استعرض مصدر خبْط ... لزْق 13-14-15-16

'''<center><font color="blue"><font size=5>خبْط ... لزْق 13-14-15-16</font></font></center>'''

'''أ.د/[[جابر قميحة]]'''

== مقدمة ==

[[ملف:د.جابر قميحة.jpg|تصغير|يسار|'''<center>د.[[جابر قميحة]]</center>''']] 

( كثيرا ما يستخدم المصريون هذا التركيب " خبط ... لزق  " . وهذا التركيب ليس عاميا كما يعتقد بعضهم : فالخبط هو الضرب ، واللزق هو اللصق . ويستخدم هذا التركيب في الدلالة على أن الضرب أو الرأي أصاب ، وأتى بنتيجته مباشرة دون تأخر ) .

وهذه الحلقات تعد من الأدب الهادف الذي يحمل في بساطة وعفوية إسقاطات سياسية واجتماعية ، يدركها المواطن المصري بسهولة . ومن حق القارئ أن ينسبها إلى    " الأدب الساخر "  .

== نـقابيـات وقـانونيـات ==

هل اختلت المعايير حتي أصبح التزوير هو الأصل الأصيل. وأصبحت «النزاهة» استثناء نادر الوجود؟!!

إن ما حدث في انتخابات نقابة المحامين يؤكد أنها حقيقة لا خيال ولا كذب فيها, فالمقطوع به أن قائمة لجنة الشريعة نجح منها 22 من 24. وهذا هو الحجم الطبيعي لهؤلاء.. ثم أسقط منهم سبعة لصالح قائمة عاشور, وما حدث يعد خطيرا جدا» لأنه سيفقد المواطن الثقة في أي انتخاب... أيا كان المشرفون والمراقبون عليه.. فقد ثبت أن السلطة التنفيذية أقوي بكثير من أية سلطة أخري.. والغاية عندها تبرر الوسيلة.. وإذا مات الضمير, وعميت البصيرة فقل: علي [[مصر]] السلام.

== تعليقات ==

*. تعريفات: نزاهة الانتخابات : طلب «مستعجل» يموت بالطوارئ.. العدالة في [[مصر]]: معناها: أن تمشي «عِدِل».. طوالي وتكون في حالك, القانون :آلة موسيقية لا يلعب عليها وبـها إلا حكامنا.

*. بين مسطولين:

- بيقولوا: في انتخابات نقابة المحامين نجح 22 من قائمة [[الإخوان]] , لكن الحكومة طيرت منهم سبعة.

- طيب.. دي حاجة كويسة.. حد لاقي يطير وببلاش كمان ؟

*. بين صديقين:

- ليه المحامين بيلبسوا أرواب سودة ؟

- طبعا حزنا علي الفقيد.. والفقيد هو القانون.

*. بين مسطولين:

- صحيح في كل محكمة قفص ؟

- آه.. طبعا..

- طب لازمته إيه؟!

- علشان يوقفوا فيه المتهمين أثناء الجلسة.

- طب افرض إن مفيش متهمين ؟

- خلاص يسيبوه فاضي.

- طب ما يربوا فيه فراخ أحسن...

- ما تفرقش كثير.. الأحسن يربوا فيه سمك.

*. وبينهما:

- الظاهر الراجل ده حيرشح نفسه.

- اسمه إيه الراجل ده؟

- اسمه «يات».. بيروح لناس كثير..

- صحيح أنا باسمعهم بيقولوا: «جينا» «يات» «جينا» «يات».

*. وبينهما:

- أنا عندي حل لخناقات المحامين في الانتخابات..

- إيه هوّ.. يا تري؟

- بدل الانتخابات يفتحوا لكل محامي محكمة.

*. وبينهما...

- ابنك عبده المحامي حط صوته لمين?

- لا.. والله.. ماحطش صوته لحد.

- طب ليه ؟

- لأنه قام الصبح لقي صوته «محبوس».

*. وبينهما:

- أنا باسمعهم يقولوا: وراء القضبان.. هوّ إيه ده اللي وراء القضبان ؟

- أنت مسطول ؟؟ طبعا بولاق الدكرور.

== خُبْـزيـَّات ==

كتب [[أنيس منصور]] في عموده «مواقف» من قرابة أربع سنين: ليس هناك في العالم كله شعب في بطولة الشعب المصري» لأنه الشعب الوحيد الذي يستطيع كل مواطن فيه أن يدخل «الأتوبيس» من النافذة.. ونسي أو تناسي [[أنيس منصور]] أن الشعب المصري أحرز ويحرز في العهد المباركي بطولات أقوي, وأظهر من البطولة «الأتوبيسية» ومنها البطولة «الطابورية» وأعني بـها: الوقوف الطويل الدميم في الطابور للحصول علي أرغفة الخبز المطعّم بالعلف..

ونسي النظام الحاكم أن «الوقت المهدَر» في الانتظار الطويل له ثمن يصل إلي عشرات الملايين من الجنيهات, وهذه مسألة يعرفها دارسو الاقتصاد جيدًا.

وأمام أحد الأفران, قام شاب بقتل مواطن مثله في طابور انتظار الخبز» بحجة أنه تخطي دوره. نشرت الصحف هذه الحادثة الدامية في خمسة أسطر, ولو حدث ذلك في بلد غير [[مصر]] لوقع زلزال علي المستويين الشعبي والرسمي. آه.. رحـمك الله يا متنبي.. فأنت القائل:

وكم ذا ب[[مصر]] من المضحكات                      
::::ولكنه ضحك كالبكا

تعـليقـات

== أخبار سريعة ==

*يقال إن «الحكومة النظيفية» ستطرح رغيفًا جديدًا, مصنعًا بطريقة جديدة هي طريقة «عجين الفلاحة».

* يشاع كذلك أنـها ستطرح نوعين من الخبز: نوعًا ليأكله الناس, ونوعًا ليحلفوا عليه.

*علق أحد قيادات [[الحزب الوطني]] علي مظاهرة [[الإخوان]] الأخيرة بأنها «رَدَّة» حضارية.

* صرح الخبير «عبده المقرمش» بأن الرغيف الحكومي المدعم «هو سبب أزمة الحديد والخشب».

''' نكتـة واقعيـة:'''

بعد ساعتين من الوقوف في الطابور تسلم حصته من الخبز.. عشرة أرغفة.. ودار بينه وبين العامل الحوار الآتي:

- لف لي العيش في ورقة لو سمحت.

- يا شيخ روح اتنيَّل.. دا الورق أغلي م العيش.

- خلاص.. لفّهم في رغيف.

* بين مسطولين:

- امبارح باكل رغيف مُدَعّم لقيت فيه رِجْل كرسي.

- وإيه يعني ؟ أنا باكل رغيف امبارح لقيت فيه «شقة» مفروشة.

- ياه, وعملت إيه ؟

- استعنت علي «الشقّا» بالله.

* وبـينـهما:

- ابنك عزوز في سنة إيه الوقتي.

- في سنة «تانية طابور».

* وبـينهمـا:

- هوّ حنفي سنية بيشتغل فران؟

- معرفش.. ليه ؟

- امبارح دوشْني, ونزل «لت وعجن».

* وبـينـهما:

- همه صحيح بيخلطوا الدقيق بعلف البهـايم ؟

- مالياش دعوة, قول بس ربنا يديم «المعلوف».

* في المدرسة الابتدائية:

مدرس الحساب يسأل ابن موظف شريف:

- قل يا سعيد: خمسة في خمسة بكام ؟

- خمسة وعشرين رغيفًا.

(15)

== مَطاعِـمِيَّات ==

اعتمادا علي رؤيتي الميدانية أقول -بصدق دون إسراف-: «إن المطاعم في بلادنا في حاجة إلي متابعة دائمة, وتفتيش جاد, حرصا علي صحة المواطنين. ولن أتحدث عن المطاعم التي تقدم «اللحم المستورد» علي أنه لحم بلدي, أوتقدم لحم حمير... أو... أو, ولكني أنقل ما رأيت بأمانة كاملة.

ونحن في طريقنا إلي سيناء.. قيل لنا: من لم يأكل «سمكا» في مطعم (....) بشرم الشيخ, فكأنه لم يأكل سمكا طيلة حياته. وسال لعابنا, ونحن نقترب من المطعم ونشم رائحة «المقلي» و«المشوي» و«الصيّادية».. وأخذنا مكاننا أنا وأسرتي حول منضدة... وأكلنا.. وشبعنا... وتبقي نصف الأرز المقدم لنا. واعتقدت أن الجرسون سيلقي به في القمامة... أو في وعاء ليوزعه علي المحتاجين. ولكن أصابني الغثيان.. وأنا أراه يعيده إلي «الحلة» الضخمة التي غرف لنا منها الأرز ليعيد تقديمه لآخرين.. رأيت ذلك صدفة في المطبخ الذي لم يكن يفصله عن قاعة الطعام إلا ستارة قماشية خفيفة. وطبعًا ما يقال عن الأرز, يقال عن «الشوربة» و«السلاطات»... إلخ.

ومطعم سمك آخر مشهور جدا في [[الجيزة]] يبيع السمك طريا, أو مصنوعا (مشويا أو مقليا), أو يقدم في قاعة لمن يريد أن يأكل في المحل... رأيت «زبونا» يغادر المحل... ومعه اثنان من العمال... يسندانه وهو يتقايأ.. فقد أصيب بتسمم, السبب أن العمال يرشون الذباب بدفعات ثقيلة بمبيد حشري... وجهلوا أن هذا قد يتسبب في تسميم السمك.

وحلواني ب[[الجيزة]] مشهور جدا... يصنع الحلويات في الدهليز (الدور تحت الأرضي) رأيت العمال يرتدون مرايل سوداء, ثم اكتشفت أنها بيضاء أصلا ثَبتَتٍ عليها طبقات من الأوساخ, وكأنها نُسجت بـها.

ومطاعم الفول المسوس.. أو السوس  المفوّل حدث عنها ولا حرج. وقد تحدثت مع واحد من أصحابها في مسألة السوس هذه, وكيف يمكن أن يضر بصحة الآكلين, فكان جوابه: يا بيه... النار ياما بتٍطهّر...

ولا تعليق.

== تعليقات ==

* دخل المطعم جائعا وليس في جيبه إلا جنيه واحد.. طلب «واحد شوربة سادة» ليصنع «فتا» متواضعا.. أحضره الجرسون الشوربة فاكتشف فيها ذبابة:

-إيه ده يا جرسون... الشوربة فيها دبانة ؟!

- وإيه يعني... دي شوربه سادة.. عايزني أحط لك فيها صرصار ؟

* طلب «بوفتيك» فأحضر له الجرسون قطعة محترمة.. حاول بالشوكة والسكين أن يقطعها دون جدوي. استدعي الجرسون وطلب منه قطعة غيرها. حملها الجرسون المهذب ولكنه أحضرها هي نفسها مرة أخري:

- إيه ده ؟ لماذا لم تغيرها..؟

- مدير المطعم رفض ...

- طب ليه ؟

- بيقول إنك عوجٍتَها !!!

* نزل [[القاهرة]] لأول مرة... رأي مطعما كبيرا فيه زحمة من الناس... دخل... طلب كل ما تشتهيه نفسه: فراخ... كباب... سمك... ثم الحلو... وبعد أن شبع أراد أن يغادر المطعم:

- الحساب يا عمده 211 جنيه.

- حساب... حساب إيه يا ابني... عليًّ الطلاق بالتلاته أنا بحٍسبُه فرح.

* من بضع سنين ارتفع سعر «التوم» ارتفاعا رهيبا أيامها عبده المقرمش قدّم الشبكة لبنت حنفي سنية: خاتم سلوتير بفص توم.

(16)

== مائيـات ==

من غرائب المعلومات والبيانات : أن أطول نهر في العالم -وهو نهر النيل- يروي من الأرض 1% مما كان يجب أن يحييه من الأرض ويرويه. وإذا نظرت إلي أرض [[مصر]] من الطائرة رأيت النيل «ثعبانا» داكنا ملتويا.. وعلي ضفتيه شريطان أخضران ضيقان نحيفان, مخنوقان بسجن ممتد شرقا وغربا من الصحراء الصفراء.

لقد منَّتنا حكومات الميمونة  ـ من بداية قيامها سنة [[1952]] باختفاء هذه الأرض القاحلة الصفراء.. وبالمشروعات المذهلة التي تفرش الأرض ذهبا بعد الانتهاء من إنشاء السد العالي. وأذكر أن المسئولين في حكومة «خالد الذكر» [[عبدالناصر]] قالوا: إن كيلو الكهرباء سينزل ثمنه إلي ملّيمين.. أي والله.. وها نحن أولاء نعيش أزمات عاتية منها مياه الري, ومياه الشرب التي تتسبب كل عام في موت عشرات الآلاف بسبب الفشل الكلوي.. وأصبح  النيل من «أقذر» أنهار العالم, وأصبح محْضَنًا لمياه الصرف, ومياه المصانع, وهي تحمل من السموميات ما يذكرنا بالرجل البطل جدا الذي اسمه «[[يوسف والي]]».

ويقال: إن سوء سمعة ماء الشرب المصرية أصبح سببا من الأسباب الرئيسية لضعف حركة السياحة.. وخصوصا أن الماء المزجّج (الماء المعبأ في الزجاجات) لا يقل تلوثا عن ماء الحنفيات وعن ضمائر الذين يحكموننا بنار الطوارئ, وادعوا للسلطان بالنصر.. واشربوا ... يرحمكم الله.

== تعليقـات ==

'''من طرائف العامية'''

* يقولون: «فلان ميَّه من تحت تبن». ويقصدون أنه مكار خادع يتقن المكر والخداع دون أن ينكشف أمره» لأن الماء يمشي حاملا التبن -لخفته- علي سطحه دون أن يشعر أحد أن تحت التبن ماء.

* ويقولون: «فلان عشاه مَيّة» كناية عن الفقر والحرمان.

* ويقولون: «فلان مَيّته ناشفة» كناية عن البخل الشديد, وكذلك كناية عن أنه منحوس.

* ويقولون: «حنشوف مَيًّته إيه» أي سنحاول أن نكتشف حقيقة أمره, ودخيلته.

* ويقولون: «فلان رايح يبيع الميّه في حارة السقايين» كناية عن الحمق والجري وراء الخسارة» لأن الماء في حارة السقايين المحترفين أرخص سعرا (ومثل هذا قولنا في العربية الفصيحة «فلان كمستبضع التمر إلي هَجَر» أي كالذي يحمل التمر ليبيعه في منطقة «هجر» وهي أغني بلاد الله بالنخيل والتمر, ومنها يُصدّر إلي البلاد الأخري).

== استعمالات قرآنية ==

استعمل القرآن كلمة «الماء» 63 مرة.. مرتبطة ببداية الخلق, وإحياء الأرض وإثمارها, ونعيم الدنيا والأخرة. من ذلك قوله تعالي: {وجعلنا من الماء كل شيء حي} [الأنبياء: 30], وقوله {والله خلق كل دابة من ماء } [النور: 45], ومن مشاهد القيامة يقول تعالي عن الكفار: {...وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه ...  } [الكهف: 29].

ومن طرائف العربية الفصيحة:

* يقولون: «فلان يريق ماء وجهه» كناية عن أنه منافق, يفرط في كرامته.

* ويقولون: «فلان يعصر الصخر بقبضته» كناية عن القوة الخارقة.

* ويقولون: «ماء القلب» كناية عن الدم.

* ويقولون: «شعر لا ماء فيه» كناية عن جفاف فكره, وخلوه من مظاهر الجمال الفني تصويرا وتعبيرا.

ويقولون: «إن أقوي قوة مائية في العالم ليست شلالات نياجرا, ولكنها دموع المرأة».

* ويقولون: إن أشهر الثلاثيات, وأقواها تأثيرا علي النفوس: «الماء والخضرة والوجه الحسن».

* وقالوا عمن يعجز عن التقدم كما يعجز عن التراجع:

رأي بعينيه ماءً عزَّ موردُهُ                         
::::وليس يملك دون الماء مُنصَرَفا

'''المصدر:رابطة أدباء الشام'''

[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]

[[تصنيف:أدب الدعوة]]