيمة لهم كما قال القذافي عن أهل ليبيا، تتاجر الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بآلام الملايين من الشعب الباحث عن بصيص أمل في شفاء من أمراض كان السبب الأساس فيها حكم العسكر النازي في مصر وهي الأمراض الفيروسية.
هذه التجارة الفجة والدنيئة بآلام وأمراض المصريين الذين تسببوا بغير إنسانية منهم في إصابتهم بها، لم يخجل القائمون عليها أن يعلنوها صريحة أمام وسائل الإعلام، أو يتحدثوا عنها بوقاحة غير مسبوقة، ولم لا؟!! فهناك ملايين المغيبين بوسائل إعلام نازية يسيطر عليها حفنة من اللصوص والمرتزقة لو قالت لهم إن الشمس تشرق من الجنوب، وليس الغرب حتى لصدقوها.
في مصر أم الدنيا تحدثت وسائل الإعلام الإرهابية عن استعداد الفريق السيسي بعد الانقلاب مباشرة لنسف بارجتين أمريكيتين يقال إنهما اقتربتا من السواحل المصرية لإنقاذ الرئيس محمد مرسي.
نفس هذه الوسائل تحدثت عن كرة أرضية أوجدها رافضو الانقلاب العسكري تحت ميدان رابعة العدوية حيث مقر اعتصامهم، هذا الاعتصام أيضًا الذي ضم مغيبين ومخطوفين ذهنيًّا حسب أجهزة الأمن ووسائل الإعلام احتوى على أسلحة كيماوية وأسلحة ثقيلة أيضًا.
نفس وسائل الإعلام هذه التي كانت تثور أثناء حكم الرئيس مرسي لانقطاع الكهرباء المفتعل وحرق المؤسسات المقصود، واختفاء السولار والبنزين وسحل حمادة أمام قصر الاتحادية، هي نفسها التي تمجد في هذه الأفعال الآن، الكهرباء تنقطع في اليوم أكثر من مرة في الشتاء .
وهو فصل تخف فيه الأحمال على عكس الصيف، ولا يوجد بنزين أو سولار، وتضاعفت الأسعار الأساسية، وأصبحت الجرائم ضد الإنسانية منهجًا لمؤسسات الدولة الدموية يصحو عليه الناس كل يوم.
مصر الآن مسرح للعبث في عهد الانقلاب، أو الحاتي عفوًا، عبد الفتاح السيسي، مصر الآن دولة خارج المنطق أو العقل، قطاع واسع من شعبها وكتلة صلبة تناضل ضد جرائم المؤسسات العسكرية والأمنية والقضائية بحق الشعب، وقطاع أقل لكنه الأكثر عفنًا يسير وفقًا لفروض نظرية "هز الديل".
تلك النظرية التي تفترض في المواطن المستقبل لوسائل الإعلام الإرهابية أن يهز ذيله مع كل خبر ضد مصلحته، هذا الذيل يزداد اهتزازًا مع تغيير التوجه نحو نفس الخبر، وعندما تزداد عملية الهز، تتحول بالضرورة إلى رقص فج وفاجر في الشوارع، ليس فرحًا بعرس أو نجاح وإنما بهجة بقتل المزيد من المصريين المطالبين بالحرية والكرامة.
ومن هنا، اتضح أن النخبة الليبرالية والعلمانية التي وعدت الشعب دومًا بالحرية والكرامة، من أكثر المجموعات إجرامًا في حق الشعب المصري والإنسانية جمعاء.
هذه النخب التي وصلت إلى الحكم على مدافع الدبابات، كانت الأبشع في التعامل مع المصريين والأكثر استحلالاً لدمائهم والأكثر خسة ودناءة في التعاطي مع كرامتهم وحريتهم.
هذه النخب ارتكبت في حق المسلمين المسالمين جرائم ضد الإنسانية، بدءًا من حرق مساجدهم وتدنيسها، مرورًا بحرق جثثهم بالمئات وجرفها في القمامة، وصولاً إلى إهانة وامتهان المرأة المناضلة من أجل مستقبلها.
هذه المجموعات البعيدة عن الإنسانية والقيم النبيلة، انهزمت باستقالة حكومة السفاح حازم الببلاوي لفشلها في حل أي قضية ادعت أنها جاءت لحلها وتركت مصر خرابًا وجحيمًا في ثمانية أشهر سوداء كانت هي الأكثر سوادًا بها.
وفي مصر يزداد العبث يومًا عن الآخر ويتمايز الخبيث عن الطيب مع كل ساعة نضال تمر، وقطرة دم تسقط. وكلما زادت مسخرة السلطة الإرهابية وشعب 30 يونيو الكاره للحرية والإنسانية، يزداد اقتراب الفجر، أو ليس أحلك الساعات التي تسبق النور، تلك التي تكثر فيها المسخرة!.