استعرض مصدر كامب ديفيـد - التطبيع مـع اليهود

'''[[ذكريات لا مذكرات....عمر التلمساني|فهرس الكتاب]]'''

أرى من المناسب هنا أن أتعرض لمعاهدة " كامب ديفيد  " وإن كانت قد عقدت بعد استشهاد الامام بسنوات طويلة قد تقرب من الثلاثين . ذلك لأن موقف الاخوان المسلمين منها واستنكارهم لها كان من نتائج تربية الإخوان تربية سياسية على أسس عقيدية فالاسلام دين ودوله .

والمتتبع لتطورات إقامة إسرائيل على أرض فلسطين يرى أنها ترمى الى أبعاد عميقة الغور رغبة فى القضاء علىا لاسلام . ومن ظن غير ذلك فهو لا يحس بالنار إلا بعد أن تعلق بملابسه وتحرق أوصاله . لقد كان فى آفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية أماكن تتسع لهذا الشعب لو كان الغرض الحقيقى هو إقامة دولة لهم وقد تجد هناك المناخ المناسب لمثل هذه الدولة العجيبة الميلاد .

ولكن التخطيط الذى وضع وبدىء تنفيذه بدقة فائقة لا يزال يأخذ طريقه المرسوم له لتحقيق الهدف المقصود منه فى هذه ا لمنطقة العريقة فى إسلامها .

بدأت انجلترا بإحلال المهاجرين اليهود فى فلسطين وسلحتهم بكافة الأسلحة وفى الوقت نفسه أصدرت القوانين المشددة فى تجريد الفلسطينيين من كل سلاح حتى سكاكين المطابخ .

وبدا اليهود فى حماية إنجلترا يقومون بدورهم فى حماية الدولة المنتدبة على فلسطين ـ انجلترا ـ وبدأت مقاومة الشعب الفلسطينى يؤيدها المجاهدون من الاخوان كما سيأتى ذلك فيما بعد وياليتنا نفهم ويا ليت بعض المسئولين فى العالم العربى والاسلامى يفهمون أخذ طريقه المرسوم له لتحقيق الهدف المقصود كككممنتنأو يصححون فهمهم أو ينظرون تحت ِأقدامهم للحفر الغائرة فى بطن الكيد والخبث الصليبى والشيوعى والصهيونى ليلمسوا بأنفسهم الهاوية التى تعد لهم ولشعوبهم لمن يظنونهم أصدقاء وهم شر من الاعداء .

أنا لا أشك لحظة فى أن كل مسؤول عربى مسلم لن تغيب عنه هذه الحقائق المرة المداهمة . بل لعلهم يعلمون عنها أكثر مما نعلم ثم تتملكنى الحيرة والمرارة .. كيف يتصرفون ؟ .

إنهم إن ظنوا أنهم وأسرهم ناجون من هذا المصير التعس فهم فى غفلة فما أيسر أن يجحد هؤلاء الأصدقاء كل البلايين التى فى حوزة هؤلاء الأعداء وبكل بساطة لأتفه الأسباب المفتعله المختلفة .

إنهم لا عصمة لهم ولا وقاية بعد الله إلا الصلح مع شعوبهم وتدعيم روابط الثقة بينهم وبين شعوبهم متنازلين عن الكثير مما يظنونه حقوقا لهم ولا حق لحاكم فى هذا الوجود على شعبه إلا السمع والطاعة ما أقام فيهم الدين والعدل والانصاف وكفهم عن المعاصى وعن المحرمات .

إن المخطط الصهيونى سينتهى بنا جميعا الى جعل وضع اسرائيلفى هذه ا لمنطقة ـ فى فلسطين ـ أمرا طبيعيا لا استنكار له ولا محاولة لأزالته ثم ما يتبع ذلك من مصائب وويلات لا نهايه لها .

 


== التطبيع مـع اليهود ==


إن تطبيع العلاقات أى جعلها طبيعية أمر خارج عن طبائع الأوضاع البشرية هل يتصور أحد أن ا ليهود يمكن أن تكون علاقتهم طبيعية مع إنسان غير يهودى ؟ .. كيف يمكن لبشر أن يغير من السنة الكونية ؟ إنها محاولة خاتمتها الدمار والخراب للمسلمين جميعا إننا مسلمون والله الذى نؤمن به يقول : { لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود } إنه تقرير إلهى لا لبس فيه ولا غموض . إن العداوة منهم وليست من جانبنا كما هو صريح نص الآية فهل نحن أعلم باليهود وكراهيتهم للمسلمين من الله ؟

إن الاخوان المسلمين الذين تملأ قلوبهم رحمة الاسلام وسلامة لا يقولون برمى إسرائيل فى البحر ولا يقولون بشنق أخر إسرائيلى بأمعاء آخر شيوعى ليس سفك الدماء من طبيعة الاسلام ولكننا نقول إنهم يستطيعون العيش فى فلسطين كشعب فلسطينى أما كحكام يريدون أن يهددوا المنطقة كلها فلا .

إن كل الأقليات فى كل أرجاء العالم تعيش مع الأكثرية فى هدوء ووئام ولكن كيف يمكن التصديق بأن أشد الناس عداوة للمسلمين يمكن أن يكون حاكما عادلا مع المسلمين من رعيته هيهات .

 

ومـكـلف الأيام ضـد طباعها                متطلب فى الماء جذوة نار

 

فلا بد أن تجمع شعوب المنطقة وحكامها على التخلص من هذا الأخطبوط الذى يمتص دمها رويدا رويدا وأن تقضى على هذا السرطان الذى يهدد كيانها إن الحر ألأبى يموت كريما أو يحيى كريما وبين أن يموت الانسان كريما تشهد له الأجيال بالبطولة والخلود وبين أن يحيا مهانا ذليلا إلا الرضا بالحياة الخثيثة والضعة المحضة . ألا يمكن أن يقوم سلام إلا على أساس أستبقاء الناهب ما نهب فى حيازته وملكيته ؟ أى سلام هذا والهول كل الهول أهون منه ؟ أى سلام هذا مهما كانت ظروفنا ؟ إن جيشنا العزيز استطاع أن يعمل شيئا كان من الممكن أن تكون له ثماره فى جميع أرجاء هذه المنطقة فما بالنا لو أجمعت شعوب المنطقة وحكا مها على خطة موحدة لا شك أن النتائج ستكون أعز وأكرم ولكن الناس من خوف الفقر فى فقر ومن خوف الخوف فى خوف . ومن خوف الذل فى ذل.

إن شبابنا يمكن أن يتربى على مقومات الرجولة وصناعة المواقف الخالدة ولكن ولعلها وسائل  التخطيط الصهيونى ـ بقاء أجهزة الاعلام على ما هى عليهلا يبشر بقيام جيل يغار على عقيدته وكرامة بلاده وحريتها أو يفكر فى حقوقه المسلوبه كى يستعيدها . وكلما قام الشباب بتهيئة نفسه للمواقف الفاصلة بينه وبين إسرائيل ومن وراءها لا حقته الضربات والمطاردة فى كل بلد من بلاد منطقة الشرق الأوسط أو حتى أندونسيا وما حولها .

إن التطبيع الذى يرفع التكليف سيكون أكبر عون لأسرائيل على تحقيق مطامعها آمنة مطمئنة فى حماية القواتنين الملحقة بمعاهدة السلام .

إن العمل الصالح هو الذى تبقى آثاره وهذه المؤتمرات الاسلامية التى تقام فى جميع القارات رغم ما يعتريها من غبش . هى أثر آثار الامام الشهيد لجمع كلمة المسلمين وما أخالها إلا سأتى ثمارها فى يوم من الأيام . إذ من الخير أن يجتمع الدعاة دواما فى الحين بعد الحين يتعارفون ويتعاونون ويشد بعضهم أزر بعض . وأول الغيث قطرة ثم ينهمر والله فى عون العبد ما دام العبد يعمل ويحاول حتى إذا استنفد العبد كل حيله ووسائله الأرضية وعلم الله منه الصدق والاخلاص تدخلت يد القوى العزيز { أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلهم خلفاء الأرض } لا أحد سوى القادر المقتدر القدير الكافى . وإنا فى صدق وعده لموقنون وإن كان لا يعجل لعجلة عبده .


'''[[ذكريات لا مذكرات....عمر التلمساني|فهرس الكتاب]]'''
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]