استعرض مصدر قالب:إغتيال البنا

----

<div class="reflist4" style="height: 550px; overflow: auto; padding: 3px" >

'''مقدمات [[اغتيال الإمام البنا|الاغتيال]]:'''

لم يكن الغرض من [[اغتيال الإمام البنا|اغتيال]] [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] [[حسن البنا]] القضاء علي حياة شخص إنما كان الهدف هو القضاء علي [[الإخوان|دعوة]] و[[الإخوان|جماعة الإخوان المسلمون]] ، ومحو المبادئ التي تؤمن بها هذه [[الإخوان|الجماعة]] وتدعو إليها . 

ولقد حاول أعداء [[الإخوان|الدعوة]] أن يحرفوا [[الإخوان|الجماعة]] عن أهدافها ومبادئها بشتى الطرق فخاب مسعاهم وضل سعيهم ، وحتى حين تمكنوا من إصدار قرار بحل الجماعة وقتلوا [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] ظانين بذلك أنهم قد قضوا علي [[الإخوان|الجماعة]] ومبادئها خاب ظنهم ، وذلك لأن [[الإخوان|دعوة الإخوان]] في حقيقتها ما هي إلا [[الإخوان|دعوة]] [[الإسلام]] التي لا تموت بموت شخص أياً كان هذا الشخص ، فهي [[الإخوان|دعوة]] الله ودينه الذي ارتضاه لعباده .

ولقد حاولت قوي متباينة [[اغتيال الإمام البنا|اغتيال]] [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] أو احتواءه هو [[الإخوان|وجماعته]] وإن اختلفت الدوافع ، فكان دافع البعض الحقد والحسد والغيرة العمياء من زعامته وقوة [[الإخوان|جماعته]] ، أما القوة الرئيسية التي كانت وراء الكثير من المحاولات فكان دافعها هو كراهية [[الإسلام]] وكراهية أتباعه ، ولأن [[الإخوان|الجماعة]] أصبحت عقبة كؤوداً في وجه مخططاتهم وأطماعهم وإليك نبأ ما استطعنا معرفته من هذه المحولات

'''أولا : محاولات [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |الإنجليز]] [[اغتيال الإمام البنا|لاغتيال]] [[حسن البنا|الإمام]] [[البنا]] :'''

:#في عام [[1941]] طلب الجنرال '''" كلايتون "''' مدير عام [[المخابرات الصهيونية تحذر من استعادة حماس والمقاومة قدراتها العسكرية خلال شهور|المخابرات]] البريطانية في [[مشروع (الشرق الأوسط الكبير) ورؤيتنا للإصلاح|الشرق الأوسط]] لقاء [[حسن البنا|الإمام]] [[البنا]] وفي هذا اللقاء عرض كلايتون جوانب الاتفاق بين ما ينادي به [[الإسلام]] من حرية وشوري وبما ينادي به [[الإخوان المسلمون ونصرة العالم العربي والإسلامي|العالم]] الحر " يقصد الحلفاء [[:تصنيف:الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية|أمريكا]] [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |وانجلترا]] [[قرار منع الحجاب في فرنسا|وفرنسا]] من نفس المبادئ ، وأن هناك اختلاف بين [[الإسلام]] وبين ما ينادي به [[كلمات خالدة... هتلر|هتلر]] . وطلب من [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] أن يقوم [[الإخوان]] بالدعاية لذلك وإظهار جوانب الاتفاق بين [[الإسلام]] وما يدعو إليه الحلفاء وجوانب الاختلاف بين [[الإسلام]] وما تدعو له دول المحور الوثنية ، وكان ذلك في مقابل إصدار [[صحافة الإخوان والدفاع عن العمال |جريدة للإخوان]] ، ومقر لهذه الجريدة مع إمدادها بأحدث أدوات الطباعة بالإضافة إلي مبلغ قدره نصف مليون جنيه كدفعة أولي يتبعها دفعات أخري ، وشفع طلبه بأن كل زعماء [[مصر]] يحصلون علي المال لمساعدة بريطانيا ، والأولي أن يصرف هذا المال في مساعدة [[الاخوان|الدعوة]] الإسلامية ، وقد رفض [[حسن البنا|الإمام]] [[البنا]] هذا العرض ثم أوضح له ما جرته [[السياسة]] البريطانية علي [[مصر]] [[العرب ما بين أقصى 2000وأقصى 2009|والعرب]] من خراب ودمار ، وذلك رغم تسليم [[حسن البنا|الإمام]] [[البنا]] بأن [[الإخوان]] يرفضون دعوات دول المحور وسياستها .
:#ولما لم تنفع محاولة الاحتواء عن طريق المال دبر [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |الإنجليز]] حادثًا [[اغتيال الإمام البنا|لاغتيال]] [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] عن طريق قيام سيارة من سيارات [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |الجيش البريطاني]] بصدم [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] وقتله بحيث يظهر الأمر وكأنه قضاء وقدر وكأنه حادث سيارة عادي ، ولكن [[الإخوان]] علموا بهذه المؤامرة عن طريق أحد [[الإخوان]] الذي كان يعمل مع أحد أعوان [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |الإنجليز]] وهو الأخ [[عبد اللطيف سيد أحمد]] ، وأبلغ الأستاذ [[عبد الحكيم عابدين]] بذلك فقام الأستاذ [[عبد الحكيم عابدين]] بإذاعة الخبر بطريقة غير رسمية حتى انتشر الخبر مما منع [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |الإنجليز]] من الإقدام علي تنفيذ تدبيرهم .
:#وفي عام [[1941]] أوعز [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |الإنجليز]] [[استجواب رئيس الوزراء ووزير الداخلية|لرئيس الوزراء]] والحاكم والعسكري [[حسين سري]] باشا بنقل [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] إلي [[:تصنيف:إخوان قنا|قنا]] ، فأصدر أمره إلي وزير المعارف د . محمد حسين هيكل بنقل [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] إلي [[:تصنيف:إخوان قنا|قنا]] ، وصدر قرار بنقل [[حسن البنا|الإمام]] [[البنا]] إلي [[:تصنيف:إخوان قنا|قنا]] . وقد اعترف الدكتور هيكل في كتابه مذكرات في [[السياسة المصرية في مأزق العدوان على غزة|السياسة المصرية]] بأن نقل الأستاذ [[البنا]] كان بناء علي طلب [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |الإنجليز]] ولما لم يجد قرار النقل في تقييد حركة [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] وتعويق حركة [[الاخوان|الجماعة]] رضخ [[حسين سري]] لضغوط نواب أحزاب الائتلاف بعد أن قدم الأستاذ م[[حمد عبد الرحمن نصير]] استجوابًا لوزير المعارف يقول فيه : إن نقل [[حسن البنا]] كان بناء علي دوافع خارجية لا تمت بأدنى صلة إلي مصلحة التعليم . وهنا فقط أعيد [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] إلي وجاءت وزارة '''" النحاس "''' علي أسنة رماح [[الإنجليز]] في 4 [[فبراير]] [[1942]] وقرر النحاس غلق جميع شعب [[الإخوان]] عدا [[المركز العام]] وذلك بناء علي طلب [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |الإنجليز]] ، ولم تفتح إلا بعد مفاوضات تمت بين [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] والنحاس حول تنازل [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] عن الترشيح للبرلمان في مقابل فتح [[شُعَب (الإخوان) تقاوم التبشير في كل أنحاء مصر|شعَب]] [[الإخوان]] وعدم التضييق علي [[الإخوان]] ، وكان منع [[حسن البنا|الإمام]] [[البنا]] من الترشيح بناء علي طلب [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |الإنجليز]] .

'''ثانيًا : محاولة [[ممثلا الوفد والمستقلين في لجنة الصياغة يرفضان تعديل مادتي «الإشراف القضائي» و«مكافحة الإرهاب» |الوفد]] [[اغتيال الإمام البنا|لاغتيال]] [[حسن البنا|الإمام]] [[البنا]] :'''

وفي عام [[1946م]] قام بعض شباب [[ممثلا الوفد والمستقلين في لجنة الصياغة يرفضان تعديل مادتي «الإشراف القضائي» و«مكافحة الإرهاب» |الوفد]] في [[:تصنيف:إخوان بور سعيد|بور سعيد]] بالاحتكاك بجوالة [[الإخوان]] وقذفهم بالبيض والطماطم أثناء استعراضهم في شوارع [[:تصنيف:إخوان بور سعيد|بور سعيد]] ، وذلك بإيعاز من أحد كبار رجال [[ممثلا الوفد والمستقلين في لجنة الصياغة يرفضان تعديل مادتي «الإشراف القضائي» و«مكافحة الإرهاب» |الوفد]] في [[:تصنيف:إخوان بور سعيد|بور سعيد]] ، فتصدت لهم جوالة [[الإخوان]] وعندما دخل [[الإخوان]] [[معالم وآثار دعوية : أول مسجد للإخوان المسلمين|المسجد]] لبدء احتفالهم.

بدأ أنصار [[ممثلا الوفد والمستقلين في لجنة الصياغة يرفضان تعديل مادتي «الإشراف القضائي» و«مكافحة الإرهاب» |الوفد]] يتحرشون [[بالإخوان]] فأمر [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] [[الإخوان]] بالانصراف فانصرفوا جميعًا ولم يبق معه في دار [[الإخوان]] إلا الشهيد [[محمد فرغلي]] والحاج [[عبدالله الصولي]] ، فاستغل أنصار [[ممثلا الوفد والمستقلين في لجنة الصياغة يرفضان تعديل مادتي «الإشراف القضائي» و«مكافحة الإرهاب» |الوفد]] الفرصة وحاصروا دار [[الإخوان]] وظلوا يرمون الدار بالحجارة وكرات النار المشتعلة وكان ذلك في وجود البوليس الذي تواطأ معهم واستمر الحال حتى قبيل الفجر حتى قام الأستاذ [[علي رزة]] هو وبعض إخوانه بحيلة أخرجوا بها [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] ومن معه من [[:تصنيف:إخوان بور سعيد|بور سعيد]] .

'''ثالثاً : محاولات [[مصر الفتاة]] [[اغتيال الإمام البنا|لاغتيال]] [[حسن البنا|الإمام]] [[البنا]] :'''

وكان [[مصر|لمصر]] الفتاة نصيب في محاولات [[اغتيال الإمام البنا|اغتيال]] [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] وإن كنا لا نرجح أنها تمت بإيعاز من قوى أجنبية إنما كان دافعها الغيرة والحسد ، فقد كانت هناك محاولتان تم رصدهما وقام [[الإخوان]] بإفشالهم .

:#كانت المحاولة الأولي في مدينة [[:تصنيف:إخوان الغربية|المحلة]] وكان تقوم فكرتها علي حرق السرادق المقام فيه الحفل ، عن طريق خلع الأعمدة التي يقوم عليها السرادق في توقيت معين ، فيتهدم السرادق وتشتعل فيه النار عن طريق قناديل الإنارة . وقد علم [[الإخوان]] بتلك [[المؤامرة على الإخوان " قراءة في تقرير"|المؤامرة]] واستعدوا لها ، وقام [[الإخوان]] بالإمساك بالمنفذين عندما شرعوا في التنفيذ .
:#أما المحاولة الأخرى فكانت تقوم فكرتها علي وضع قنبلة زمنية تحت المنصة التي يخطب عليها [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] ، وكانت هذه [[المؤامرة على الإخوان " قراءة في تقرير"|المؤامرة]] بأمر من أحمد حسين نفسه ، واستطاع [[الإخوان]] الإمساك بهؤلاء النفر ومعهم المتفجرات . وقام [[حسن البنا|الإمام]] [[البنا]] باستدعاء الأستاذ أحمد حسين وسلمه رجاله ومتفجراتهم ومن يومها توقفت محاولات [[مصر]] للفتاة .

'''رابعًا : محاولة [[الشيوعية عند جابر قمحية|الحزب الشيوعي]] [[اغتيال الإمام البنا|لاغتيال]] [[حسن البنا|الإمام]] [[البنا]] :'''

ولم تكن روسيا لتترك هذا الميدان بل ساهمت فيه بنصيب ، وذلك أن قامت السفارة الروسية بالاتصال [[الشيوعية عند جابر قمحية|بالحزب الشيوعي]] في [[:تصنيف:إخوان الغربية|طنطا]] وكلفته بتنفيذ [[المؤامرة على الإخوان " قراءة في تقرير"|مؤامرة]] [[اغتيال الإمام البنا|لاغتيال]] [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] عن طريق إلقاء قنبلة عليه وهو يخطب في الإستاد الرياضي [[:تصنيف:إخوان الغربية|طنطا]].

وكان الذي تلقي الاتصال وكُلف بتنفيذ [[المؤامرة على الإخوان " قراءة في تقرير"|المؤامرة]] أحد أفراد [[النظام الخاص ودوره في مقاومة الاستيطان اليهودي|النظام الخاص]] وهو الحاج " [[فرج النجار]] " وكان قد انضم إلي [[الشيوعية عند جابر قمحية|الحزب الشيوعي]] بناء علي تكليف من  [[النظام الخاص ودوره في مقاومة الاستيطان اليهودي|النظام الخاص]] وأصبح مساعد سكرتير الحزب [[:تصنيف:إخوان الغربية|طنطا]] الذي قام بإفشال هذه [[المؤامرة على الإخوان " قراءة في تقرير"|المؤامرة]] وتم القبض علي أعضاء [[الشيوعية عند جابر قمحية|الحزب الشيوعي]] .

'''خامسًا : محاولات حكومة [[حادثة مقتل النقراشي بين الحقيقة والافتراءات|النقراشي]] [[اغتيال الإمام البنا|لاغتيال]] [[حسن البنا|الإمام]] [[البنا]] :'''

:#أما حكومة [[حادثة مقتل النقراشي بين الحقيقة والافتراءات|النقراشي]] الأخيرة فقد كان لها نصيب وافر في محاولات [[اغتيال الإمام البنا|اغتيال]] [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] ، بل إن حادث [[اغتيال الإمام البنا|اغتيال]] [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] رُتُب قبل حل [[الاخوان|الجماعة]] [[اغتيال الإمام البنا|واغتيال]] [[حادثة مقتل النقراشي بين الحقيقة والافتراءات|النقراشي]] بوقت طويل ، فعندما أراد [[الإخوان]] القيام بمظاهرة تخرج من [[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف|الأزهر]] لتشد من أزر [[حادثة مقتل النقراشي بين الحقيقة والافتراءات|النقراشي]] – وهو يعرض قضية [[مصر]] علي مجلس الأمن – وسمح لهم البوليس بهذه المظاهرة إلا أنه اتخذ هذه المظاهرة فرصة [[اغتيال الإمام البنا|لاغتيال]] [[البنا|الإمام]] [[البنا]] ، يقول الأستاذ [[محمود الجوهري]] – وكان بجانب المرشد طيلة هذه المظاهرة – إنه لاحظ كما لاحظ الأستاذ نفسه أن تصرف رجال البوليس في ذلك اليوم كان يشعر بأن هناك خطة مرسومة لاصطياد [[البنا|الأستاذ المرشد]] منفرداً للتخلص منه .. ذلك أن قوات البوليس حاصرت [[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف|الأزهر]] وكانت تعمل علي تفريق من يخرجون منه وتشتيتهم أولا بأول حتى إذا خرج [[البنا|الأستاذ المرشد]] اصطادوه وحده .. وكان [[البنا|الأستاذ]] آخر من خرج من  [[معالم وآثار دعوية : أول مسجد للإخوان المسلمين|المسجد]] وكأنهم ظفروا بما أرادوا فحاصروه بالقوة كلها راكبة الخيل وهو منفرد .. وهنا تصرف [[البنا|الأستاذ المرشد]] تصرفًا مذهلاً ، إذ اختطف عصا من أحد أفراد القوة وأخذ يضرب بها كل حصان علي أنفه فيرفع الحصان رجليه الخلفيتين فيهوي الجندي الذي يمتطيه علي الأرض ، وبذلك تمكن من إسقاط القوة كلها ، وكان [الإخوان] قد لحقوا به من خلال هذه المنازلة البارعة والتفوا ولم تكن المظاهرة السلمية تصل إلي ميدان [[:تصنيف:إخوان القاهرة|العتبة الخضراء]] وفي مقدمتها سيارة تحمل الشيخ [[البنا]] وبعض الأعضاء حتى انطلقت الأعيرة النارية في كل صوب ، فنزل الشيخ ليستطلع الخبر فإذا بعيار ناري يطلق عليه وتستقر رصاصة في ساعده ، ثم اقتيد عقب إصابته إلي قسم الموسكي فاعتدي رجال الشرطة علي أتباعه ، ودارت معركة بينه وبين ضابط البوليس هدده بمسدس وسدد فوهته في صدره ، فهجم عليه الشيخ [[البنا]] ، وأمسك بالمسدس من يده ، وأصيب زوج شقيقته [[عبد الكريم منصور]] بإصابات نقل علي أثرها إلي مستشفي القصر العيني وانتهي الحادث بالحفظ ) .
:#عندما توجه [[حسن البنا]] إلي مطار [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] للحج في 23 من [[سبتمبر]] [[1948]]م ومعه جواز سفر يتيح له السفر إلي جميع [[:تصنيف:الإخوان حول العالم|أنحاء العالم]] .. وعلي الجواز أيضًا تأشيرة تسمح له بأن يستقل طائرة شركة '''" سعيدة "''' قام العقيد حسن فهمي مفتش الجوازات بسحب الجواز منه ، وألغي جميع الدول المصرح له بالسفر إليها ، واكتفي منها [[:تصنيف:الإخوان في المملكة العربية السعودية|بالمملكة العربية السعودية]] ، وقال إنه فعل ذلك بناء علي تعليمات من عمر حسن – مدير القسم المخصوص ، وسافر المرشد العام إلي [[:تصنيف:الإخوان في المملكة العربية السعودية|بالمملكة العربية السعودية]] فأبرقت وزارة الداخلية إلي القنصل المصري في جدة بعدم السماح [[البنا|للبنا]] من السفر إلي أية دولة عربية أخرى ، وقد قال [[عبد القادر عودة]] وكيل [[جماعة الإخوان]] : " لم تستطع الحكومة منع [[البنا]] من السفر لأداء الحج وإلا قيل أنها صدته عن سبيل الله ، [[الإمام البنا.. إلى حجاج بيت الله الحرام|والبيت الحرام]] ، ومن يفعل ذلك يعد كافراً ، ومن ناحية أخري – كما قال اليوزباشي عبد الباسط شقيق المرشد – فإن الحكومة المصرية أعدت العدة لقتله في [[:تصنيف:الإخوان في المملكة العربية السعودية|السعودية]] علي أن تنسب الجريمة إلي بعض اليمنيين ! ، وكان أمير الحج المصري [[حامد جودة]] – رئيس مجلس النواب الذي ينتمي إلي الحزب السعدي – قد صحب معه بعض الأشخاص الخطرين ، ولكن الحكومة [[:تصنيف:الإخوان في المملكة العربية السعودية|السعودية]] استشعرت ذلك فأنزلت [[البنا|المرشد العام]] ضيفاً عليها وأحاطت مقره بحراسة شديدة ، وقدمت إليه سيارة خاصة بها جندي مسلح لمنع الاعتداء عليه ، وعاد [[حسن البنا]] في 28 من [[نوفمبر]] [[1948]]م .

'''[[اغتيال الإمام البنا|حادث الاغتيال]]''' 

'''وسنتناول [[اغتيال الإمام البنا|حادث الاغتيال]] من خلال حديث الأستاذ [[عبد الكريم منصور]] الذي رافق [[البنا|الإمام الشهيد]] في الحادث :'''

'''الإجراءات التي اتخذت لإتمام [[اغتيال الإمام البنا|الاغتيال]]:''' 

'''وقد اتخذت الحكومة عدة إجراءات لتسهيل عملية [[اغتيال الإمام البنا|الاغتيال]] [[البنا|الإمام]] [[البنا]] تتلخص في الآتي :'''

:#[[اغتيال الإمام البنا|اغتيال]] [[الإخوان]] عدا [[البنا|الشهيد]] وإيداعهم السجون .
:#سحب المسدس المرخص الخاص [[البنا|بالإمام الشهيد]] .
:#سحب الجندي المكلف بالحراسة علي منزل [[البنا|الإمام الشهيد]] ، رغم أنه عرض عليهم التكفل براتبه ، وكان جميع الزعماء توضع لهم حراسة خاصة .
:#[[اغتيال الإمام البنا|الاغتيال]] أخيه اليوزباشي عبد الباسط الذي أحس [[المؤامرة على الإخوان " قراءة في تقرير"|بالمؤامرة]] علي أخيه وجاء ليحرسه .
:#قطع خط التليفون حتى لا يتمكن من الاتصال بالخارج .
:#[[اغتيال الإمام البنا|اغتيال]] كل من ذهب لزيارة [[البنا|الإمام]] [[حسن البنا]] في هذه الفترة ، وإذا دخل الزائر ولم يُر اعتقل أثناء خروجه . 
:#إذا سلم عليه شخص في الطريق أثناء سيره اعتقل حتى ولو كان من غير [[الإخوان المسلمين]] .
:#سحب السيارة الخاصة [[البنا|بالإمام الشهيد]] وكانت ملك صهره [[عبد الحكيم عابدين]] .
:#عدم السماح له بمغادرة [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] أو السفر إلي أي مكان .
:# شَغْل [[البنا|الإمام الشهيد]] بمفاوضات الصلح بينه وبين الحكومة .

'''<center> ما حدث يوم [[اغتيال الإمام البنا|الاغتيال]] </center>'''

في يوم [[اغتيال الإمام البنا|الاغتيال]] كلفني [[البنا|الإمام الشهيد]] [[حسن البنا]] قبل العصر بالذهاب إلي التليفونات الخارجية في السيدة للاتصال بالشيخ [[عبد الله النبراوي]] في بنها ، لكي أبلغه رغبة [[البنا|الإمام]] في الإقامة عنده في عزبته '''" أبعادية النبراوي "''' وكانت هذه العزبة محاطة برجال النبراوي وحراسه ، فلما تكلمت مع رد علي أهله وقالوا : لا داعي لحضور [[البنا|الإمام]] لأن البوليس جاءنا وضربنا ودمر أثاث المنزل وممتلكاتنا ، واعتقل الشيخ عبد الله ، وعدت إلي [[البنا|الإمام]] لأخبره بنتيجة المكالمة فقال إنه قد جاءه الأستاذ محمد الليثي رئيس قسم الشباب بجمعية الشبان المسلمين وأخبره بأن الحكومة تريد استئناف المفاوضات ، وإن بعض الشخصيات الحكومية ستحضر في جمعية الشبان المسلمين لهذا الغرض ، فأخبرت [[البنا|الإمام]] بأمر [[اغتيال الإمام البنا|اغتيال]] الشيخ النبراوي ، ورجوته عدم الذهاب إلي الشبان المسلمين ، ولكنه رحمه الله صمم علي الذهاب قائلاً : إني وعدت ولا يجوز أن أخلف الميعاد .

ظهرت حقيقة الحادث بتفاصيله والذي تم في الساعة الثامنة والثلث من مساء يوم السبت 12 فبراير [[1949م]] الموافق 14 ربيع الثاني في 1368هـ . يقول الأستاذ [[عبد الكريم منصور]] : " ذهبنا إلي جمعية الشبان المسلمين وقد أخبر الأستاذ [[البنا]] بأن الحكومة تريد استئناف المفاوضات وأن شخصيات حكومية ستحضر في جمعية الشبان لهذا الغرض ، وجلسنا في الجمعية ولم تحضر الشخصية الحكومية حتى العشاء ، فقام [[البنا|الإمام الشهيد]] وصلي بالموجودين صلاة العشاء ، ثم جلسنا قليلاً بعدها ولو تحضر هذه الشخصية .

وهنا طلب [[البنا|الإمام]] من الأستاذ [[محمد الليثي]] أن يستوقف تاكسي ، وخرجنا من الجمعية إلي شارع رمسيس الذي كان مظلمًا وكانت السعة تشير إلي الثامنة والثلث ، ووقف التاكسي الذي لم يكن هناك غيره في الشارع كله ، ودخل [[البنا|الإمام الشهيد]] في المقعد الخلفي ودخلت بعده وجلست إلي يمينه ، ثم نهض وأبدل المقاعد فجلس علي يميني وجلست علي يساره ، وفي هذه الأثناء كان يقف أمام السيارة شخصان فتقدم أحدهما وأراد فتح باب السيارة فأغلقته ، وحاول الفتح .

وأنا أحاول الغلق مهدداً لي بمسدسه ، وأخيراً فتح الباب وأطلق علي صدري الرصاص فتحولت إلي الجهة اليسرى فجاءت الرصاصة في مرفقي الأيمن ، وأمسكت بيده التي فيها المسدس وحاولت بيدي الأخرى أن أنتزع منه المسدس فلم أجد ذراعي إلا معلقًا ، العضد هو الذي يتحرك فقط ، وهنا أطلق المجرم رصاصة أخرى اخترقت المثانة وشلت حركة الرجل اليسرى ، وهنا عجزت عن الحركة ، فتركني وتوجه إلي [[البنا|الإمام الشهيد]] وحاول فتح الباب ولم يستطع فأطلق الرصاص عليه ثم فتح الباب وظل يطلق الرصاص علي [[البنا|الإمام الشهيد]] وهو يتراجع وهنا قفز [[البنا|الإمام]] من السيارة وجري خلفه حوالي مائة متر إلا أن السيارة كانت تنتظره عند نقابة المحامين فاستقلها وهرب ، وعاد [[البنا|الإمام الشهيد]] وحملني وأجلسني في السيارة حيث كانت رجلي اليسرى خارج السيارة لا أستطيع تحريكها .

ونادي [[البنا|الإمام]] الأستاذ [[محمد الليثي]] وقال له رقم السيارة عندك '''" 9979"''' وجاء شخص آخر طويل القامة أسمر ، وقال : هل أخذت رقم السيارة التي ارتكبت الحادث .. رقمها '''" 1179 "''' وانصرف .

دخل [[البنا|الإمام]] [[البنا]] إلي [[جمعية الشبان المسلمين]] وطلب عربية إسعاف ولكنها تأخرت وهنا كان الناس قد تجمعوا فطلبوا من سائق السيارة أن يوصلنا فرفض ولكنهم أرغموه علي ذلك فأوصلنا إلي الإسعاف .

وأمام الإسعاف حملني [[البنا|الإمام الشهيد]] مرة أخرى من السيارة وأدخلني إلي الإسعاف وقبض حرس الإسعاف علي السائق الذي حاول الهرب .

وجاء طبيب الإسعاف ليسعف [[البنا|الإمام]] [[البنا]] الذي قال له : " أسعف الأستاذ عبد الكريم أولاً لأنه حالته خطيرة ، ورأي طبيب الإسعاف ورأي طبيب الإسعاف أن حالتي تستدعي نقلي إلي القصر العيني فنقلنا أنا [[البنا|والإمام الشهيد]] وأدخلونا إحدى الغرف ، وجلسنا فترة حتى اتصلوا بالطبيب المناوب في منزله في روكسي ب[[مصر]] الجديدة ، واستدعوا من السينما المجاورة حيث كان يشاهد فيلمًا ، وركب سيارته وجاء إلي القصر العيني .

في هذه الأثناء دخل علينا الأميرالاي [[محمد وصفي]] مندوب الملك وقال صارخًا : " انتم لسه مامتوش يا مجرمين " ، وانصرف .. وهنا دخل الطبيب الذي أراد أن يسعف [[البنا|الإمام الشهيد]] أولاً ولكنه قال له " أسعف الأستاذ أولاً .. وأمر الطبيب أحد الممرضين بخلع ملابس [[البنا|الشهيد]] ولكنه نهض من علي السرير وخلعها بنفسه ، ولما أرادوا أخذ اسمي وعنواني قال لهم [[البنا|الإمام الشهيد]] : " اتركوا الأستاذ عبد الكريم لأن حالته خطيرة وأعطاهم الاسم والعنوان . 

وهنا دخل الأميرالاي [[محمد وصفي]] مندوب الملك ثانية وقال للطبيب : أنا جاي من عند الحكمدار لأعرف حالة الشيخ [[حسن البنا]] ، فقال له الدكتور : إن حالته ليست خطيرة ، وبعد ذلك فصلوا بيني وبين [[البنا|الإمام]] ووضعوني في غرفة مع أحد المرضي ، ووضعوا [[البنا|الإمام]] في غرفة وحده .

وعلمت فيما بعد أن الأميرالاي [[محمد وصفي]] أتي إلي المستشفي مندوبًا عن الملك وكان مكلفًا بالإجهاز علي حياة [[البنا|الإمام الشهيد]] ..إذ منع الطبيب من مواصلة العلاج وتركت دماء [[البنا|الإمام]] تنزف حتى صعدت روحه الطاهرة إلي بارئها تشكو ظلم الطواغيت .

'''الجنازة ''' 
 
اتخذ عبد الرحمن عمار وكيل [[وزارة الداخلية]] قراراً عصبيًا بضرورة تشييع الجنازة مباشرة من مشرحة مستشفي قصر العيني ، حتى لا تتاح فرصة لتفاقم مشاعر الحزن والألم ، و تحسبًا لتدفق المشاعر وانفلات زمام الأمور .

ولكن رجلاً طاعنًا في السن قد أحنى ظهره يبلغ من العمر سبعة وستين عامًا كاملة ، عاريًا من كل حيلة أو وسيلة أمام اللواء أحمد طلعت يسأل – بإلحاح وبتوسل دون ملل – أن تشيع الجنازة من منزل الفقيد ، إنه الشيخ '''" [[أحمد عبدالرحمن البنا]] "''' والد '''" [[حسن البنا]] "''' الذي زلزلت كلماته الملتاعة كيان اللواء المصمم علي إنفاذ أمر رؤسائه ، فوعد باستئذان المسئولين علي أن تشيع الجثة من غير مظاهرات . وأن تدفن في الساعة التاسعة صباحًا .

'''التشييع :'''

وردت تفاصيل التشييع في صحيفة '''" الكتلة "''' الناطقة باسم حزب الكتلة برئاسة [[مكرم عبيد]] باشا ، والمنشور بعد تسعة أشهر كاملة من الحادث نتيجة الرقابة .

لقد وصفت الصحيفة ما حدث وكتبه [[مأمون الشناوي]] بدون توقيع في عدد 11 [[نوفمبر]] [[1949م]] في عهد وزارة عبد الهادي .

'''أتت الصحيفة بعناوين تكفي تلاوتها للعن الطغاة والمجرمين تقول: '''

:'''" القبض علي المعزين ، ومنع الصلاة علي جثمان الفقيد ، منع تلاوة [[القرآن فقه حياة|القرآن الكريم]] علي روحه .."ثم نشرت الوصف التاريخي الآتي الذي استقته من والد الشهيد الشيخ [[أحمد عبدالرحمن البنا]]''' .

'''كيف دفنوا [[البنا|الإمام الشهيد]] ؟'''

نقلت جثة الفقيد إلي بيته في سيارة تحرسها سيارات مملوءة بفريق من رجال البوليس المسلحين ، وقد أنساهم هول الجريمة أن الموتى لا يتكلمون ولا ينطقون !

وفي أحد شوارع الحلمية وقفت القافلة ، ونزل الجند فأحاطوا بيت [[البنا|الإمام الفقيد]] ، ولم يتركوا ثقباً ينفذ إليه إنسان إلا سدوه بجند وسلاح .

أما الشيخ [[البنا]] ذلك الشيخ الهرم فلم ينؤ بها ولم تبد عليه عوامل السنين كما بدت في هذه الليلة النكباء ، فقد عرف بخبر وفاة ولده من أحد الضباط ساعة وقوعها ، وظل ساهراً تفجعه الأحزان منتظراً الفجر ليؤدي فريضة الله ، ويقول له : سبحانك ، وعدالتك ياربي لقد قتلوا ولدي " .وتتابعت علي باب المسكن طرقات كان صداها يطحن قلب الشيخ الكبير الرحى .

كان الوالد هو وحده الذي يعلم وينتظر فإن أشقاء [[البنا|الفقيد]] جميعا كانوا في السجون ، وفتحوا الباب وأدخلوا الجثة ، ونشج الوالد المحطم بالبكاء فقالوا له : لا بكاء ولا عويل ، بل ولا مظاهر حداد ، ولنترك الشيخ [[أحمد عبدالرحمن البنا]] والد الشيخ حسن يتم القصة : قال : " أبلغت نبأ موته في الساعة الواحدة ، وقيل : إنهم لن يسلموا إلي جثته إلا إذا وعدتهم بأن تدفن في الساعة التاسعة صباحًا بدون أي احتفال ، وإلا فإنهم سيضطرون إلي حمل الجثة من مستشفي قصر العيني إلي القبر ، واضطررت إزاء هذه الأوامر إلي أن أعدهم بتنفيذ كل ما تطلبه الحكومة ، رغبة مني أن تصل جثة ولدي إلي بيته فألقي عليه نظرة أخيرة ، وقبيل الفجر حملوا الجثة إلي البيت متسللين ، فلم يشهدها أحد من الجيران ولم يعلم بوصولها سواى .

'''حصار حول البيت''' 

وظل حصار البوليس مضروباً حول البيت وحده ، بل وحده ، بل حول الجثة نفسها لا يسمحون لإنسان بالاقتراب منها مهما كانت صلته بالفقيد .

وقمت بنفسي بإعداد جثة ولدي للدفن ، للدفن ، فإن أحداً من الرجال المختصين بهذا لم يسمح له بالدخول ، ثم أنزلت الجثة حيث وضعت في النعش ، وبقيت مشكلة من يحملها إلي مقرها الأخير .

وطلبت إلي رجال البوليس أن يحضروا رجالا يحملوا النعش فرفضوا ، قلت لهم : ليس في البيت رجال ، فأجابوا : فليحمله النساء ! وخرج نعش الفقيد محمولاً علي أكتاف النساء .

ومشت الجنازة الفريدة في الطريق ، فإذا بالشارع كله رصف برجال البوليس ، وإذا بعيون الناس من النوافذ والأبواب تصرخ ببريق الحزن والألم والسخط علي الظلم الذي احتل جانبي الطريق !

وعندما وصلنا إلي جامع '''" قيسون "''' للصلاة علي جثمان الفقيد ، كان المسجد خالًيا حتى من الخدم ، وفهمت بعد ذلك أن رجال البوليس قدموا إلي بيت الله وأمروا من فيه بالانصراف ريثما تتم الصلاة علي جثمان ولدي .

ووقفت أمام النعش أصلي فانهمرت دموعي ن ولم تكن دموعًا بل كانت ابتهالات إلي السماء أن يدرك الله الناس برحمته .

ومضي النعش إلي مدافن [[البنا|الإمام]] ، فوارينا التراب هذا الأمل الغالي ، وعندما عدنا إلي البيت الباكي الحزين ، ومضي النهار وجاء الليل لم يحضر أحد من المعزين ، لأن الجنود منعوا الناس من الدخول ، أما الذين استطاعوا الوصول إلينا للعزاء ، فلم يستطيعوا العودة إلي بيوتهم ، فقد قبض عليهم ، وأودعوا المعتقلات ، إلا شخصًا واحداً هو مكرم عبيد باشا .

'''<center> تحقيقات القضية والحكم فيها </center>'''

قد بدأ التحقيق في هذا الحادث بعد وقوعه بساعات وانتهي في 18 [[ديسمبر]] عام [[1952]]م ، وقيد برقم 1701 جنايات عسكرية قصر النيل سنة [[1952]]م .

وكان المرحوم الأستاذ عبد العزيز حلمي رئيس نيابة جنوب [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] أول من تولي تحقيقات هذه القضية ، وهذه بدأها ليلة الحادث 12 [[فبراير]] [[1949]]م وانتهي دوره في 2 [[مارس]] [[1949]]م ، وقد سئل في هذه التحقيقات محمود عبد المجيد ومحمد محفوظ بعد أن حامت حولهما الشبهة بأقوال الشاهد الأول [[محمد يوسف الليثي]] ولم يوجه إليهما الاتهام ، وفي 17 [[مارس]] [[1949]]م أعيد فتح التحقيق بعد أن أخطر الملازم أول '''" عزت النقيب "''' الضابط بسجن [[:تصنيف:إخوان المنوفية|شبين الكوم]] بأن المسجون الفلسطيني [[صلاح أحمد بركات]] قد ادعي أنه قاتل المرشد ولكن هذا المسجون عاد فأنكر ما اعترف به للضابط أمام نيابة [[:تصنيف:إخوان المنوفية|شبين الكوم]] .

وفي عهد حكومة الرئيس السابق [[حسين سري]] استأنفت التحقيقات بعد أن تلقت النيابة بعض الشكاوي وقد بدئ التحقيق في 28 [[نوفمبر]] [[1949]]م ، وانتهي في 24 [[فبراير]] [[1950]]م ، وسئل في هذه التحقيقات المتهمون محمود عبد المجيد ومحمد محفوظ وحسين كامل وعبده أرمنيوس وأحمد حسين ومحمد سعيد وحسين محمدين ومحمد الجزار ، وكشفت التحقيقات عن أهم وقائع الدعوي وهي استقدام المخبرين المتهمين من [[سوهاج]] بإشارة تليفونية قبل الحادث لارتكابه ، ولكن الأدلة لم تكن قد اكتملت لدي النيابة فقررت إخلاء سبيلهم ، وظل الوفد – بعد استقالة [[إبراهيم عبد الهادي]] – يطالب بإعادة تحقيق في القضية ، وعندما تولي [[مصطفي النحاس]] رئاسة الوزارة المصرية في 12 من [[يناير]] [[1950]]م لم يفتح الوفد التحقيق في قضية [[البنا|الإمام]] [[البنا]] وظل التحقيق نائمًا لمدة عامين .

وقررت النيابة العسكرية ضم القضية بعد ذلك إلي قضية '''" الأوكار "''' دون أن يصدر قرار النيابة فيها ، وأعيدت التحقيقات من جديد في 26 [[يوليو]] [[1952]]م . وفي هذه التحقيقات بدأت سلسلة اعترافات المتهم محمد محفوظ والبكباشي محمد الجزار، وأحيل التحقيق بعد ذلك إلي النيابة وتولاه الأستاذ [[فؤاد سري]] في 19 [[أغسطس]] [[1952]]م .

واختارت الجمعية العمومية لمحكمة استئناف [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] المستشار الأستاذ حسن داود ليتولي إعادة التحقيق في القضية ، وبدأ تحقيقاته في أول [[أكتوبر]] سنة [[1952]]م وانتهي منها في 18 [[ديسمبر]] سنة [[1952]] . وكان المستشار حسن داود آخر من تولي التحقيق في هذه القضية بعد أن استمرت التحقيقات ثلاث سنوات وعشرة وستة أيام .

وكان جميع المتهمين قد قبض عليهم ثم تقرر إحالتهم في غرفة الاتهام التي قدمتهم إلي محطمة الجنايات أمام الدائرة المشكلة برئاسة كامل ثابت وتحدد نظرها دور [[يونيو]] سنة [[1953]]م وتأجلت إلي دور [[سبتمبر]] .

'''الدائرة التي حكمت'''

وتنحت دائرة كامل ثابت ووكل أمر الفصل في الدعوي للدائرة التي شكلت برئاسة المستشار محمود عبد الرازق، وانتهت المحكمة من نظر القضية يوم 2 [[أغسطس]] للنطق بالحكم .

حكم المحكمة علي قتلة [[حسن البنا]] : قضت المحكمة 26 يومًا في المداولة وكتابة الحيثيات ثم أصدرت حكمها في 2 [[أغسطس]] [[1954]] وذلك بعد خمس سنوات وخمسة أشهر و 21 يومًا و14 ساعة و15 دقيقة من وقت وقوع الجريمة .

'''قضت المحكمة ''' 

'''أولاً''' : بمعاقبة أحمد حسين جاد بالأشغال الشاقة المؤبدة وكل من الباشجاويش محمد محفوظ محمد الأميرالاي محمود عبد المجيد بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة خمس عشرة سنة وإلزامهم بطريقة التضامن والتكافل مع الحكومة المسئولة عن الحقوق المدنية :

:#بأن يدفعوا عشر آلاف جنيه علي سبيل التعويض للسيدة لطيفة حسين زوجة الشيخ [[حسن البنا]] وأولاده القصر منها : وهم : وفاء وأحمد سيف الدين وسناء ورجاء وهالة واستشهاد المشمولين بولاية جدهم الشيخ [[أحمد عبدالرحمن البنا]] .
:#وبأن يدفعوا للشيخ [[أحمد عبدالرحمن البنا]] والسيدة [[أم السعد صقر|أم السعد إبراهيم صقر]] والدي القتيل " قرش صاغ واحد " علي سبيل التعويض المؤقت .
:#وبأن يدفعوا للأستاذ [[عبد الكريم محمد منصور]] مبلغ ألفي جنيه علي سبيل التعويض .

'''ثانياً''' : بمعاقبة البكباشي محمد محمد الجزار بالحبس مع الشغل لمدة سنة ورفض الدعاوى المدنية قبله .

'''ثالثا''' : ببراءة كل من مصطفي محمد أبو الليل واليوزباشي عبده أرمانيوس والبكباشي حسين كامل والجاويش محمد سعيد إسماعيل ، والأومباشي حسين محمدين مع رفض الدعاوي المدنية الموجهة إليهم .

كان الحكم مفاجأة للعميد محمود عبد المجيد الذي اسند رأسه علي يديه وعلت وجهة صفرة شديدة ، وظل في مكانه بالقفص إلي أن قاده الحراس إلي السجن .

أما أحمد حسين|أحمد حسين جاد فظل يبتسم ابتسامة عريضة بعد سماع الحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة كأنه لا يدري ما حوله .

وانفجر مصطفي أبو الليل الذي حكم ببراءته باكيًا وأخرج منديله من جيبه ليجفف به دموعه .. وكان يقول إنه يبكي علي العميد محمود عبد المجيد الذي عمل معه فترة طويلة .

بعد صدور الحكم أمر [[جمال عبد الناصر]] بالإفراج الصحي عن محمود عبد المجيد 29 [[يونيه]] [[1955م]] أي بعد عام تقريبًا من صدور الحكم .
 
وطعن محمد الجزار في الحكم بطريق النقض ولكن محكمة النقض قبلت الحكم شكلاً ورفضته موضوعًا، وقررت رد اعتباره بعد أن صدر حكم لصالحه من محكمة جنايات [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] في 25 من [[نوفمبر]] عام [[1957]] ، وقد اشتغل بعد ذلك بالمحاماة ثم بشركة الشرق للتأمين .

والتقي المخبران أحمد حسين جاد ومحمد محفوظ في السجن بأعضاء [[جماعة الإخوان]] الذين اعتقلهم [[جمال عبد الناصر]] أو صدرت ضدهم أحكام من المحاكم التي شكلتها [[من مواقف الإخـوان في دعـم الثورة |الثورة]] .

وأفرج صحيًا عن سائق محمود عبد المجيد الرقيب محفوظ عام [[1960]] .

وأفرج صحيًا عن الرقيب أحمد حسين جاد في 4 من [[سبتمبر]] عام [[1967]]، دون أن يمضي مدة العقوبة كلها ، افتتح عبده أرمانيوس محلاً لتجارة الموبيليا بعد أن أمضي عامًا في الحبس الاحتياطي ، قبل القضية .. 

واختفي نص الحكم وحيثياته حتى التي كتبها رئيس المحكمة بخط يده ! .

'''<center> من قتل [[حسن البنا]] ؟ .. دراسة تحليلية </center>'''

إن حكم المحكمة والتحقيقات تشير إلي أن قتلة [[البنا|الإمام الشهيد]] [[حسن البنا]] هم محمود عبد المجيد وعصابته ولكن ملابسات الحادث والمستفيدين منه تدلنا علي أن محمود عبد المجيد وعصابته لم يكونوا إلا أداة أو قفازاً قذر استخدمه الفاعل الأصلي . وعلي الرغم من أن التحقيقات استمرت في حادث [[اغتيال الإمام البنا|الاغتيال]] ما يقرب من أربعة سنوات كان بعضها في عهد الملك وبعضها في عهد [[من مواقف الإخـوان في دعـم الثورة |الثورة]] إلا أنه لم يقدم للمحاكمة إلا هؤلاء المرتزقة . 

وعلي الرغم من أن التحقيقات والأحداث كانت تشير لبعض المساعدين للفاعل الأصلي وأيضًا تشير لهذا الفاعل الأصلي إلا أن هذا الفاعل كانت له القدرة علي طمس الحقائق في العهدين ؛ عهد الملكية وعهد [[من مواقف الإخـوان في دعـم الثورة |الثورة]] .

أما في عهد الملكية فلم يحاكم أحد علي الإطلاق وحفظ التحقيق في عهد [[إبراهيم عبد الهادي]] لتورطه هو ووزارته في قتل [[البنا|الإمام]] [[البنا]] . أما في عهد وزارة [[حسين سري]] وزارة الوفد فقد حفظ التحقيق لمصلحة الملك المتورط هو الآخر في هذا الحادث . أما في عهد الثورة فتم تحقيق عن طريق نائبي الأحكام ثم أسندت التحقيق إلي النيابة التي أحالت محمود عبد المجيد وزمرته إلي المحاكمة يتطرف التحقيق ولا المحاكمة للفاعل الأصلي ، فمن هو الفاعل الأصلي ؟

'''الفاعل الأصلي ؟'''

إن جريمة [[اغتيال الإمام البنا|اغتيال]] [[البنا|الإمام الشهيد]] لا تنفصل عن قضية [[الإخوان من النشأة إلي الحل|حل جماعة الإخوان]] ، ومن كان وراء قرار الحل هو الذي دبر لحادث [[اغتيال الإمام البنا|الاغتيال]] من وراء ستار وإن لم يظهر في الصورة ، وعلي مسرح الأحداث ، وهذا معروف في الجرائم المنظمة حيث يختفي العقل المدبر للجريمة والمستفيد الأول منها خلف من هم أقل استفادة من الجريمة من القتلة المأجورين من أمثال محمود عبد المجيد وعصابته .

والفاعل الأصلي في هذه الجريمة هو القوى الاستعمارية '''" [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م|إنجلترا]] ، [[:تصنيف:الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية|وأمريكا]] ، [[قرار منع الحجاب في فرنسا|وفرنسا]] ، [[المصطلحات السياسية الصهيونية|والصهيونية العالمية]] .. "''' أما المساعدون لهم فهم الملك ووزارة الحزب السعدي سواء وزارة [[حادثة مقتل النقراشي بين الحقيقة والافتراءات|النقراشي]] أو [[إبراهيم عبد الهادي]] الذي جاء من بعده ليتم الجريمة أما محمود عبد المجيد وزمرته فلم يكونوا سوى قفاز قذر استخدم في الجريمة . ولكي ندلل علي ما ندعيه إليك الآتي :

'''1– دور محمود عبد المجيد وعصابته :''' 

لم يكن دور محمود عبد المجيد وعصابته يتعدي دور القاتل المحترف فهو لا يعرف [[البنا|الإمام]] [[البنا]] ولم تكن بينه وبينه أي خصومة لا هو ولا أحد من عصابته ، فقد جاء به عبد الرحمن عمار من '''" جرجا "''' لما عرف عنه من إجرام وانتهاك للقانون حيث كان محمود عبد المجيد يعمل حكمداراً لجرجا وكان لا يتورع عن قتل المجرمين المطلوب القبض عليهم أو المشتبه فيهم . فمن بين 18 متهمًا بالقبض عليهم قتل 15 منهم وكان لا يتورع عن التمثيل بجثث المتهمين وقد وصفه صابر طنطاوي مدير الأمن العام بأنه '''" رجل بلا ضمير ولا يخاف الله " .'''

وقد انتدبه عبد الرحمن عمار في أول [[أغسطس]] [[1948]] وعينه مديراً لإدارة البحث الجنائي بالوزارة ، ولما أمر بتنفيذ [[اغتيال الإمام البنا|اغتيال]] [[البنا|الإمام الشهيد]] قام بندب باقي أفراد العصابة من جرجا أو من عمل معه هناك قبل .

في أول [[يناير]] ندب كلاً من البكباشي أمين حلمي والرائد حسين كامل من جرجا وندب اليوزباشي عبده أرمانيوس من [[الجيزة]] إلي إدارة البحث الجنائي .
 
وفي يوم 2 [[يناير]] قرر ندب مخبر الشرطة الأمباشي أحمد حسين من مباحث جرجا إلي الإدارة علي أن ينفذ النقل خلال 24 ساعة

وفي يوم 21 من [[يناير]] ندب من جرجا أيضًا المخبر حسين محمدين رضوان والباشجاويش محمد سعيد إسماعيل معلم أنه لم يسبق قبل ولا بعد ذلك ندب مخبرين من إحدى المديريات للعمل [[:تصنيف:إخوان القاهرة|بالقاهرة]] عدا هؤلاء الثلاثة وكان ندب هؤلاء المخبرين يتم شخصيًَا ودون مكاتبات رسمية . 

وعندما لاحظ الصول محمد البهي شرف المكلف بمراقبة حضور المخبرين في الدفاتر وتوزيع الخدمات عليهم وجود المخبرين الثلاثة وسأل عنهم قيل له : إن العقيد محمود عبد المجيد جاء بهم من  [[:تصنيف:إخوان سوهاج|سوهاج]] أثبت حضورهم في دفتر الإدارة ، وعندما علم محمود عبد المجيد بذلك الأمر نقل الصول محمد البهي يوم 26 [[يناير]] [[1949م]] ونفذ النقل في اليوم ذاته .

وعلي ذلك لم يكن هناك ثمة أي نوع من المصلحة أو الفائدة التي يمكن أن تبرر ارتكاب محمود عبد المجيد جريمة اغتيال [[البنا|الإمام الشهيد]] .. اللهم إلا تنفيذ رغبات أسياده .

'''2 – دور الحكومة السعدية :'''

قامت الحكومة السعدية برئاسة [[النقراشي]] بمحاولات عديدة [[اغتيال الإمام البنا|لاغتيال]] [[البنا|الإمام الشهيد]] '''" راجع بداية هذا الفصل "''' بل إن التدبير لهذه الحادثة بدأ في عهد [[النقراشي]] وليس صحيحًا أن رأس [[البنا]] كان في مقابل رأس [[النقراشي]] . فرأس ''البنا'' كان مطلوبًا لذاته لا مقابل لرأس أحد ولو كان [[النقراشي]] ، ويشهد بذلك .

:#[[اغتيال الإمام البنا|اغتيال]] كل [[الإخوان]] بعد قرار [[الإخوان من النشأة إلي الحل|الحل]] ورفض [[اغتيال الإمام البنا|اغتيال]] [[البنا|الإمام الشهيد]] [[حسن البنا]] .
:#ندب العقيد محمود عبد المجيد للعمل ب[[وزارة الداخلية]] تم في أول [[أغسطس]] [[1948]] وقيل [[اغتيال الإمام البنا|اغتيال]] [[النقراشي]] بقرابة الأربعة أشهر
:#عندما أراد [[البنا|الإمام]] [[البنا]] أن يذهب إلي الحج ألغي مفتش الجوازات جميع الدول المرح له بالسفر إليها ، واكتفي منها [[:تصنيف:الإخوان في المملكة العربية السعودية|بالسعودية]] وعندما سافر إلي [[:تصنيف:الإخوان في المملكة العربية السعودية|السعودية]] للحج أبرقت وزارة الداخلية إلي القنصل المصري في جدة بعدم السماح [[البنا|للبنا]] بالسفر إلي آية دولة عربية أخري وكان ذلك في 23 من [[سبتمبر]] سنة [[1948]]م .
:#ما ذكره '''" الماجور سانسوم "''' ضابط الأمن بالسفارة البريطانية في مذكراته '''" إن كل الإجراءات التي اتخذت لمنع المظاهرات بعد [[اغتيال الإمام البنا|الاغتيال]] وفي الجنازة تم تخطيطها قبل عدة أسابيع "''' .

'''أما بعد تولي [[إبراهيم عبد الهادي]] السلطة فقد كشفت عن وجهها القبيح واتخذت من الإجراءات ما يسهل عملية [[اغتيال الإمام البنا|الاغتيال]] '''" راجع الإجراءات التي اتخذت لإتمام حادث [[اغتيال الإمام البنا|الاغتيال]] "''' وبعد حادث [[اغتيال الإمام البنا|الاغتيال]] حاولت الحكومة تضليل العدالة وتسترت علي القتلة علي هذا النحو :'''

:#فقد اتهم عبد الرحمن عمار [[الإخوان المسلمين]] بقتل مرشدهم وصرح لجريدة الأساس جريدة الحزب السعدي بأن '''" النار بدأت تأكل بعضها "''' .
:#لم يفت الحكومة أن تصرح بأن [[الإخوان]] قتلوا الإمام يحيي إمام [[اليمن]] وأن قتلة [[البنا|الإمام]] [[البنا]] يمنيون أخذوا بالثأر .
:#وقد كافأت إدارة الجنايات محمود عبد المجيد علي جهوده في '''" جرجا "''' عام [[1946م]] وقررت مكافأته بمبلغ 300 جنيه وعند عرض الأمر علي عبد الرحمن عمار رفع المكافأة إلي 600 جنيه .
:#وزراء الأمباشي أحمد حسين حرم [[النقراشي]] فقدمت إليه هدية عبارة عم صورة لقرينها الراحل مكتوب عليها '''" هدية مني إلي البطل الأمباشي أحمد حسين "''' وأهدته قطعتين من الصوف [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |الإنجليز]] وحقيبة بداخل ملابس حريرية لزوجته ، ورزمة أوراق مالية مجموعها 400 جنيه .
:#مصادر الحكومة " لجريدة المصري " التي نشرت رقم السيارة الصحيح الذي فر بها الجناة ، وتحويل مرسي الشافعي ومحيي الدين فكرى إلي نيابة الصحافة للتحقيق معهما لنشرهم الخبر ، ولأن بعض الأعداد أفلتت من الرقابة ووصلت إلي أيدي القراء .
:#كان هناك شاهد علي الحادث وهو شاب أسمر أبلغ نقطة بوليس '''" كوتسيكا "''' بشارع '''" معروف "''' برقم سيارة الجناة وقال إنه شاهدهما فإنه يمكنه التعرف عليهما ، فتحفظ عليه حتى جاء الصاغ توفيق السعيد من القلم [[العمل السياسي الإسلامي|السياسي]] إلي نقطة كوتسيكا وقام بتهديده وأوسعه ضربًا وهدده بأن سيحاكم بتهمة إحراز سلاح بدون ترخيص ، وقد أشرف علي تعذيبه بعد ذلك العقيد محمود عبد المجيد بنفسه ولم يظهر لهذا الشاب أثر بعد ذلك .

'''3 – دور القصر :'''

'''لقد بارك القصر قتل [[حسن البنا]] لأن فاروق كان يري في [[البنا|الإمام الشهيد]] الملك الجديد ، وكان يري في [[الإخوان]] أنهم العدو اللدود له ، وذلك بعد انتشار فضائحه ومخازيه وتمثلت مباركة القصر في هذه الأمور :'''

:#استمرار التستر علي الجريمة وعدم تقديم الجناة للمحاكمة طوال أيام الملك ، حتى إن [[ممثلا الوفد والمستقلين في لجنة الصياغة يرفضان تعديل مادتي «الإشراف القضائي» و«مكافحة الإرهاب» |حزب الوفد]] الذي كان في دعايته الانتخابية يطالب بتقديم الجناة للمحاكمة ، وعندما تولي الحكم لم يتقدم التحقيق قيد أنملة ، وما كان [[ممثلا الوفد والمستقلين في لجنة الصياغة يرفضان تعديل مادتي «الإشراف القضائي» و«مكافحة الإرهاب» |حزب الوفد]] ليتستر علي جريمة يتورط فيها السعديون وحدهم ولكن لابد من وجود قوى أكبر هي التي جعلت [[ممثلا الوفد والمستقلين في لجنة الصياغة يرفضان تعديل مادتي «الإشراف القضائي» و«مكافحة الإرهاب» |حزب الوفد]] يتخذ هذا الموقف .
:#تمتع محمود عبد المجيد بالحماية الملكية حتى نهاية عهد فاروق وقد أنعم عليه الملك في 4 [[يوليو]] [[1949م]] برتبة البكوية من الدرجة الثانية لما يبديه من جهود في خدمة الأمن ثم عين محمود عبد المجيد بعد ذلك مديراً لجرجا في 3 من [[أبريل]] [[1952م]]
:#إقرار محمد الجزار ضابط البوليس [[العمل السياسي الإسلامي|السياسي]] بأن عبد الرحمن عمار أمر ضابط القسم [[العمل السياسي الإسلامي|السياسي]] بإخفاء رقم سيارة الأميرالاي عبد المجيد لأن الأمر يهم السراي .
:#متابعة البوليس [[العمل السياسي الإسلامي|السياسي]] للقضية وذهاب محمد وصفي إلي قصر العيني حتى يتم الجريمة ويتأكد من وفاة [[البنا|الإمام الشهيد]] : " وقال محمد حسن الأمين الخاص للملك فاروق في التحقيقات التي جرت بعد الثورة : سمعت محمد وصفي وهو يتحدث إلي أحمد كامل قائد شرطة القصر الملكي ويقول له : بعد إصابة [[حسن البنا]] رحت المستشفي لأخلص عليه إذا كان حيًا "ويقول يوسف رشاد الذي كان يعمل كبيراً لأطباء البحوث الملكية عام [[1941م]] : سمعت من زميلي أحمد شكيب الطبيب الشرعي الذي أجري الصفة التشريعية [[البنا|للبنا]] أن [[البنا]] ترك ليموت بالنزيف من الشريان ، وكان يمكن إيقاف النزيف وإنقاذ حياته بمبضع بسيط .
:#اتصال الملك بالدكتور يوسف رشاد في التاسعة من يوم الحادث وأبلغه [[اغتيال الإمام البنا|باغتيال]] [[البنا|الإمام]] [[البنا]] في لهجة تدل علي فرحته وارتياحه للحادث قائلاً : " [[حسن البنا]] ضرب بالرصاص وحالته خطرة ، ولكن لم يمت بعد " ، ثم قام الملك بإبلاغ حسن يوسف وكيل الديوان بالخبر في منزله .
:#ذهاب الملك فاروق بنفسه إلي مستشفي قصر العيني في ليلة الحادث للتأكد من وفاة [[حسن البنا|الإمام الشهيد]] [[حسن البنا]] هو ورجاله وحاشيته والبوليس [[العمل السياسي الإسلامي|السياسي]] ، ولما تأكد من وفاة [[حسن البنا|الإمام]] غادر المستشفي .
:#ويقول " الماجور سانسوم " ضابط أمن السفارة البريطانية :" قرر رجال البلاط الملكي والحكومة [[اغتيال الإمام البنا|اغتيال]] [[البنا]] بعد مصرع [[النقراشي]] ولم يكن هذا قراراً جديداً " ، أي إنه اتخذ قبل مقتل [[النقراشي]] .

'''4 – دور القوى الاستعمارية :'''

يعتبر الاستعمار هو الفاعل الأصلي وصاحب المصلحة الكبرى في مقتل [[حسن البنا]] ، ومحاولة تحطيم [[الاخوان|جماعة]] [[الإخوان المسلمين]] ، ونقصد بالقوى الاستعمارية هنا " [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |إنجلترا]] [[:تصنيف:الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية|وأمريكا]] [[قرار منع الحجاب في فرنسا|وفرنسا]] " وذلك لما مثله وجود [[الإخوان]] من تهديد لمصالح تلك الدول . 

فقد كان [[المركز العام للإخوان المسلمين (صور)|المركز العام]] [[للإخوان]] مكانًا لتجمع وانطلاق حركة التحرر في جميع [[الإخوان المسلمون ونصرة العالم العربي والإسلامي|الدول العربية والإسلامية]] التي كانت تحتلها تلك الدول أو التي كانت تهيمن عليها وتوجهها دون احتلال عسكري . 

وأما [[:تصنيف:الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية|أمريكا]] فبعد [[الحرب العالمية الثانية]] أصبحت هي الوريث لهذه القوى الاستعمارية وبدأت تنشط في المنطقة العربية والإسلامية تبحث لنفسها عن موطن لقدم ولو علي حساب حلفائها وقد بدأ تدخل [[:تصنيف:الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية|وأمريكا]] في شئون [[مصر]] من بعد [[الحرب العالمية الثانية]] مباشرة ، حيث عرضت [[:تصنيف:الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية|وأمريكا]] علي الملك في عام [[1945م]] مشروعًا للإصلاح الزراعي وهو نفسه المشروع الذي عرضته علي حكام [[من مواقف الإخـوان في دعـم الثورة |ثورة يوليو]] ، وكان هدفهم إصلاح صورة الملك وتحقيق مصالحهم من خلاله ، فلما تبين لهم استحالة إصلاح الملك بدأ [[:تصنيف:الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية|وأمريكا]] يتحركون في اتجاه ضباط الجيش فوجدوا أن [[الإخوان]] قد سبقوهم في هذا الاتجاه حين كان المرحوم الصاغ محمود لبيب يقوم بهذا الدور .

وقد برزت قوة [[الإخوان]] في حدثين أثارا إزعاج كل الدوائر الاستعمارية و[[الصهيونية]] ، أما الحدث الأول فهو تدخل [[الإخوان]] في [[:تصنيف:الإخوان في اليمن|اليمن]] ، والثاني كان تدخل [[الإخوان]] في حرب [[فلسطين]] عام [[1948]]م ، وفي الحالتين كان تدخل [[الإخوان]] عمليًا وليس بالدعاية والخطب مما أربك مخططات تلك الدول فطالبوا بحل [[الإخوان]] ونصحوا بقتل [[البنا|الإمام]] [[البنا]] وقد شاركنا في هذه الوجهة الكثير من الكتاب .

'''ويقول الدكتور [[محمد السيد الوكيل]] :''' " لقد حاول الاستعمار صرف [[حسن البنا]] عن غايته عن طريق المرأة والمال والجاه كما يقول روبير جاكسون ولكن ذلك كله لم يفلح معه وكان الاستعمار الصليبي واليهودي يعلم أن غاية [[حسن البنا]] إعادة مجد [[الإسلام]] والخلافة الإسلامية ، وطرد الاستعمار وملاحقته وغزوه علي أرضه ، ولن يتم كل ذلك إلا بضرب [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |الإنجليز]] وطردهم من [[مصر]] وطرد [[اليهود]] من [[فلسطين]] ، لذلك عزم الاستعمار وأذنابه أن يقبضوا علي هذا الرجل ظنًا منهم أن بموته تموت دعوته .

'''ولسنا هنا في محل استقصاء هذه الآراء ولكننا في محل ذكر التدليل علي ما نقول :'''

'''أولا :''' إن القرار [[الإخوان من النشأة إلي الحل|حل الإخوان]] قد صدر بناء علي طلب من سفراء [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |إنجلترا]] [[:تصنيف:الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية|وأمريكا]] [[قرار منع الحجاب في فرنسا|وفرنسا]].

'''ففي 10/11/[[1948]]م اجتمع سفراء [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |إنجلترا]] [[:تصنيف:الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية|وأمريكا]] [[قرار منع الحجاب في فرنسا|وفرنسا]] في [[:تصنيف:إخوان الإسماعيلية|فايد]] ، وقرروا اتخاذ الإجراءات اللازمة بواسطة السفارة في [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] لحل جمعية [[الإخوان المسلمين]] التي فهم أن حوادث الانفجارات الأخيرة في [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] قد قام بها أعضاؤها ، وأرسلت هذه الإفادة إلي رئيس المخابرات تحت رقم 13 في 13/11/[[1948]]م وترجمة الخطاب كالآتي :'''

الموضوع اجتماع سفراء صاحب الجلالة [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |البريطانية]] [[:تصنيف:الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية|وأمريكا]] [[قرار منع الحجاب في فرنسا|وفرنسا]] في [[:تصنيف:إخوان الإسماعيلية|فايد]] في 10/11/[[1948]] ، رقم القيد 1843/ 1س/48 ، التاريخ 13/11/[[1948]] ، إلي رئيس المخابرات رقم 13 : " فيما يختص بالاجتماع الذي عقد في [[:تصنيف:إخوان الإسماعيلية|فايد]] في 10 الجاري بحضور سفراء صاحب الجلالة  [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |البريطانية]] [[:تصنيف:الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية|وأمريكا]] [[قرار منع الحجاب في فرنسا|وفرنسا]] أخطر أنه ستتخذ الإجراءات الازمة بواسطة السفارة [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |البريطانية]] في [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] لحل جمعية [[الإخوان المسلمين]] ، التي فهم أن حوادث الانفجارات الأخيرة في [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] قام بها أعضاؤها " .

'''إمضاء / ج .د . أوبريان''' 

'''وفي 20/11/[[1948]] أرسل رئيس إدارة المخابرات فرع '''( أ )''' بقيادة القوات [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |البريطانية]]  [[مشروع (الشرق الأوسط الكبير) ورؤيتنا للإصلاح|بالشرق الأوسط]] إلي إدارة المخابرات ج . س – 13 في القيادة العليا للقوات [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |البريطانية]] في [[مصر]] خطابًا هذه ترجمته الحرفية :'''

'''الموضوع : جمعية [[الإخوان المسلمين]] .'''

'''رقم القيد : 1670/ أ ن ت ب 11120/ [[1948]] إلي إدارة ج – س – 13 .'''

'''القيادة العليا للقوات [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |البريطانية]] في [[مصر]]  [[مشروع (الشرق الأوسط الكبير) ورؤيتنا للإصلاح|والشرق الأوسط]] .'''

:# بخـصـوص مـذكـرتكم رقم 734/ أ ن ت أ ب/ 38 المؤرخـة في 17/11/[[1948]] .
:#لقد أخطرت هذه [[معيار القيادة الإسلامية|القيادة]] العليا رسميًا من سفارة صاحب الجلالة [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |البريطانية]] [[:تصنيف:إخوان القاهرة|بالقاهرة]] ، أن خطوات دبلوماسية ستتخذ بقصد إقناع السلطات المصرية بحل جمعية [[الإخوان المسلمين]] في أسرع وقت ممكن .

وفيما يتعلق بالتقارير التي كانت قد رفعت من الرعايا الأجانب المقيمين فقد أرسلت لوزارة الخارجية للعلم .

'''التوقيع''' 

'''رئيس إدارة حرف أ في الشرق الأوسط''' 
'''كولونيل أ . م . ماك درموث''' 

وبناء علي ذلك أبلغت السفارة [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |البريطانية]] [[النقراشي]] بهذا القرار المطلوب وهو حل [[الاخوان|جماعة الإخوان المسلمين]] في أسرع وقت ممكن ، وكان ذلك مصحوبًا بتبليغ '''" بأنه في حالة عدم حل [[الإخوان المسلمين]] فستعود القوات [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م|البريطانية]] إلي احتلال [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] [[:تصنيف:إخوان الأسكندرية|والإسكندرية]] "'''.

فاستدعى رئيس الوزارة محمود فهمي [[النقراشي]] والذي كان يشغل أيضًا منصب وزير الداخلية وقتئذ اللواء عبد الرحمن عمار وكيل [[وزارة الداخلية]] وشرح له الأمر ، وهو طلب السفارة [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |البريطانية]] حل جمعية [[الإخوان المسلمين]] وإلا احتلوا [[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] [[:تصنيف:إخوان الأسكندرية|والإسكندرية]].

وطلب منه كتابة مذكرة تبرر حل جمعية [[الإخوان المسلمين]] أمام الرأي العام ، حتى لا يظهر أنه ينفذ ما طلبته السفارة [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |البريطانية]] من تدخل سافر في الشئون الداخلية [[مصر|لمصر]] ، وهي دولة مستقلة ذات سيادة من الناحية الرسمية ! ! 

تعهد اللواء عبد الرحمن بذلك ، واتصل بالمديرين وطلب منهم أن يوافوه بالحوادث التي كان [[الإخوان المسلمين]] طرفًا فيها ولو كانوا مجنيًا عليهم ، وقد ثبت هذا في شهادته أمام محكمة الجنايات في قضية مقتل [[النقراشي]] .

'''ثانيُا :''' ما ذكره '''" الماجور سانسوم "''' ضابط الأمن بالسفارة [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |البريطانية]] في مذكراته " إن كل الإجراءات التي اتخذت لمنع المظاهرات بعد [[اغتيال الإمام البنا|الاغتيال]] وفي الجنازة تم تخطيطها قبل عدة أسابيع " .

'''فمن أطلعه علي ذلك إلا أن تكون سفارته شاركت في هذا الأمر ! ! .'''

'''ثالثًا :''' في مقابلة بين '''" تشابمان آند روز "''' الوزير البريطاني المفوض وكريم ثابت المستشار الصحفي لفاروق ، ويدور الحديث حول الوزارة الجديدة بعد مقتل [[النقراشي]] ويرى آند روز أن الوزارة لابد أن يشارك فيها [[ممثلا الوفد والمستقلين في لجنة الصياغة يرفضان تعديل مادتي «الإشراف القضائي» و«مكافحة الإرهاب» |حزب الوفد]] ، ويقرر أن [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |بريطانيا]] قد بذلت مساعي كبيرة لإشراك [[ممثلا الوفد والمستقلين في لجنة الصياغة يرفضان تعديل مادتي «الإشراف القضائي» و«مكافحة الإرهاب» |حزب الوفد]] في الوزارة وذلك حتى تتم الوزارة مهمتها بنجاح . وقد لخص آند روز مهمة الوزارة حيث قال : '''" المهمة الرئيسية للحكومة الحالية هي تحطيم [[الإخوان]] "''' .

'''رابعًا :''' عندما علم محمد وصفي قائد حرس الوزارات – وكان من المشاركين في [[اغتيال الإمام البنا|اغتيال]] [[البنا|الإمام الشهيد]] – بأن تحقيقات [[من مواقف الإخـوان في دعـم الثورة |الثورة]] في مقتل [[البنا|الإمام الشهيد]] تناولته لجأ إلي السفارة [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |البريطانية]] طالبًا حق اللجوء [[العمل السياسي الإسلامي|السياسي]] ، وأيد الماجور سانسوم ضابط أمن السفارة طلبه وقال للسفير : '''" أنقذوا حياة هذا الرجل الذي ساعدنا كثيرًا "''' ولكن السفارة والخارجية [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |البريطانية]] رفضت ذلك ، فانتحر محمد وصفي بتناول كمية من الحبوب المنومة مؤثرًا الموت علي مواجهة الموقف .

'''خامسًا :''' الاهتمام البالغ للسفارة [[أمريكا ذلك الجبار.. سينهار ويُهزم.. فالله أعلى وأعز|الأمريكية]] [[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م |والبريطانية]] بآثار قرار الحل والتابعة الدقيقة لحادث [[اغتيال الإمام البنا|الاغتيال]] ونقل ردود الأفعال وما يقال حول [[اغتيال الإمام البنا|الاغتيال]] في تقارير رسمية من السفارتين إلي دولتيهما . 

'''سادسًا :''' وفي عام [[1948]]م وبعد الهدنة الثانية عقد '''" موشى ديان "''' مؤتمرًا صحفيًا في [[:تصنيف:الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية|أمريكا]] وفيه سأله أحد الصحفيين : هل يستطيع أن يضمن بقاء [[صحفى اسرائيل : عشرات جثث جنودنا فى الثلاجات .. وقصة الجنود الذين ذبحوا بالسلاح الأبيض|إسرائيل]] وسط دول كثيرة تعاديها وتضمر لها الشر ؟ فأجاب موشى ديان : إن [[صحفى اسرائيل : عشرات جثث جنودنا فى الثلاجات .. وقصة الجنود الذين ذبحوا بالسلاح الأبيض|إسرائيل]] لا تخشى لقاء هذه الدول مجتمعة أو متفرقة فهي كفيلة بهزيمتهم ، ولكنها تكره أن تلقي فئة واحدة فقط وهم [[الإخوان المسلمون]] وستكفينا حكومتهم مؤونتهم.

'''سابعًا :''' الفرحة الغامرة التي عمت [[أمريكا ذلك الجبار.. سينهار ويُهزم.. فالله أعلى وأعز|أمريكا]] وشرب [[أمريكا ذلك الجبار.. سينهار ويُهزم.. فالله أعلى وأعز|الأمريكان]] أنخاب الخمر عندما سمعوا بمقتل [[الإمام الشهيد]] [[حسن البنا]] كما روى ذلك الشهيد [[سيد قطب]] .

'''ثامنًا :''' عندما قامت [[من مواقف الإخـوان في دعـم الثورة |الثورة]] في 23 [[يوليو]] كان أول إجراء اتخذته [[من مواقف الإخـوان في دعـم الثورة |الثورة]] هو إعادة التحقيق في قضية [[حسن البنا]] حيث قبض علي الجزار 25 [[يوليو]] قبل طرد الملك وبدأ التحقيق مع المتهمين من قبل محكمة [[الثورة]] ولكن بعد أقل من شهر وبالتحديد في 17 [[أغسطس]] [[1952م]] تم تحويل القضية إلي النيابة العامة .

فمن نصح [[من مواقف الإخـوان في دعـم الثورة |الثورة]] بذلك أو ضغط عليهم مع الوضع في الاعتبار أنه في هذه الفترة القصيرة لم يحدث ما يعكر صفو العلاقة بين [[الإخوان]] [[من مواقف الإخـوان في دعـم الثورة |والثورة]] , بل إن جميع [[الإخوان]] تقريبًا كانوا يعتبرون أن هذه [[من مواقف الإخـوان في دعـم الثورة |الثورة]] ثورتهم .


</div><noinclude> </noinclude>