استعرض مصدر وائل قنديل يكتب: كفتة.. من أبو شقرة إلى أبو سعدة

'''<center><font color="blue"><font size=5>وائل قنديل يكتب: كفتة.. من أبو شقرة إلى أبو سعدة

</font></font></center>'''
 
 
'''(9/1 / [[2015]])'''
 
[[ملف:1 وائل قنديل.jpg|تصغير|250px|يسار|'''<center>وائل قنديل</center>''']]

المنطق الذي يبرر به [[عبد الفتاح السيسي]] إرهاب نظامه ضد المواطنين يقول: لماذا أتركهم للبحر يبتلعهم، ك[[السويس|السوريين]]، إذا كانت سجوني ومعتقلاتي قادرة على ابتلاعهم؟

عدد الذين ماتوا داخل سجون [[عبد الفتاح السيسي |السيسي]] يفوق عدد من ماتوا من النازحين [[السويس|السوريين]] في حوادث غرق وسير، وهم يقصدون أوروبا، طلباً للجوء والهروب من سلطة تحكم بالبراميل المتفجرة، كما يحكم [[عبد الفتاح السيسي |السيسي]] بالعصا الأمنية الغليظة، والهراوات القضائية الثقيلة، والعبوات التلفزيونية الناسفة للحريات والأخلاق، وحافظ أبو سعدة ومجلسه الحقوقي، الذي يترأسه رجل مخابرات عبد الناصر ووزير إعلامه.

يقول [[عبد الفتاح السيسي |السيسي]] لمحطة التلفزة في سنغافورة، ردا على سؤال بشأن قمع الحريات بقانون الإرهاب، إن هناك أخطر من قانون الإرهاب، هو الحيلولة دون لجوء التسعين مليون من ال[[مصر]]يين إلى أوروبا، وغرقهم في محاولات الهجرة غير الشرعية، كما يحدث مع [[السويس|السوريين]]. 

مرة أخرى، هو يجتر عبارته البائسة "أحسن ما نبقى زي [[سوريا|سورية]] و[[العراق]]"، تلك العبارة التي تحولت إلى قانون، يسمح بتحويل أكثر من ستين ألف [[مصر]]ي إلى مشاريع ذبائح داخل السجون، لا يمر يوم من دون الإعلان عن التخلص من ذبيحة جديدة، ويبرر انتهاك الأعراض والتعدي على الملكيات الخاصة للأفراد، وتجفيف منابع الحريات السياسية والاجتماعية والإعلامية، وحشر [[مصر]] داخل سجن الخوف.

يكاد [[عبد الفتاح السيسي |السيسي]] يلقي باللائمة على من يحاولون الإفلات من القبضة المميتة للسلطة ال[[سوريا|سورية]] ، قفزاً على الأسباب التي تدفع شعبا، صاحب جذور حضارية راسخة، للهرب والتفكير في الارتحال عن الوطن، وكأنهم يعبرون المتوسط إلى أوروبا، في قوارب متهالكة، من أجل السياحة، أو بحثا عن عقود احتراف في بطولات الدوري هناك.

ذهب [[عبد الفتاح السيسي |السيسي]] في زيارته الدورية، نصف السنوية، إلى روسيا، ليشحن بطارية الاستبداد، ويستمد القدرة والجرأة على المضي على طريق القمع والدم. 

عاد من روسيا منتفخ الأوداج، فيلتقط القضاء الإشارة، ويهوي على رؤوس صحافيي "الجزيرة" بأحكام بالسجن، ويعلن، لأول مرة، عن التنسيق الأمني (وليس فقط العسكري) مع سلطة الموت في [[سوريا|سورية]]، لينفتح الباب أمام مرحلة استهداف ال[[سوريا |سوريين]] في [[مصر]]، بالتنكيل والتسليم والإلقاء في البحر، بحثاً عن النجاة في أوروبا. 

وبهذا، يكون [[عبد الفتاح السيسي |السيسي]] شريكا لبشار الأسد في المسؤولية عن إزهاق أرواح اللاجئين ال[[سوريا|سوريين]]، قبل الوصول إلى العواصم الأوروبية.

وبالتزامن مع الحج إلى الكرملين، كان هناك وفد من إعلاميي [[عبد الفتاح السيسي |السيسي]] يزور عتبات الإرهاب والاستبداد المقدسة في [[سوريا|سورية]]، وينقل أحدهم  أن "وزير الخارجية السوري كشف لهم، في اللقاء، عن وجود تعاون أمني مشترَك قائم بالفعل بين [[سوريا|سورية]]و[[مصر]]، يسير على قدم وساق؛ في إطار مكافحة الإرهاب بكلّ مسمياته".

والتعاون الأمني يعني، بالضرورة، اتفاقيات تبادل تسليم المطلوبين للنظام. 

وعلى ذلك، فالنتيجة المباشرة، هنا، أن آلافاً من الأشقاء ال[[سوريا|سوريين]] احتضنتهم [[مصر]] الثورة يتهددهم خطر وضاعة ونذالة [[مصر]] الانقلاب، ما يؤدي، بالضرورة، إلى أن عمليات بطش بسوريي [[القاهرة]] قادمة في الطريق، قربانا للسيد الروسي الذي أصدر الأوامر بالتعاون الكامل في عملية انتشال النظام، وإغراق الشعب، السوري، في البحر.

وحين يقع ذلك، لن يجد  نظام [[عبد الفتاح السيسي |السيسي]] عناء في إيجاد حقوقيين من نوعية حافظ أبو سعدة، يظهرون وكأنهم في لقطات إعلانية عن السجون، كمنافس لأكبر المطاعم في [[مصر]]، ويبتسمون في سفور أمام الكاميرات، ومذاق الطعام ونكهته وجودته تكاد تذهب برؤوسهم، على نحو يدعو محلات الكباب الشهيرة للقلق على مستقبلها في السوق، في ظل هذه المنافسة الشرسة من "أبو سعدة" لمزاحمة "أبو شقرة".

المنطق الذي جعل أساتذة جامعات وأطباء كباراً ينتظمون في فرق الترويج لاختراع علاج الإيدز بالكفتة، باعتباره إعجازاً علمياً لا مثيل له، هو نفسه الذي يجعل حافظ أبو سعدة وفرقته يتحدثون عن فخامة السجون وروعة مذاق مأكولاتها، كأماكن منافسة لأشهر المقاصد السياحية في العالم.

==المصدر==
*'''مقال:'''[http://www.sharkiaonline.com/post.aspx?id=23352 وائل قنديل يكتب: كفتة.. من أبو شقرة إلى أبو سعدة] '''موقع: الشرقية أون لاين'''
 
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:إخوان الشرقية]]
[[تصنيف:أراء وأفكار]]
[[تصنيف:مقالات]]