"انتفاضة الخبز".. 5 دلالات تمهد لثورة جياع

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
"انتفاضة الخبز".. 5 دلالات تمهد لثورة جياع


جانب من إحدى تظاهرات التموين.jpg

(08/03/2017)

كتب: كريم محمد

مقدمة

في اليوم التالي لفشل ما سمي "ثورة الغلابة" 2016/11/11، خرج عبدالفتاح السيسي رئيس الانقلاب، على قومه ليفتخر وسط رئيس مجلس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي، ووزراء الدفاع، والخارجية، والداخلية، والمالية، والتموين، ورئيسي المخابرات العامة وهيئة الرقابة الإدارية، برفض الشعب الثورة ضده أو ما اسماها "دعوات التخريب".

ولكن لم تمضِ سوى 3 أشهر حتى خرج الشعب في "انتفاضة خبز" اندلع في 4 محافظات، احتجاجا على تقليص حصة الخبز المدعم هاتفين: "عايزين عيش يا حكومة'، و"تقدر يا سيسي كل العيش ده اللي ميكلوش البهايم".

المظاهرات والغضب الذي اشتعل في كفر الشيخ والإسكندرية والمنيا، والقاهرة رفضا لقرار أصدره وزير تموين الحزب الوطني السابق "على المصيلحي"، بتخفيض حصة الخبز لأصحاب "الكارت الذهبي" وصل مراحل خطيرة بقطع طرق وسكك حديدية. واضطرت قيادات الشرطة لجبر خواطر الغاضبين وعدم استفزازهم، بل توزيع خبر سياحي شامي من مخابز الجيش والشرطة على الغاضبين في الشوارع مجانا في سيارات الشرطة.

"مصيلحي" الذي كشف أنه أنقص الخبز للمواطنين بـ"تكليفات" من السيسي بدعوى "إعادة النظر في توزيع الدعم التمويني وإعطاؤه للمستفيدين الحقيقيين لتحقيق العدالة الاجتماعية"، رفض التنازل عن قراره، وأبدى تشفيه في المتظاهرين لأنهم لا يجدون خبزا يأكلوه بدعوى أن هذه فرصة لكي يشرح لهم ما تتحمله موازنة الدولة من أعباء وكأنهم سيتوقفون عن آخر شيء تبقى لهم.. وهو الخبز!

الاحتجاجات لم تتوقف على التظاهر.. ولكن المتظاهرين حطموا أكشاك الخبز ومديرية التموين في المحافظات التي نقص فيها الخبز، وانضم لهم آخرون لم يجدوا خبزا في المخابز رغم عدم نقص حصتهم.

ثورة الجياع

هذه المظاهرات جددت الحديث عن اقتراب ثورة الجياع التي حذر منها سياسيون منذ عدة أشهر، وأظهرت تقارير حكومية قلق السيسي من اندلاعها في أي وقت. ففي أكتوبر الماضي 2016 تحدث صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن "تقرير مفزع" على مكتب السيسي أعدته جهات سيادية يحذر من "ثورة جياع مقبلة".

وقالت إنه للمرة الأولى منذ وصول عبدالفتاح السيسي إلى كرسي الرئاسة في مصر، يتسلم فيها تقريراً يؤكد انهيار شعبيته، ويحذره من "خطر ثورة شعبية"، راصداً للمرة الأولى تراجعاً في شعبيته إلى أقل من 50%.

التقرير الذي قُدّم على صورة "تقدير موقف" حذّر بالاسم من "ثورة جياع" إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية في الانحدار خلال الأشهر المقبلة، وإن ارتفاع الأسعار هو السبب الرئيسي للاحتقان، إضافة إلى امتداد الغضب صوب قطاعات شعبية مؤثرة بسبب تدنّي رواتبها، ومن بين هذه الفئات الأطباء والمدرسون.

دلالات المظاهرات

  1. الشعب توقف عن بلع الزلط للسيسي واحتمالات ثورة خبز عقب تطبيق اتفاقية صندوق النقد وتعويم الجنية والغلاء التي اعتبر السيسي صمت الشعب عليها "كارت اخضر"، تحولت في انتفاضة الخبز الفعلية التي غزت 4 محافظات ووصلت القاهرة، إلى "كارت أحمر".
  2. الاحتجاجات التي جرت عفوية، ومن أشخاص يمثلون القاعدة الشعبية، ولم يصدر تعليق واحد من أي قوة ثورية أو حزب سياسي علي ما جري ما يشير لوفاة التنظيمات السياسية والحزبية التي ظهرت عقب ثورة يناير، وفي ظل حالة إضعاف واختراق والسعي لتقسم بعضهم بين فرق متصارعة تلهيها في صراعاتها الداخلية (حالة حزب المصريون الاحرار). ورد الفعل الوحيد السياسي من جانب نائب من حزب "التجمع" اليساري (سيد عبد العال، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب) وقف مع الحكومة ضد المتظاهرين ووصف من وقفوا وراء مظاهرات الإسكندرية بأنهم "بلطجة أصحاب المخابز"، وهو موقف غريب من نائب حزب لعب دورا في انتفاضة الخبز في سبعينيات القرن الماضي، ومؤشر لحالة الانحطاط السياسي لبعض الأحزاب.
  3. كان التعامل الأمني مع المظاهرات محسوبا بالورقة والقلم خشية اتساع الاحتجاجات وتحولها لاحتجاجات سياسية بعدما بدأت تخرج بالفعل لهذا النطاق حين طالبت متظاهرات السيسي بأكل العيش السيئ الذي يبيعونه لهم (لو وجد)، وأخذ ثلاثة تحركات: تهدئة المتظاهرين عبر القيادات الأمنية، وإبعاد القوات، والإسراع بتوزيع خبز من مخابز الشرطة والجيش في سيارات شرطة مجانا على المواطنين المحتجين، خاصة في الإسكندرية.
  4. المظاهرات اثبتت أن قانون التظاهر "سياسي" لا يمكن تفعيله عمليا في حالات الثورات أو المظاهرات الجماهيرية الكبرى مثل انتفاضة الخبز.
  5. استمرار التعامل السيئ من قبل الدولة ووزير التموين في إدارة الازمة دون حلها قد يفاقم المشكلة، خاصة أن الوزير أرجع القرار الي "تكليف السيسي له بـ "إعادة النظر في توزيع الدعم التمويني"، وأصر علي عدم التراجع عن قراره (محدش هيلوى دراعنا) وتحدث بطريقة غير لائقة عن المظاهرات بقوله خلال مؤتمر صحفي: "الحمد لله إن الناس ملاقوش العيش النهارده عشان أتكلم في أسباب قراري"!.

المصدر