استعرض مصدر تحت المظلة!

<center> <font size="5">تحت المظلة! </font></center>

'''18 اغسطس 2009''' 

'''بقلم: عماد الدين حسين'''

ما الذى يجعلنا نصدق كبار مسئولينا حينما يقسمون بأغلظ الأيمان أنهم لن يشاركوا فى المظلة الأمريكية لبلدان الخليج وإسرائيل فى مواجهة إيران، وما الذى يجعلنا نصدقهم عندما يقسمون بالأيمان نفسها بأنهم يعارضون ضربة عسكرية للمنشآت النووية المحتملة فى إيران؟

شخصيا أتمنى أن يصدق هؤلاء المسئولون فى تصريحاتهم حتى لو خابت كل توقعاتنا المسبقة بشأن مدى صدقهم أو حتى المحافظة على وعودهم وعهودهم.

لكن المشكلة أن السجل الحافل والسوابق الماثلة تقول إن حكومتنا لم ترفض أى طلب أمريكى، خصوصا حينما يتعلق الأمر بالقرارات الكبرى التى ترسم شكل المنطقة لسنوات مقبلة.

من لا يصدق ذلك عليه أن يراجع تاريخ العلاقات المصرية الأمريكية منذ توقيع اتفاقيات كامب ديفيد مع إسرائيل برعاية الرئيس الأمريكى وقتها جيمى كارتر فى سبتمبر 1978 وما أعقبها من اتفاقيات السلام فى مارس 1979، وحتى هذه اللحظة شاركنا فى محاربة الاتحاد السوفييتى فى أفغانستان أواخر السبعينيات ودعمنا «المجاهدين» بمن فيهم أسامة بن لادن وقادة الأصوليين الآن، لأن «الموضة» وقتها كانت كذلك، وقطعنا العلاقات مع إيران، ودعمنا العراق فى حربه ضدها، وقبلنا محاصرة ليبيا بعد أزمة لوكيربى، ثم شاركنا فى الحرب الأمريكية على بلد عربى هو العراق فى 1991 عقب احتلال صدام حسين للكويت فى أغسطس 1990، وشاركنا أيضا فى الحصار الجائر والظالم للعراق منذ ذلك الوقت وحتى احتلاله فى مارس 2003.

الحكومة المصرية تدعى الآن الحكمة بأثر رجعى وتقول إنها كانت مختلفة مع إدارة جورج بوش الابن فى ملفات كثيرة خصوصا فيما يتعلق بالعراق، وبوب وودوراد قال، فى كتابه عن غزو العراق: إن دولا عربية كثيرة ومن بينها مصر ساعدت بالصمت حينا وبالتطنيش أحيانا فى المجهود الحربى لإسقاط صدام، وإذا افترضنا أن هذا الرجل وغيره كاذبون ويعملون ضد سمعة حكومتنا، فالمؤكد أننا لم نبذل جهدا لمنع الحرب وكنا وقتها لو أردنا نستطيع، إذا اتحدت كلمتنا مع سوريا والسعودية وبقية العرب والمسلمين.

خلاصة القول إنه إذا كنا قد «طنشنا» ولم نعارض احتلال دولة عربية وتدميرها مثل العراق فى فترة «العدو» جورج بوش الابن، فهل نعارض بعض الترتيبات الأمنية أو المظلة الدفاعية الأمريكية للخليج فى فترة «الصديق» أوباما؟

أفهم أن يخرج مسئول ويقول: «نحن ندرس الأمر من جميع جوانبه، خصوصا حول تأثيره على الأمن القومى المصرى والعربى»، أما أن يسارع كبار المسئولين إلى النفى التام للأمر، فهو ما يزيد شكوكنا وريبتنا ويجعلنا نعتقد أن «المظلة» قد انفتحت وبدأت تغطى وتظلل فوق رءوس كل المعتدلين أو غير الممانعين العرب.

وأخيرا وإذا كنا لم نرفض تدمير العراق «العربى» فهل يا ترى سيكون لنا موقف جدى إذا تعرضت إيران «الفارسية» للقصف؟!

أتمنى أن تكون الحكومة قد رفضت فعلا المشاركة فى المظلة الأمريكية المتوقعة.. لكن هل نحن خارج المظلة فعلا كى نرفضها؟!

== المصدر ==
* '''مقال :'''[http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=94838 تحت المظلة!] ، '''الشروق'''


[[تصنيف:تصفح مصر ويكي]]
[[تصنيف:آراء وأفكار]]
[[تصنيف:آراء وأفكار سياسية]]
[[تصنيف:مقالات عماد الدين حسين]]
[[تصنيف:مقالات عماد الدين حسين2009]]