استعرض مصدر كن معارضًا ولكن..

'''<center> كن معارضًا ولكن..</center>'''

[[ملف:سالم الفلاحات 2.jpg|left|220px]]
 
'''بقلم: أ. [[سالم الفلاحات]] '''

كن معارضًا، كن حزبيًا، كن مستقلاً في رأيك، قل ما شئت، وإن لم تكن، أوجدناك ليحلو بك المجلس وتزدان بك الساحة.. كن كما تشاء وكل حتى تشبع ولكن! قل ما شئت ولكن!

عجيب هذا الحال في البلاد العربية الديمقراطية المتطورة والمتبارزة في التنمية السياسية.

لن يكسب مواطن مغرم بالمسابقات الثقافية ولن يجيب على السؤال التالي إنْ كانت المسابقة في فضائية مستقلة أو مشاغبة ولو جزئيًّا.

أيها أكثر ديمقراطية وأكثر تنمية سياسية:

- الكويت ومجلس نوابها وكتله وأحزابه الذي يطرح الثقة حتى بالوزراء؟

- أم سوريا ومجلس شعبها وأحزابها وانتخاباتها؟

- أم تراها مصر ومجلسها ونوابها وتداول السلطة فيها عسكريًّا أو مدنيًّا.. لا ندري؟

- أم تراها الدول العربية الإفريقية بما فيها الجماهيرية التي تثقف العالم في الحياة السياسية والعلاقات الدولية والانفاق المالي، أم الجزائر التي تكتب الديمقراطية بالدم وحروب داحس والغبراء، أم [[تونس]] التي تسطر ملحمة الديمقراطية بالسجون لمن لا يتقن اللعبة أو لا يحفظ قوانينها وطلاسمها.

- لا أدري، أم أنها [[العراق]] الحديث التدمير والهدم والترويع والتجويع، وهو آخر طبعة أمريكية في الديمقراطية التي ترعاها ورصدت لها الملايين لإعادة إنتاج أو إعادة انتشار الديمقراطية في بلاد العرب.

- أم أنها [[لبنان]] التي يصوت مجلسها التشريعي في وادٍ، ولكن برسم الموافقة لمحكمة التمييز الأمريكية العليا حتى في قضاياها الداخلية.

- أم أنها [[اليمن]] الموحد الذي فيه نواب وأحزاب وحزب حاكم يتحكم وفق مصلحة الأمة التي قد لا يدركها كل الناس حتى لو كانوا نوابًا أو أحزابًا.

ترى مَن إذن، لقد تعددت الخيارات وصعب السؤال فمن يربح الجائزة؟

- أم أنها دول أخرى قطعت أشواطًا كبيرة في الديمقراطية دون ضجيج وإعلام، ووصل الأمر إلى انتخاب المجالس البلدية أو نصفها على أن يُشارك في الانتخابات كل أولياء أمور المجتمع على مختلف مواقعهم؟

وسيبقى الخيار صعبًا حتى لو أضفنا بقية الدول الإسلامية، فلكل منها قدم سبق في الديمقراطية وإن كانت مؤطرة عسكريًّا، بعين لا تنام.

سيبقى السؤال صعبًا حتى لو غامرنا (نحن) في الأردن وشاركنا في الخيارات، نحن عندنا حياة سياسية برلمانية منذ بدايات القرن الماضي ومع ذلك وبكل تواضع ما زلنا بحاجة لتنمية سياسية طويلة تبدأ وقد لا تنتهي حتى تطوي أجيالاً عديدة، وقد ينتهي الصراع العربي [[الصهيوني]]- إن كان هناك صراع- قبل أن يبلغ الوليد أشده، ومع ذلك فنحن نعتز بهذا النمو وهذه التنمية فنحن نحفر البئر بإبرة، وأيوب عليه السلام عاش في بلادنا.

فكر وركز، لا تتسرع واستعن بصديق يشرح لك ديمقراطيتنا المميزة في بلادنا، كن حزبيًا ونبارك لك حزبيتك على أن لا تحرك ساكنًا، إياك أن تنتقد تصرفًا ما، فإنك تُخرِّب البلد، فجرح كبرياء الخطيئة تكفير وتخوين، إياك والحديث عن الفساد الإداري فغيرك يكفيك، ولا تتدخل فيما لا يعنيك، وإياك والحديث عن الفساد المالي والنفقات في غير موضعها حتى لو انتقد النواب بعضهم بعضًا فهذا لعب بالنار، والقصد منه "إياك أعني فافهمي يا جارة".

لا تسألني عن المخرجات والنتائج فنحن نزرع الديمقراطية ونسقيها ونحتفل بها، لكنها إن لم تنمُ وتخرج من إطار التجربة إلى النضج فهذه ليست مسئوليتنا.

نحن الديمقراطية الوحيدة التي اخترعت قانونًا خاصًا للانتخاب.

نحن الديمقراطية الوحيدة التي فيها وزارة خاصة لتنمية الديمقراطية والحياة السياسية.

نحن الديمقراطية الوحيدة التي ترعى فيها الحكومة تشكيل الأحزاب وتوحيدها وإشهارها، ودعمها من أجل أن تكون عينًا معارضة ومراتبة على أدائها.

ولا نريد أن نمدح ديمقراطيتنا فنحن وصلنا إلى أن يتحالف بعض نوابنا ضد بعض من أجل إسكاتهم وليسيروا الحيط الحيط حتى يبقى قطار التنمية السياسية منطلقًا إلى الأمام لننافس السويد وفرنسا، وعندنا ميزات أخرى منها أننا نتحدث عنها ونكتب وتلك ما لا تجدها عند الكثيرين، والشاطر يربح الجائزة.

== المصدر ==
*'''مقال:'''[http://www.ikhwanonline.com/new/Article.aspx?ArtID=9095&SecID=0 كن معارضًا ولكن..]'''إخوان أون لاين'''

{{روابط سالم الفلاحات}} 

[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:روابط سالم الفلاحات]]