استعرض مصدر تُرى هل بدأ الانهيار الصهيوني؟

'''<center> تُرى هل بدأ الانهيار [[الصهيوني]] ؟</center>'''

[[ملف:سالم الفلاحات 2.jpg|left|220px]]

'''بقلم: أ. [[سالم الفلاحات]] '''

كيف يمكن تفسير الانسحابات الصهيونية التي تمددت خارج [[فلسطين]] في [[سينا]] ء و [[لبنان]] والجولان وفي الأراضي الأردنية..

انسحب الصهاينة من [[سينا]] ء من خلال معاهدة كامب ديفيد، ومن الأراضي الأردنية من خلال اتفاقية وادي عربة، وانسحبوا من جنوب لبنان أو من معظمه ولكن تحت ضربات المقاومة، وها هم ينسحبون من [[قطاع غزة]] دون معاهدةٍ أو اتفاقيةٍ وإنما بعد معاناةٍ كبيرةٍ متصلة موجعة سجَّلتها المقاومة- وفي مقدمتها 
[[حركة المقاومة الإسلامية حماس]]  - والتي أوجعت العدو [[الصهيوني]] من خلال العمليات الاستشهادية المتوالية، والتي شملت معظم فصائل المقاومة وإن كانت بنسب متفاوتة.

لم تنجح سياسة الإغراء لإقناع عدد كبير من اليهود لسكن مغتصبات [[قطاع غزة]] بالرغم من توفير كافة وسائل الراحة والمكافآت المالية ومحاولة توفير الأمن الذي حرمهم منه شبان حماس والجهاد الإسلامي وخيار الشعب الفلسطيني.

وبالرغم من مساحات الأرض الكبرى التي احتلتها المغتصبات من أراضي [[قطاع غزة]] إلا أن معظمها كانت بلا سكان، مساحة هذه المغتصبات تزيد على 40% من أراضي القطاع؛ حيث تبلغ 144 كم2.

ثم استخدم الصهاينة كل الأسلحة التي عرفتها البشرية لتحجيم المقاومة أو إسكاتها وتفننوا في ذلك؛ من خلال اغتيال خيار رجالات القطاع وفي مقدمتهم الشيخ المجاهد [[أحمد ياسين]] - رحمه الله- والفارس الصادق 
[[عبد العزيز الرنتيسي]] - رحمه الله- وإخوانه من السلسلة الذهبية من المجاهدين، ومع ذلك فما زادت الاغتيالاتُ المجاهدين إلا إصرارًا على التحرير والمقاومة.

حفرت تل أبيب الأنفاق العميقة، وبنيت الجدران العالية، ووظَّفت النفوس المريضة، ونشرت ثقافة اليأس والاستسلام، وأوقدت نيرانَ الحرب بين أبناء الشعب الواحد والأمة والواحدة، واستخدمت الأقلام الرخيصة والمضللة، واشترت الضمير الأمريكي والعقل الأمريكي واستقوت بماله وجاهه وسلاحه، ولكنَّ هذا كله لم يغنِ عنها في غزة شيئًا فقد كلَّفها السيطرة على [[غزة]] المليارات ومئات القتلى وعشرات آلاف الجنود من حرس الحدود؛ لأن مشاريع التطبيع مع المحيط العربي الإسلامي لم تنجح بل زادت الكراهية لأن زيادة أعداد المغتصبين الصهاينة للتأثير في المعادلة السكانية لم تنجح كذلك، ولأنَّ توفير الأمن للمغتصبين لم يتحقق بل طالتهم أيدي المجاهدين داخل مغتصباتهم، ولأنَّ مشروع المقاومة يتجذر ويتطور ويتعمم ولم يعد نخبويًّا ويحظى بالقبول والتأييد.

وهنا يثبت لأشد الصهاينة غلوًا وتطرفًا واستكبارًا بعد هذا كله أنَّ التكنولوجيا المتقدمة مهما بلغت والأيديولوجيا المضللة مهما تعمَّقت لا تكفيان لاستقرار المشروع [[الصهيوني]] وعلى الأقل خارج [[فلسطين]] المحتلة عام [[1948]] م.

ومن زاوية أخرى فبقراءةٍ لا تعرف الهزيمة واليأس والاستسلام فإنَّ هذا معناه أنه عندما تستمر روح المقاومة حتى لو تحت الرماد حينًا لظروف موضوعية خاصة فإنَّ المشروع [[الصهيوني]] توقَّف عن التمرد، والتوقف يعني بداية التآكل والانقراض والانهيار، وهذا مصير كل احتلال ونتيجة كل غزو.

لقد كان مشروعهم الأول وعقيدتهم التي صرَّحوا بها ولم يقبلوا بما هو دونها هو إلغاء [[فلسطين]] والفلسطينيين تمامًا ولا خيارَ آخر لديهم ولا بديلَ سوى الخيار الأخير وهو إلغاء "إسرائيل" والتنازل عن الأهداف الخيالية التي أبطلها الواقع جزئيًا وسيبطلها كليًا ولكن بعد حين.

هذا هو القول الحق والحكم الصادق للواقع وسنة الكون وعادة التاريخ فإن كان المغتصب [[الصهيوني]] الذي جاء من بولندا أو روسيا يبكي بكاءً حارًا؛ لأنه يفارق رمال [[غزة]] وصحراءها مع أنهم يوفرون له البديل الأفضل والمكافآت المجزية فكيف هو حال الفلسطيني الذي انتُزعت منه فلسطين وقد عاش عليها وأجداده آلاف السنين، لا يشك عاقل أنَّ اليهود وهم فلاسفة الجشع والبخل ولا يؤتون الناس نقيرًا لم يخرجوا من [[غزة]] وقبلها جنوب [[لبنان]] و [[سينا]] ء من أجل عيون المعاهدات ولا لحسن أخلاقهم إنما لعجزهم عن إمكانية الاستمرار في الاحتلال الذي يُوِّلد المقاومة.

إنَّ الأمانة والوفاء والأخلاق تقتضي الترحم على الشهداء المجاهدين الذين لم يغيروا ولم يخضعوا ولم يستسلموا وما بدلوا تبديلاً، وتقتضي توجيه الشكر والتهنئة لكل فلسطيني صبر وصابر وثبت على الصدق ودعا الناس إلى الجهاد والاستشهاد، وأدعو المواطنين في غزة لحرق ما لم يحرقه المنهزمون لتطهير الأرض من رجسهم ودنسهم لحرق قلوبهم ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21).

== المصدر ==
*'''مقال:'''[http://www.ikhwanonline.com/new/Article.aspx?ArtID=13859&SecID=0 تُرى هل بدأ الانهيار الصهيوني؟]'''إخوان أون لاين'''

{{روابط سالم الفلاحات}} 

[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:روابط سالم الفلاحات]]