استعرض مصدر د. عبدالمنعم عمارة يكتب: المشير حسين طنطاوى ومصر الديمقراطية الحرة

'''<center><font color="blue"><font size=5>د. عبدالمنعم عمارة يكتب: المشير حسين طنطاوى ومصر الديمقراطية الحرة</font></font></center>'''

'''<center>١٥/ ٢/ [[٢٠١١]] </center>'''

[[ملف:المشير حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة أثناء لقائه بالرئيس عبدالله جول رئيس الجمهورية التركية.jpg|تصغير|center|350px|'''<center>المشير حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة</center>''']]
 
كنت ومازلت وسأظل متعصباً لقواتنا المسلحة.. أنا ابن القناة.. عاش الظروف التى مرت بها قواتنا المسلحة من أول هزيمة ٦٧ التى لم ينكسر فيها رجالها إلى حرب [[أكتوبر]] التى حضرتها ب[[الإسماعيلية]] يوماً بيوم، إلى حسن حظى الذى أوصلنى لأن أكون محافظاً للإسماعيلية لنحو اثنى عشر عاماً فى عز شبابى.

[[الإسماعيلية]] كان كثيرون يرونها محافظة سهلة وهى لم تكن كذلك فقد كانت مقر الجيش الثانى الميدانى، ومقر شرطة القناة ووسط الدلتا ومقر جامعة [[قناة السويس]] ومقر هيئة [[قناة السويس]].

'''وكانت أحلى ذكرياتى هى تعرفى على قيادات حرب''' [[أكتوبر]] الذين كنت أسمع عن بطولاتهم وأتمنى أن ألقاهم قبل أن أصبح محافظاً عام ٧٨، تعرفت على قادة الجيش الثانى، ومنهم اللواء فؤاد عزيز غالى، والفريق عبدرب النبى حافظ الذى رفض، بعد انتهاء مدته، أن يعين سفيراً أو محافظاً، ثم الفريق إبراهيم العرابى والفريق صفى الدين أبوشناف، وآخر من تعرفت عليهم اللواء [[محمد حسين طنطاوى]] الذى كان قائداً لأهم فرقة من فرق الجيش الثانى الميدانى ثم قائداً للجيش الثانى الميدانى.. المشير طنطاوى كان يعجبنى فيه إحساسه بالوطن والمواطنين، فغريزة حب الوطن لديه كانت عالية، كان من تلقاء نفسه يسألنى إذا كنا فى المحافظة نحتاج إلى خدمات من الجيش الثانى الميدانى، وما أكثر ما قدم لنا دون أن نطلب.

'''ولست أدرى لماذا كنت ألاحظه أكثر''' من غيره من القادة العظام السابقين ربما لأنه كان أكثرهم هدوءاً وأحسنهم استماعاً، كان إحساسه بالمواطنين لا يقل عن إحساسه بالعسكريين، لم يكن الرجل يتكلم كثيراً كان يعتبره كثيرون عسكرياً جداً، كان الربط والضبط والتدريب والالتزام عنده يجعلنى أقول «الراجل ده ضابط بجد من نوعية الفريق محمد فوزى والفريق محمد عبدالغنى الجمسى».. تركت الإسماعيلية وبعدها تولى موقع قائد الحرس الجمهورى ويومها أسفت على هذه النقلة، فالرجل كان ميدانه أكبر من وظيفة مثل هذه لا تتلائم مع قدراته وإمكانياته، لم يكن الرجل مرتاحاً ولكن واجبه العسكرى أملى عليه الموافقة وبعدها أصبح وزيراً لدفاع مصر، وأشهد كذلك أنه كان مهتماً بالرياضة المصرية من أول بناء منشآت رياضية حديثة إلى إنشاء مدارس رياضية للقوات المسلحة لإخراج أبطال للرياضة المصرية، بالإضافة إلى اهتمامه بكرة القدم.
'''
حضرات القراء..'''

اسمحوا لى أن أدخل فى الأهم، وهو دور الرجل الذى رسمته الأقدار بتوليه رئاسة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شؤون البلاد واسمحوا لى أن أقرر، وعلى مسؤوليتى الخاصة، أن الرجل لم يكن له طموح قبل ولن يكون له طموح فى تولى رئاسة البلاد، لأننى أعرف مدى عشقه لهذا الوطن، ولذا فهو دائماً كان يقدم مصر على شخصه، فربما أو أكاد أجزم أن الرجل يريد أن يقدم مصر المدنية الديمقراطية على طبق من ذهب للقادمين الجدد.

ولست أدرى ما إذا كان يفكر فى تكرار الدور الذى قام به الرئيس السودانى سوار الذهب الذى تولى رئاسة الجمهورية السودانية بعد سقوط الرئيس [[جعفر النميرى]] عندما أعلن الاستقالة بعد أن أدى رسالته لوطنه وترك حكم البلد لحكومة مدنية، أم التجربة الإسبانية ستكون ماثلة عندما أقدم الديكتاتور «فرانكو» على إعادة الملك كارلوس لرئاسة البلاد، وتحويلها من حكم عسكرى فاشيستى إلى بلد مدنى ديمقراطى حر.

لست أدرى لماذا أنا مقتنع بأن هذا الدور هو الذى رسمه القدر للمشير طنطاوى الذى أثق فى أنه سيقوم به.

'''حضرات القراء..'''

'''أذكر فقط الآن بموقف واحد للرجل الذى''' لم يكن يعجبه ما يدور فى مصر من نهب وفساد، والجميع يذكر له أنه قال فى اجتماع لمجلس الوزراء: «ماذا تفعلون، أنتم تبيعون البلد» أنا أكتب ما أثق فيه وما أثق فيما سيفعله المشير طنطاوى.. فالرجل فى ظنى يؤمن بشىء واحد هو «مصر فوق الجميع».

'''مشاعر'''

■ الرئيس [[حسنى مبارك]].. أموت وأفهم من هو هذا المتخلف الذى كتب خطابه الأول عند اندلاع ثورة ٢٥ [[يناير]].. وأموت كمان مرة وأفهم من الذى كتب خطابه الأخير قبل إعلانه التنحى.. هل هو نفس هذا المتخلف أم هناك متخلف آخر، فقد أظهر الرئيس وكأنه يخاطب شعباً آخر غير الشعب المصرى.. كان الرئيس فى واد والشعب فى واد آخر.. ويبدو لى أن المتخلفين كانوا كُثراً فى إدارة عملية الحوار بين الرئيس والشعب.

■ الرئيس أوباما.. يعجبنى كثيراً وزاد إعجابى به أكثر فى بيانه الذى ألقاه بعد تنحى [[مبارك]].. وأتحدى أن يستطيع أى مصرى كاتباً، إعلامياً، مثقفاً أن يكتب مثل هذا البيان.. قطعة فنية أدبية تناجى الشعب المصرى.. حيث قال: إن المصريين ألهمونا وإن المصريين غيروا العالم، ردد هتافات الشباب «سلمية سلمية» التى اعتبرها قوة الكرامة المصرية - تحيا مصر بس مش بتاعة تامر بسيونى.

■ ثورة ٢٣ [[يوليو]].. هل يمكن القول بأن ثورة [[يوليو]] الخالدة قد انتهت، وإن مصر ستعود دولة مدنية بعد ٥٩ عاماً.. نعم يمكن.

■ [[عمرو موسى]] الأمين العام للجامعة العربية.. يبدو أن الرجل قد حسم أمره، وقرر ترشيح نفسه فى انتخابات الرئاسة المقبلة. الدلائل هى زيارته لشباب [[ميدان التحرير]] ثم مراقبته اليومية للميدان من الشرفة المطلة على الميدان، وآخرها قراره بأنه سيترك منصبه فى الجامعة العربية خلال أسابيع. 

إعلاناته السابقة بأنه سيستقيل من الجامعة لم تصدق، ولكن يبدو أنها ستصدق هذه المرة. 

كثيرون ممن قابلتهم ب[[ميدان التحرير]] كانوا متحمسين له.

■ د. [[حسام بدراوى]].. فى ظنى أن استقالته مضروبة، لأنه كان يعلم بل وصرح بأن الرئيس سيتنحى.. الاستقالة أعلنها بعد أن سجل السيد [[عمر سليمان]] رسالة الرئيس مبارك بالتخلى عن منصبه.

■ د. [[عبدالمنعم سعيد]]، رئيس مجلس إدارة الأهرام.. المفكر الذى كان مستقلاً وتحول إلى مفكر للسلطة توقف عن الكتابة عن الرئيس مبارك بعد أن ذهب، وكتب صفحة كاملة للشاب [[وائل غنيم]] تحت عنوان ضخم هو «العثور على جوجل المصرى».. يا ريت يعود د. سعيد مفكراً مستقلاً كما كان.. أعتقد أنه يصلح لأن يكون مفكراً للثورة.

■ الشاب الدكتور [[عمرو حمزاوى]].. أحد الشباب الذى فرض نفسه خلال ثورة [[يناير]] من خلال تواجده ب[[ميدان التحرير]] وفى الفضائيات.. هل أستطيع أن أقول إنه كان خطيب الثورة.. ممكن، فقد كان مقنعاً للداخل والخارج.. أتمنى من الدكتور عمرو أن يتحرك أكثر نحو إنشاء حركة أو حزب سياسى يضم كثيراً من شباب مصر.. من فضلكم لو اخترتم رئيساً للجمهورية اختاروا نوعية صغيرة السن ومثقفة مثل هذا الشاب وهم كثيرون ظهروا من رحم هذه الثورة.

== المصدر ==
*'''مقال:'''[http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=287915  د. عبدالمنعم عمارة يكتب: المشير حسين طنطاوى ومصر الديمقراطية الحرة]'''جريدة المصرى اليوم'''

[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:أخبار ثورة 25 يناير]]