"الإخوان باعونا في محمد محمود".. في ذكرى قنبلة العسكر

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
"الإخوان باعونا في محمد محمود".. في ذكرى قنبلة العسكر


الإخوان باعونا في محمد محمود.jpg

(19/11/2016)

كتب: سيد توكل

مقدمة

"الإخوان باعونا في محمد محمود"، تلقفت الغالبية العظمى من شباب القوى الثورية بكل سذاجة هذه "القنبلة"، التي خرجت من مخازن إعلام العسكر، ووضعوها في عقولهم ورددتها ألسنتهم، حتى انفجرت في وجه الصف الثوري، وشقته نصفين، إلى أن وصلت تداعياتها حافة انقلاب 30 يونيو 2013.

أغلب من ردد تلك المقولة "القنبلة" لم يشارك أصلاً في الأحداث، لأنهم لو كانوا في محمد محمود لرأوا شباب الإخوان وشبابًا من التيار الإسلامي هناك، والموقف الذي يتحدث به الجميع كان يمثل موقفًا رسميًا للجماعة، قائمًا على "اجتهاد سياسي" وليس "اتفاقًا" كما روج من كان يحمل ضغينة ضد الإخوان.

وبعد 6 سنوات من نجاح العسكر في تفجير قنبلة "الإخوان باعونا في محمد محمود"، يطرح السؤال نفسه: لماذا ضبط العسكر قنبلتهم على الإخوان؟، لماذا استهدفت المقولة الإخوان دون غيرهم؟، ألم يكن من الإنصاف محاكمة حمدين صباحي والبرادعي وبقية الرموز – وهى كثيرة- والتي كانت موجودة بمصر وقتها ولم يشاركوا في الأحداث؟!

ازدواجية المعايير

تقول الناشطة عليا علي: لو انقلبت المواقف ودَعم الإخوان المجلس العسكري في القضاء على الثوار وسحقهم في الميادين و"فوضوا" العسكر لقتلكم و"أنشدوا" تسلم الأيادي في سرادق عزائكم؟! أما كان سيخلوا لهم الجو وسترضى عنهم القوات المسلحة وكما يقول المصريون "سينوبهم من الحب جانب"؟ وربما ألقت لهم القوات المسلحة بالكوبون والبونبون!.

وتضيف:

"لكن الإخوان "الذين باعوكم في محمد محمود" ما فعلوا، وما كان لهم أن يفعلوا، فقد نختلف في الوسائل لكن غايتنا واضحة".

وتقول "أسماء يوسف"، عضو الهيئة العليا لحزب الوسط، منتقدةً مواقف من ردد قنبلة العسكر: "باعوا الإخوان وكل المتظاهرين في النهضة ورابعة، بالرغم من اختلاف الموقف؛ حيث إن عملية فض اعتصامي رابعة والنهضة شهدت مذابح ومجازر جماعية لم تشهدها مصر في العصر الحديث من قتل وقنص وإحراق للثوار أحياءً وأمواتًا ووقتها أصابهم الخرس ولم نسمع لهم صوتًا" .

مضيفة:

"هؤلاء لا فهم لهم ولا فقه، هم ألفاظ وصياغات مجردة ، هم يدعون الثورة على الطاغية ، فلما اختلفوا في اجتهاداتهم الثورية مع الإخوان عادوا الإخوان ، ووضعوا أيديهم في يد ذلك الطاغية - الذي ثاروا عليه من قبل - لينجحوا ثورته المضادة ويفشلوا ثورتهم التي صنعوها من قبل".

موضحة:

"وما ذلك إلا لاختلافهم مع اجتهادات الإخوان ، ليس لأن الإخوان سرقوا أو قتلوا أو أفسدوا أو ظلموا ....وذلك أيضاً رغم أن ثورتهم كانت ضد مظالم وانتهاكات وسرقة وفساد ورشوة ومحسوبية وحاكم جرف البلاد والعباد ومسخ شعبه وحولهم لعبيد مستكينين" .

تضيف "يوسف":

"والسبب في موقفهم ذلك أنهم لا فهم لهم ولا هوية ولا منطق ولا مبدأ ثابت ، ولا يحكمهم سوى المزاج والأهواء والرؤية الشخصية المغرورة المستعلية والمتذبذبة".

موقف الإخوان

ظهر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع، وأوضح رأيه في هذه الأحداث، في برنامج "90 دقيقة"، مع الإعلامي عمرو الليثي وقال: "لم تكن هناك صفقة"، مضيفًا: "هننزل لو لقينا تعطيل في الانتخابات أو لعب في الدستور.. عند الاثنين دول بالذات هننزل".

وحينما سأله الإعلامي عمرو الليثي عن وصفه نزول الإخوان بـ"المفسدة الكبرى"، قال بديع: "إنه مشهد متداخل عن عمد"، محذرًا من "استدراج جماعة الإخوان لمشهد مبهم".

وتابع:

"كان الهدف هو إشعال فتنة يكون وقودها الإخوان المسلمين، ليشتعل الحرب بين الإخوان والشرطة العسكرية والداخلية".

كما كتب الدكتور محمد البلتاجي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، مجموعة تدوينات، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" دافع فيها عن حق متظاهري محمد محمود في الاعتصام، كما أدان اعتداء قوات الأمن على المتظاهرين، متهمًا الأجهزة الأمنية بخلق أزمة مفتعلة، على حد قوله.

يقول البلتاجي في التدوينات المتداولة:

"أدين وبكل قوة مبدأ فض الاعتصام بالقوة وأعتبر هذا من الأجهزة المسئولة محاولة لصناعة أزمات مفتعلة للتغطية على رسالة مليونية الجمعة الناجحة أمس، أرفض استخدام القوة مع المتظاهرين سلميًا أيًا كانت توجهاتهم، فهذا حق مكفول وهو أعظم نتائج الثورة المجيدة، أقول هذا رغم أننا لم ندع للاعتصام ولم نشارك فيه".

وتابع:

"اتصلت الآن بوزير الداخلية وطلبت منه سحب قوات الشرطة تمامًا من ميدان التحرير وما حوله تمامًا ووعد أن يتم حل هذا خلال ساعة من الآن، أطالب الجميع بعدم التصعيد وعدم إعطاء فرصة لإنجاح محاولات خبيثة لصناعة الأزمات مع تحميل الداخلية مسؤوليتها عن بدء الأحداث".

وأردف:

"سأنزل إلى الميدان لمشاركة الشرفاء الموجودين حق الاعتصام السلمي، وللتأكيد على تخريم فض الاعتصام بالقوة، غير أني أناشد الجميع التزام الهدوء وعدم التصعيد لأي مبررات ولتشويه حقنا المشروع في إعلان موقفنا واستكمال ثورتنا السلمية العظيمة".

واستطرد:

"الجريمة التى تكررت من الأجهزة الأمنية والعسكرية في حق معتصمي عُزل على النحو الذى كان يصنعه عمرو سليمان وحبيب العادلي يجب ألا تمر، المعتصمون الشرفاء أرادوا أن يقولوا للمجلس العسكري لن نتراجع عن حقنا في الاعتصام السلمي، ولن نتنازل عن مطالبنا المشروعة ذهبت إلى ميدان التحرير مساء الأحد فلاقيت شبابا رائعا في صموده، قابلني بعضهم بغضب بسبب عدم مشاركة الإخوان لهم في الاعتصام، لهم حق في غضبهم وعلينا أن نراجع موقفنا".

حقائق ما بعد الانقلاب

كان انقلاب 30 يونيو وما بعده هو الصفعة التي أيقظت أصحاب مقولة "الإخوان باعونا في محمد محمود"، واكتشفوا بعد فوات الأوان أنها "قنبلة عسكرية" حملها البعض في سذاجة مفرطة، وربتوا على ظهرها وادخلوها في فراش الثورة!.

تقول الناشطة السياسية غادة محمد نجيب، المنشقة عن حركة "تمرد": إن الشهيدة أسماء البلتاجي، ابنة القيادي المعتقل د.محمد البلتاجي، والتي استشهدت خلال أحداث فض رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013، وغيرها من شباب "الإخوان" شاركوا في أحداث محمد محمود، مستنكرة الادعاءات القائلة بأن "الإخوان باعوا الثوار خلال تلك الأحداث التي وقعت قبل أربع سنوات".

وأضافت:

"إحنا اللي بعناهم في رابعة إحنا كنا ضد مطالب رابعة السياسية بس منتفضناش لاغاثتهم وتركناهم يدهسون تحت دبابات السيسى ووصل الأمر أن هناك من برر قتلهم او شمت وفرح فى دمائهم ‏ ومش عارفه فى كام واحد زى أسماء كان معانا فى محمد محمود ودلوقتى هو شهيد او معتقل".

واستدركت:

"لكل الأطراف ورحمة أسماء ورحمة الشهداء على الأقل وقفوا هجومكم المتبادل على بعض وفكروا فى المصلحة العامة وفكروا أزاي العرب أتصالحوا مع العدو الصهيوني وإحنا أبناء الوطن الواحد مش عارفين نعمل ده، وحد صفك كتفى فى كتفك "‏قوتنا_فى_وحدتنا، و‏محمد_محمود_ورابعه_اخوات".

وترجع أحداث محمد محمود إلى جمعة المطلب الواحد التي سبقت بدء الأحداث، حيث دعت مجموعة من القوى الثورية إلى سرعة تسليم السلطة إلى رئيس وحكومة مدنية، وتزامن ذلك مع صدور وثيقة السلمي التي أعطت وضعًا مميزًا للقوات المسلحة، وانفضت التظاهرة، إلا أن عددا من أسر الشهداء أصروا على الاعتصام حتى اليوم التالي الذي اندلعت فيه الاشتباكات التي وصفتها منظمات حقوقية بحرب الإبادة الجماعية للمتظاهرين. وشارك الثوار وأسر الشهداء، وانضم إليهم طلاب المدارس، وشباب الألتراس، وعدد من شباب القوى الليبرالية، وحركة حازمون، وعدد من شباب التيار السلفي.

ومن السبت 19 نوفمبر، حتى الخميس 24 نوفمبر 2011، شهد شارع محمد محمود مجزرة دموية، بدأت بمحاولات فض الاعتصام صبيحة يوم السبت، واستمرت الاشتباكات حتي صبيحة الأحد مع نفاد ذخيرة الأمن المركزي، وظلت الاشتباكات طوال بقية الأيام، التي لم تتورع فيها قوات الأمن عن استخدام كل أنواع الأسلحة من خرطوش ومطاطي وغاز، حتي هدأت الأوضاع تمامًا يوم الجمعة 25 نوفمبر 2011.

عداء مع الإخوان

انقلاب الـ30 من يونيو أجاب عن السؤال هل حقاً "الإخوان باعونا في محمد محمود"؟، ذلك السؤال الذي ظلت تردده حركة 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين، طوال سنوات مضت، واليوم تحل الذكرى السادسة لأحداث "محمد محمود"، والشوارع خالية من الثوار بعدما نجحت العسكر في شق صف الثوار في شهر نوفمبر 2011.

  • هل هو بيع أم اجتهاد في المشاركة في فعالية انقلبت في نهاية اليوم لمجزرة، هل استفاد الإخوان من ذلك ؟
  • وهل جاء الإخوان إلى الحكم نتيجة ذلك "البيع" أم نتيجة انتخابات حرة شفافة؟
  • وهل اجتهد الرئيس الشرعي محمد مرسي -الذي جاء من الإخوان- وأظهرت الأيام بعد ذلك اجتهاده في التقصي والسعي بخطوات حثيثة من خلال لجان تحقيق ونيابة خاصة (وهي القرارات التي اعترض عليها هؤلاء بحجة الديكتاتورية ) للثأر لدم شهداء محمد محمود؟

إلى هؤلاء الذين قادتهم سذاجتهم وفجروا قنبلة العسكر في وجه الثورة، إذا كانت حرمة دماء 31 شهيد في محمد محمود جعلتكم تناصبوا الإخوان العداء عقابا لهم على اجتهادهم، ماذا إذن عن دم الآلاف الذي سال في حرس الحدود والمنصة وفض رابعة والنهضة ؟! وماذا عن آلاف الأرواح البريئة التي أزهقت في المسيرات الرافضة للانقلاب العسكري حتى اليوم، والآلاف الذين يهتفون بحريتكم داخل معتقلات وسجون من صمم وجهز "القنبلة"؟، أليس من الحكمة العودة إلى وحدة شعار "يسقط يسقط حكم العسكر"؟!

المصدر