استعرض مصدر تاريخ رحلات الإمام حسن البنا لشعب الإخوان عام 1938م

<center><font color="blue"><font size=5> '''تاريخ رحلات الإمام حسن البنا لشعب الإخوان عام 1938م''' </font></font></center>

*'''[[جمعة أمين عبدالعزيز]]: من كتاب "[[أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين]]"'''


== مقدمة ==
[[ملف:الإمام-البنا-فى-إحدى-رحلاته-بالقطار.jpg|تصغير|280بك|<center>[[حسن البنا|الإمام البنا]] فى إحدى رحلاته بالقطار</center>]]
تنوعت رحلات [[حسن البنا|الإمام البنا]] إلى شعب [[الإخوان]] المختلفة بين رحلات قصيرة لمدة يوم أو يومين، ورحلات متوسطة لمدة أسبوع، ولكن كانت هناك رحلتا الشتاء والصيف اللتان واظب الإمام على أدائهما كل عام، ولا يتخلف عنهما إلا لضرورة دعوية. 

وكانت رحلتا الشتاء والصيف [[حسن البنا|للإمام البنا]] تختلفان كل الاختلاف عن رحلات قادة الأحزاب ورؤساء الجمعيات المختلفة؛ حيث يقصد هؤلاء [[أسوان]] والوجه القبلى فى الشتاء، و[[الإسكندرية]] والوجه البحرى فى الصيف. أما [[حسن البنا|الإمام البنا]] فنظرًا لارتباطه بعمله فى التدريس فكانت إجازة نصف العام قصيرة؛ فكان يقضيها فى زيارات الوجه البحرى؛ نظرًا لتقارب المدن والقرى. أما إجازة الصيف فتكون قرابة ثلاثة أشهر فكان يقضى بعض منها -ما يقارب الشهر والنصف- فى زيارة قرى الصعيد ومدنه، ولا يضع الإمام الشهيد برد الشتاء أو حر الصيف فى اعتباره، ولكن أهم ما كان يضعه فى اعتباره هو تبليغ دعوته ونشر فكرته.

ولم تكن زيارات الإمام الشهيد تقتصر على نوع واحد من النشاط؛ بل كان خلال تلك الزيارات يقوم بإنشاء وافتتاح شعب جديدة، كما يقوم بزيارة كبراء تلك البلاد، كما يشارك إخوانه فى أفراحهم وأتراحهم، ويقوم بتنظيم العمل فى الشعب القديمة، وحل الخلافات، وإزالة المعوقات التى تواجه تلك الشعب. وفى دراستنا لتلك الفترة نستعرض لك رحلات الإمام الشهيد:


==صيف عام 1938م==

لم يتمكن [[الإمام الشهيد]] من أداء رحلة الصيف إلى الوجه القبلى التى تستغرق شهر أغسطس وجزءا من شهر سبتمبر؛ وذلك لإقامة أول معسكر للإخوان بالدخيلة ب[[الإسكندرية]] الذى استغرق اثنين وثلاثين يومًا؛ من نهاية يوليو حتى نهاية [[أغسطس]]، واستعاض عن ذلك برحلة إلى الصعيد الأوسط، ثم قام برحلة للصعيد الأعلى فى [[يناير]] [[1939]]م، ثم الصعيد الأوسط فى [[مارس]] [[1939]]م، ولم يغفل [[حسن البنا|الإمام البنا]] عن الوجه البحرى؛ فقام بعدة رحلات إلى الوجه البحرى، وكانت رحلاته إلى [[الشرقية]]، ثم إلى مدن ال[[قنا]]ة.

'''برنامج رحلة [[حسن البنا|الإمام البنا]] إلى [[الشرقية]]:'''

*يوم الأربعاء 23ربيع الآخر سنة 1357هـ الموافق 22 [[يونيو]] سنة [[1938]]م زار الزقازيق.
*يوم الخميس 24ربيع الآخر الموافق 23 [[يونيو]] سنة [[1938]]م زار العطارية.
*يوم الجمعة 25ربيع الآخر الموافق 24 [[يونيو]] سنة [[1938]]م زار أبو حماد.
*يوم السبت 26ربيع الآخر الموافق 25 [[يونيو]] سنة [[1938]]م زار [[القليوبية]].
*يوم الأحد 27ربيع الآخر الموافق 26 [[يونيو]] سنة [[1938]]م زار [[القليوبية]].
*يوم الإثنين 28ربيع الآخر الموافق 27 [[يونيو]] سنة [[1938]]م زار منيا القمح.


==رحلة [[حسن البنا|الإمام البنا]] إلى منطقة ال[[قنا]]ل==
[[ملف:الإمام-حسن-البنا-أثناء-زيارته-للسويس.jpg|تصغير|280بك|<center>الإمام[[ حسن البنا]] أثناء زيارته للسويس</center>]]
'''برنامج الرحلة:'''

*'''[[السويس]]:''' الخميس 9 جمادى الأولى بقطار 9.30.
*'''أبو صوير:''' صلاة الجمعة   10 منه بقطار 9.15.
*'''[[الإسماعيلية]]:''' بعد عصر الجمعة 10 منه، ويوم السبت 11منه.
*'''القنطرة:''' يوم الأحد 12 منه بقطار 2.46.
*'''البلاح:''' يوم الأحد  12 منه بقطار 4.11.
*'''[[بور سعيد]]:''' يوم الأحد 12 منه بقطار 7.55.
*'''المنزلة:''' يوم الإثنين  13 جمادى الأولى باللنش ظهرًا، ويوم الثلاثاء السفر إلى [[القاهرة]].

ولقد اصطحب الإمام الشهيد فى رحلته إلى منطقة القنال ثلاثة من [[الإخوان]]، وكان من عادة [[حسن البنا|الإمام البنا]] فى رحلاته اصطحاب عدد من إخوانه فى كل رحلة من رحلاته لأغراض مختلفة؛ فقد يكون هدفه التعارف والتزاور بين [[الإخوان]]. وقد يكون غرضه تعريف الأخ بالدعوة، وتربيته عن طريق مصاحبته للداعين الأُوَّل. وقد يكون غرضه تدريب الأخ على الدعوة. وكان [[حسن البنا|الإمام البنا]] ينتقى هؤلاء من بين [[الإخوان]] الذين يأمل فيهم الخير. وكان من ضمن صحبة [[حسن البنا|الإمام البنا]] فى تلك الرحلة الأخ محمود صالح والأخ [[عبد الله عبد اللطيف المازني]].وقد وصف كل منهما الرحلة فى مجلة النذير فى العددين 10، 11 من السنة الأولى لها.

'''فقالا:''' استقل الإمام الشهيد وإخوانه قطار [[السويس]] فى السابعة والربع من صباح الخميس 9جمادى الأولى الموافق  7 [[يوليو]] [[1938]]م، وكان هؤلاء النفر الصالح من ركاب الدرجة الثالثة، وبعد انطلاق القطار انشغل كل فرد من الأفراد بشأنه؛ فمنهم من تأمل الصحراء من نافذة القطار واستغرق فى خواطره، ومنهم من أراد أن يأخذ قسطًا من الراحة يتزود به لتلك الرحلة، وانشغل [[حسن البنا|الإمام البنا]] فى قراءة القرآن ومراجعته؛ حتى تنبه إخوانه لذلك فاستمعوا للقرآن وأنصتوا. 

وعندما اقترب القطار من [[السويس]] أخرج [[حسن البنا|الإمام البنا]] من حقيبته فرشاة نظف بها ملابسه، ثم أخرج الأخرى ليسوى بها شعر رأسه، ثم يلحقها بزجاجة عطر يتعطر بها، ويتهيأ للقاء إخوانه. وعندما وصل القطار إلى محطة [[السويس]] فى التاسعة والنصف كان إخوان [[السويس]] فى استقبال [[الإمام الشهيد]] ورفاقه، ثم اصطحب إخوان [[السويس]] الإمام الشهيد إلى دار [[الإخوان المسلمين]] ب[[السويس]]؛ حيث تفقد الإمام الشهيد مدرسة [[الإخوان]] ب[[السويس]]، ثم صعد إلى الطابق الثانى حيث مكان الإدارة والاجتماعات، ثم أخذ [[الإخوان]] قسطًا من الراحة حتى صلاة الظهر، ثم ذهب الجمع إلى منزل الأخ [[محمد الهادي عطية]] مندوب [[الإخوان]] بمنطقة القنال لتناول طعام الغداء.

وبعد صلاة العصر ألقى الإمام درسًا دينيًا اجتماعيًا فى المصلين، ثم صحب الإمام وإخوانه الأخ محمد الحلوجى من إخوان [[السويس]] فى جولة داخل المدينة للتعرف على معالمها، وفى المساء تناول [[حسن البنا|الإمام البنا]] وإخوانه طعام العشاء، ثم أقيم حفل للإخوان بدار الجمعية ب[[السويس]]، ألقى فيه الإمام محاضرة جامعة، ثم تفقد أحوال شعب [[السويس]]، وامتد السهر إلى ساعة متأخرة من الليل.

'''فى أبو صوير:''' ركب الإمام وإخوانه القطار فى السابعة صباح الجمعة من [[السويس]] إلى محطة نفيشة، حيث كان فى استقباله [[إخوان]] أبو صوير، وانتقل الإمام وإخوانه بالسيارة إلى دار [[الإخوان]] بأبو صوير؛ تلك الدار التى بناها [[إخوان]] هذه المدينة بأيديهم، وألحقوا بها مسجدًا ومدرسة، واستعرض الإمام فرقة الجوالة هناك، وتفقد أحوال إخوانه، ثم خطب الجمعة بمسجدها، وجلس حكمًا يفصل فى الخلافات المادية والعائلية التى عرضت عليه، ثم صلى العصر، وانطلق الركب إلى [[الإسماعيلية]].

'''فى [[الإسماعيلية]]:''' وصل [[حسن البنا|الإمام البنا]] إلى [[الإسماعيلية]]، حيث كان فى استقباله فرق الجوالة بها التى أدت بعض الاستعراضات فى دقة ونظام، ثم صلى الإمام العشاء فى مسجد [[الإخوان]] المقام بدارهم، ثم ألقى محاضرة جامعة عن التشريع الإسلامى فى نادى العمال ب[[الإسماعيلية]]، وتفقد منشآت [[الإخوان]] خلال ليلتى الجمعة والسبت، كما تابع أنشطة شعب [[الإسماعيلية]] وفرق جوالتها.

'''فى البلاح:''' وفى صباح يوم الأحد استقل [[حسن البنا|الإمام البنا]] سيارة الأخ الحاج عبد الحميد لزيارة خاطفة لإخوان البلاح ب[[الإسماعيلية]].

'''فى القنطرة:''' ثم واصل الركب السفر بعد أن انضم إليه بعض إخوان [[الإسماعيلية]]؛ حتى وصل القنطرة شرق، وكان على رأس مستقبلى الإمام الشهيد الأخ الكريم [[عباس هاشم سنجر]] ضابط نقطة بوليس القنطرة، وبعد صلاة الظهر فى مسجد القنطرة شرق ألقى الإمام كلمة، ثم عاد وصحبه إلى القنطرة غرب، فتناول الغداء فى بيت الأخ [[عباس هاشم سنجر]]، ثم صلى العصر، وتفقد إخوانه فى القنطرة، ثم واصل السفر.

'''فى [[بور سعيد]]:''' وصل الإمام وإخوانه [[بور سعيد]] فى مساء الأحد، فوجدوا [[الإخوان]] فى استقبالهم، وقد أقاموا سرادقًا ضخمًا، زود بمكبرات للصوت، وقام [[حسن البنا|الإمام البنا]] بافتتاح الدار الجديدة لإخوان [[بور سعيد]]، وخطب فيهم خطابًا جامعًا، واستمر الحفل حتى الثانية من صباح يوم الإثنين.

'''رجولة وإيمان:'''
[[ملف:الشيخ-محمد-فرغلى.jpg|تصغير|<center>الشيخ [[محمد فرغلي]]</center>]]

أما الرجولة فتمثلت فى أربعة من شبان [[السويس]] الذين آثروا الاستماع إلى الإمام الشهيد وزيارة إخوانهم فى [[الإسماعيلية]] و[[بورسعيد]]؛ فكانوا يسبقون الإمام الشهيد وصحبه إلى [[الإسماعيلية]] وإلى [[بور سعيد]] على دراجاتهم.
 
وأما الإيمان فتمثل فى الشيخ [[محمد فرغلي]] نائب [[الإسماعيلية]] الذى كان فى صحبة الإمام الشهيد إلى [[بور سعيد]]، وقد وصلته برقية وهو فى حفل [[بور سعيد]] بوفاة ابنه الوحيد، فكتمها عن الحضور، وحين دعى إلى إلقاء كلمة قام فتكلم عن الدعوة ونزاهتها؛ فكان التوفيق حليفه، وأصر الشيخ على مواصلة الرحلة إلى المنزلة مع الإمام الشهيد، ولكن [[الإمام الشهيد]] منعه من ذلك، وأمره بالرجوع إلى [[الإسماعيلية]].

'''فى المنزلة:''' وفى صباح يوم الإثنين استقل [[الإمام الشهيد]] لنشًا فى رحلة استغرقت ثلاث ساعات حتى وصل الركب إلى المطرية التى قضى فيها [[حسن البنا|الإمام البنا]] بعض الوقت، ثم انتقل إلى المنزلة قبيل المغرب، وحضر بها الاحتفالات، ثم فى يوم الثلاثاء زار [[حسن البنا|الإمام البنا]] شعب الكفر الجديد وميت سلسيل وبرمبال القديمة، ثم قام بزيارة سريعة إلى شعبة المنصورة الساعة العاشرة مساء يوم الثلاثاء، ثم استقل [[حسن البنا|الإمام البنا]] القطار إلى [[القاهرة]]، فوصلها فى الساعة الواحدة والنصف من صباح يوم الأربعاء.

==برنامج رحلة الإمام الشهيد إلى الصعيد الأوسط==

*مساء الخميس   16 جمادى الأولى بشعبة بنى مجد منفلوط.
*صلاة الجمعة بمدينة منفلوط.
*مساء الجمعة  17 منه بشعبة ملوى.
*مساء السبت  18 منه بشعبة المنيا.
*مساء الأحد 19 منه بشعبة بنى مزار.

ولم يطل المقام بالإمام الشهيد ب[[القاهرة]] إلا يوم الأربعاء ليستكمل الرحلة إلى الصعيد الأوسط تلبية لدعوة [[الإخوان]]؛ فتوجه صباح الخميس إلى الصعيد، وكانت شعبة [[الإخوان]] ببنى مجد هى باكورة زياراته للصعيد، ووصلها ظهيرة يوم الخميس 16جمادى الأولى 1357هـ الموافق  14 [[يوليو]] [[1938]]م، وبالتحديد الساعة الثانية ظهرًا. وبعد استقبال حافل من [[إخوان]] وأهالى بنى مجد والغداء وصلاة العصر أقيم سرادق ضخم ورغم ضخامته لم يتسع لكل الحضور، وبدأ الاحتفال من بعد صلاة العصر، وتعاقب الخطباء، واستمر الاحتفال حتى آخر الليل؛ حيث كانت كلمة الإمام هى مسك الختام.

ولقد ذكر الحضور بمجد الإسلام، وأشاد بعظمته، ودعا الناس لمناصرة دعوة الإسلام، وأخذ العهد عليهم بذلك، ثم فى الصباح الباكر اجتمع الإمام بإخوان شعبة بنى مجد حتى العاشرة صباحًا، ثم انتقل إلى منفلوط؛ حيث خطب الجمعة بمسجد الكاشف، ثم أعقبها بكلمة جامعة، ثم عرج الإمام على القوصية، رغم أنها لم تكن فى جدول زياراته، ثم انتقل منها إلى شعبة ملوى حيث التقى ب[[الإخوان]] هناك فى المساء، ثم غادر ملوى يوم السبت إلى المنيا؛ حيث التقى بإخوانها، ثم التقى بإخوان بنى مزار مساء الأحد 19 جمادى الأولى 1357هـ الموافق    17 [[يوليو]] [[1938]]م.

'''وقد أرسل إخوان بنى مزار خطاب شكر [[حسن البنا|للإمام البنا]] على زيارته، نورده لنقف على مشاعر [[الإخوان]] هناك بعد زيارة الإمام، يقول:'''

من [[الإخوان المسلمين]] ببنى مزار.. إلى فضيلة [[حسن البنا|المرشد العام]].. لقد كان لرحلتكم الميمونة أثرها العميق فى نفوس المسلمين عامة، وهى فى نفوسنا أشد أثرًا.

وتلك الليلة التى قضيناها سعداء بجوارك، نرتشف الإخلاص من تلك النفس العالية، ونستقى من هذا القلب الغض الذى يفيض إيمانًا بالله ووثوقًا بتلك الشريعة الخالدة، وحديثك العذب الذى ما نراه إلا أشعة من نور صادرة من ذلك القبس الذى وضعه الله بين جنبيك، تضىء به هذه الأمة التى غشيتها ظلمة كثيفة، وإنا إن شاء الله لمبددوها؛ فهاهى أيدينا.. لا بل قلوبنا نتقدم بها لمبايعتك على الجهاد والتضحية فى سبيل الدين؛ فإلى الأمام تقدم، وعلى بركة الله سر، أيدك الله بروح من عنده، وسدد خطاكم، وكتبها لنا شهادة فى سبيله، وتقبلوا منا أسمى تحية وأجل احترام.


==رحلات [[حسن البنا|الإمام البنا]] فى شهر رمضان المبارك سنة 1357هـ==

ولما كان [[حسن البنا|الإمام البنا]] لم يستطع خلال فترة الصيف زيارة جميع شعب ومناطق الوجه البحرى؛ فقد قام خلال شهر رمضان من عام 1357هـ بزيارة مناطق وشعب الوجه البحرى، وكانت زياراته عبارة عن رحلة اليوم الواحد؛ حيث يقوم الإمام بزيارة شعبة رئيسية وما حولها من الشعب الفرعية فى يوم، ثم يعود إلى [[القاهرة]] ليحضر احتفالات شعب [[الإخوان]] ب[[القاهرة]] الكبرى فى اليوم الثانى، ثم يقوم بزيارة إحدى مناطق أو شعب الوجه البحرى، وهكذا عدا يومى الخميس والجمعة؛ فكان يقوم غالبًا بزيارة شعبتين من شعب الوجه البحرى.

وكان برنامج الإمام فى تلك الأيام هو الانطلاق لزيارة الشعبة بعد انتهاء اليوم الدراسى، فيحضر حفل الإفطار الذى يقيمه [[الإخوان]] لفضيلته، ثم صلاة العشاء والتراويح، ثم يبدأ الاحتفال الذى يمتد إلى ساعة متأخرة من الليل، ثم يعود إلى [[القاهرة]] ليرتاح قليلا، ثم يذهب إلى عمله فى السابعة صباحًا، أو يعود مباشرة من زيارته إلى مدرسته، ثم يمر على  [[المركز العام]]، ثم يذهب إلى بيته ليرتاح قليلا، ثم الإفطار، ثم احتفال يقام بإحدى شعب [[القاهرة]]، وهكذا دواليك، وهاهو ذا برنامج رحلة الإمام الشهيد فى ذلك الشهر المبارك.
 
<center>'''برنامج رحلات فضيلة [[حسن البنا|المرشد العام]] فى شهر رمضان المبارك سنة 1357هـ:'''</center>

<center>
{| class="wikitable" border="1"
!التاريخ	 
! الشعبة
|-
| الإثنين 8 رمضان	
| [[السويس]]
|- bgcolor="#EFEFEF"
| الأربعاء 10 رمضان
| بنى سويف
|-
| الخميس 11رمضان	
| حلوان
|- bgcolor="#EFEFEF"
| السبت 13رمضان	
| طنطا
|-
| الإثنين 15رمضان	
| الزقازيق
|- bgcolor="#EFEFEF"
| الخميس 18 رمضان	
| [[الإسكندرية]]
|-
| الجمعة 19 رمضان	
| دمنهور
|- bgcolor="#EFEFEF"
| الأحد 21 رمضان	
| منيا القمح
|-
| الثلاثاء 23 رمضان	
| شبين الكوم
|- bgcolor="#EFEFEF"
| الخميس   25 رمضان
| الصالحية
|-
| الجمعة 26 رمضان	
|
*أبو كبير شرقية
*المنصورة
|- bgcolor="#EFEFEF"
|}
</center>


==رحلة [[حسن البنا|الإمام البنا]] إلى الصعيد الأعلى==

ولم تتوقف رحلات [[حسن البنا|الإمام البنا]] وتقتصر على الوجه البحرى؛ بل أعقبها برحلات إلى الوجه القبلى؛ ففى منتصف العام قام بزيارة خاطفة إلى الصعيد الأعلى، استمرت ثلاثة أيام، زار خلالها المنيا وإدفو و[[قنا]] ونجع حمادى وجرجا؛ حيث تفقد شعبها وأنشطتها، وقام بعقد اللقاءات الخاصة مع [[الإخوان]]، وإلقاء المحاضرات العامة فى الأندية والمساجد والسرادقات، وكان برنامج الرحلة كالتالى:

*'''أولا''': القيام من [[القاهرة]] فى قطار الساعة 3 والدقيقة 40 مساء الخميس 21ذو القعدة    12 [[يناير]] إلى [[المنيا]] حيث يصل الساعة 8 مساء.

*'''ثانيًا''': القيام من [[المنيا]] فى قطار الساعة 11 والدقيقة 35 من نفس المساء إلى إدفو، حيث يصل الساعة 8 والدقيقة 40 صباح الجمعة.

*'''ثالثًا''': القيام من إدفو فى قطار الساعة 1 والدقيقة 52 بعد ظهر الجمعة إلى [[قنا]]، حيث يصل الساعة 6 والدقيقة 36 مساء.

*'''رابعًا''': القيام من [[قنا]] فى قطار الساعة 8 والدقيقة 24 صباح يوم السبت إلى نجع حمادى، حيث يصل الساعة 9 والدقيقة 45 صباحًا.

*'''خامسًا''': القيام من نجع حمادى فى قطار الساعة 4 والدقيقة 24 مساء السبت إلى جرجا، حيث يصل الساعة 5 والدقيقة 44 مساء.

*'''سادسًا''': القيام من جرجا عائدًا إلى [[القاهرة]] فى قطار الساعة 10 والدقيقة 55 مساء السبت، حيث يصل الساعة 7 صباحًا.


==رحلة الإمام إلى الصعيد==
[[ملف:الإمام-البنا-مع-إخوان-أسيوط-أثناء-رحلة-الصعيد.jpg|تصغير|280بك|<center>[[حسن البنا|الإمام البنا]] مع إخوان [[أسيوط]] أثناء رحلة الصعيد</center>]]
قام [[حسن البنا|الإمام البنا]] فى [[مارس]] برحلتين قصيرتين للصعيد فى أسبوعين متتاليين، استمرت كل منهما ثلاثة أيام، وتخللتهما زيارة سريعة إلى شعب الزقازيق.

'''الرحلة الأولى:'''

'''مغاغة:''' بدأت زيارة [[الإمام الشهيد]] للصعيد بزيارة مغاغة، وذلك فى يوم الأربعاء 17 محرم 1358هـ الموافق 9 [[مارس]] [[1939]]م، حيث أقام [[الإخوان]] سرادقًا ضخمًا ضاق بالحضور على سعته، وتضمن برنامج الحفل خطبة للأستاذ الدكتور [[محمد المغربى]]، وكلمة للإمام الشهيد، ثم انتهى الحفل بقصيدة رائعة من الشاعر [[محمد إدريس]] أفندى .

'''المنيا:''' فى اليوم التالى استقبلت [[المنيا]] [[الإمام الشهيد]]، ومعه وفد [[إخوان]] مغاغة لحضور حفل [[المنيا]] الرائع؛ حيث تحدث [[الإمام الشهيد]] فى الحفل، وألقيت فى الحفل قصيدة للأخ الفاضل الأستاذ [[صالح علي عبد الجواد]] أفندى المدرس بمدرسة الزراعة ب[[المنيا]]، جاء فيها:

<center>الروح والملأ الكريم
:::::رفا على ركن الحطيم

والدرة العليا بها
:::::ركب الملائك لا يريم

'''ومنها أيضًا:'''

نور تبلج ضوؤه
:::::فأزاح معتكر الغيوم

وهدى يريك سناؤه
:::::خصب الأمور من العقيم

'''ومنها فى القرآن:'''

فى آية التقت اللُّغى
:::::فتقاعس الشعر النظيم

الحق بعض نصوصه
:::::والعدل والحق القويم

والسحر فى نغماته
:::::أبدا بها حلو رخيم

'''منفلوط:''' وفى صباح يوم الجمعة بكر [[حسن البنا|الإمام البنا]] إلى منلفوط، حيث زار السيد محمد حامد أبو النصر مندوب [[الإخوان]] بمنفلوط، وهنأه على سلامة وصوله من الحج وتمام نعمة الله عليه بأداء فريضة الحج. وقد ألقى الشيخ [[طه الأمين]] شاعر [[الإخوان]] بمنفلوط قصيدة، هنأ فيها الأستاذ محمد حامد أبو النصر بالعودة من الحج فى حضور المرشد. وهذه بعض أبيات منها:

لربك فاشكر يا محمد حامد
:::::فكل لما أوليت مُثنٍ وحامد

وأنى لهم أن يجحدوا الفضل والحجا
:::::وأنت على خير وربك شاهد

وجدك طه المصطفى خير مرسل
:::::وخير نبى جاء والكفر سائد

فعم به الإيمان والنور والهدى
:::::ولم يبق غير الحق للناس رائد

فكيف وجدت الآن دين محمد
:::::هناك؟ وهل سوق الشريعة كاسد؟

وهل حرمات الدين فيها مباحة
:::::أم الكل عن حوض الشريعة ذائد؟

لك الله يا مصر من أن ترعوى
:::::وفى أى أوقات تتم المقاصد

فإنى لأخشى أن تلم بأمتى
:::::شدائد تغزو شعبها ومكايد

والله إن الأمر حق وواقع
:::::وأكذب شىء ما تقول الجرائد

'''إلى أن قال:'''

وفى كل عام يا محمد حجة
:::::تتم يا ابن الكرام المقاصد

ودمت دوام التِبْرين أخا الهدى
:::::ودامت لكم هدى العلا والمحامد

ثم خطب [[حسن البنا|الإمام البنا]] الجمعة فى مسجد أبو النصر، وألقى محاضرة جامعة بعد الصلاة.

'''[[أسيوط]]:''' سافر [[حسن البنا|الإمام البنا]] من منفلوط إلى [[أسيوط]] بعد صلاة العصر؛ وذلك لافتتاح دار [[الإخوان]] ب[[أسيوط]]، وجمع الحفل إخوان المديرية، واستمر الحفل من بعد صلاة المغرب، وحتى منتصف ليل الجمعة موعد قطار [[الإمام الشهيد]] إلى [[القاهرة]] التى وصلها صباح السبت، وكان مما ألقى فى الحفل بعد كلمة [[الإمام الشهيد]] بعض قصائد الشعر، منها قصيدة للأخ الشيخ [[هاشم أحمد حمادة]] بمعهد [[أسيوط]]، وجاء فيها:

الله غايتنا القرآن مبدؤنا
:::::هى العقيدة لا نبغى لها دونا

لكن أرى القوم فى لهو وفى لعب
:::::حتى غدوا عن الإسلام لاهينا

سنوا القوانين أحكامًا ملفقة
:::::هل كان ذلك تشريعًا وتقنينا

فليترك القوم قانونًا بوضعهم
:::::فلا نقر سوى القرآن قانونا

'''ثم ألقى الأخ محمود الشافعى الطالب بمعهد [[أسيوط]] قصيدة، هذا مطلعها:'''

أسعد الكون بالعظات الغوالى
:::::وأسكب المرشد فى سنا وجلال

جئت والغى يستزيد نشاطًا
:::::فى حنايا الطغاة والجهال

وإذا صوتك القوى ينادى
:::::راقبوا الله يا دعاة الضلال

وإذا صفحة النذير تدوى
:::::من قضى العمر فى خداع الآل
</center>

==زيارة [[حسن البنا|الإمام البنا]] للزقازيق==

وصل [[حسن البنا|الإمام البنا]] [[القاهرة]] فى الصباح الباكر؛ فذهب إلى مدرسته؛ حيث أدى عمله، وبعد العصر كان فى الزقازيق، وكان بصحبته الأخ [[أحمد السكري]] أفندى وكيل [[مكتب الإرشاد]]، والأستاذ [[عمر التلمساني]] عضو [[مكتب الإرشاد]]؛ حيث حضروا حفلا بالمقر الرئيسى [[للإخوان]] فى الزقازيق، ثم حفلا آخر بشعبة كفر الإشارة، وثالثا بشعبة الحسبية، ثم عاد إلى [[القاهرة]] فى صباح يوم الأحد 21محرم 1358هـ الموافق 14 [[مارس]] [[1939]]م.


==بقية زيارة الصعيد==

'''ثم قام [[حسن البنا|الإمام البنا]] فى نهاية الأسبوع وبالتحديد من عصر يوم الثلاثاء بزيارة أخرى للصعيد، كان برنامجها كالتالى:'''

*مساء الثلاثاء بقطار 3.40 عصرًا من [[القاهرة]] إلى ملوى، وصل الساعة 9 مساء.
*صباح الأربعاء بقطار 11.13 صباحًا من ملوى إلى ديروط، وصل الساعة 11.44 صباحًا.
*صباح الأربعاء بقطار 1.15 ظهرًا من ديروط إلى جرجا فيصل الساعة 4.40عصرًا.
*صباح الخميس بقطار 9 صباحًا من جرجا إلى نجع حمادى، وصل الساعة 10.25 صباحًا.
*عصر الخميس بقطار 5.19 مساء من نجع حمادى إلى [[قنا]]، وصل الساعة 6.59 مساء.
*ظهر الجمعة بقطار 2.11 ظهرًا من [[قنا]] إلى [[الأقصر]]، وصل الساعة 3.30 عصرًا.
*مساء الجمعة بقطار 7.45 مساء من [[الأقصر]] إلى [[القاهرة]]، وصل الساعة 7 مساء.

وبعد هذا التحول الذى لا ينقطع عاد الإمام مرة أخرى إلى زيارة الصعيد. وفى هذه المرة مكث ما يقرب من أربعين يومًا مر فيها على جميع محافظاته.

==رحلة الصعيد فى صيف عام 1939م==

قام [[حسن البنا|الإمام البنا]] برحلة الصعيد المعتادة فى صيف عام [[1939]]م لمدة أربعين يومًا تقريبًا، ضمت جميع محافظات الصعيد؛ بدءا من [[المنيا]] وانتهاء ب[[أسوان]]، زار خلالها أكثر من ثلاثين مدينة وقرية، وتفقد شعب [[الإخوان]] فى تلك المدن والقرى التى احتوى بعضها على أكثر من شعبة. وكان برنامج الرحلة كالتالى:

<center>
{| class="wikitable" border="1"
! اليوم	
! من	
! بقطار	
! إلى	
! بقطار
|-
| الإثنين 7 أغسطس	
| [[القاهرة]]	
| 3.40 مساء
| مغاغة	
| 7 مساء
|- bgcolor="#EFEFEF"
| الثلاثاء 8 أغسطس	
| مغاغة	
| 6.59 مساء
| بنى مزار
| 7.17 مساء
|-
| الأربعاء 9 أغسطس	
| 	بنى مزار
| 7.17مساء
| المنيا
| 8.11مساء
|- bgcolor="#EFEFEF"
| الخميس  10 أغسطس	
| المنيا	
| 5.17مساء
| ملوي	
| 5.50مساء
|-
| الجمعة  11 أغسطس	
| ملوي
| 5.50مساء
| ديروط	
| 6.30مساء
|- bgcolor="#EFEFEF"
| السبت 12 أغسطس	
| ديروط	
| 6.20مساء
| منفلوط	
| 7.10مساء
|-
| الأحد 13 أغسطس	
| منفلوط	
| بالسيارة	
| سراوة وبنى مجد
| بالسيارة	
|- bgcolor="#EFEFEF"
| الإثنين 14 أغسطس	
| سراوة وبنى مجد
| بالسيارة	
| بنى عديات
| بالسيارة	
|-
| الثلاثاء 15 أغسطس	
| منفلوط	
| 7.20مساء
| [[أسيوط]]	
| 7.42مساء
|- bgcolor="#EFEFEF"
| الأربعاء 16 أغسطس	
| [[أسيوط]] – الواسطة – السوالم – العقال
| 
| 
| 
|-
| الجمعة 18 أغسطس		
| [[أسيوط]]	
| 6مساء	
| أبو تيج
| 6.32مساء
|- bgcolor="#EFEFEF"
| الإثنين 21 أغسطس		
| أبو تيج
| 2.44مساء
| جرجا	
| 4.40مساء
|-
| الثلاثاء 22 أغسطس		
| جرجا
| 6.53مساء
| البلينا	
| 7.12مساء
|- bgcolor="#EFEFEF"
| الجمعة 25 أغسطس	
| البلينا	
| 9.30صباحًا
| نجع حمادي
| 10.25صباحًا
|-
| الإثنين 28 أغسطس			
| نجع حمادي
| 5.49مساء
| [[قنا]]	
| 7مساء
|- bgcolor="#EFEFEF"
| الثلاثاء 29 أغسطس	
| [[قنا]]	
| 4.51مساء
| قوص	
| 5.30مساء
|-
| الأربعاء 30 أغسطس		
| قوص	
| 5.30مساء
| [[الأقصر]]	
| 6مساء
|- bgcolor="#EFEFEF"
| السبت 2 سبتمبر	
| [[الأقصر]]	
| 4.15مساء
| إسنا	
| 5.20مساء
|-
| الأحد  3 سبتمبر	
| إسنا		
| 
| أصفون	
| 
|- bgcolor="#EFEFEF"
| الإثنين 4سبتمبر	
| أصفون		
| 
| طفنيس	
| 
|-
| الثلاثاء 5 سبتمبر		
| طفنيس		
| 
| الكيمان	
| 
|- bgcolor="#EFEFEF"
| الأربعاء 6 سبتمبر			
| إسنا	
| 5.30مساء
| الكلح	
| 6.3مساء
|-
| الخمس 7 سبتمبر		
| الكلح		
| 
| إدفو	
| 
|- bgcolor="#EFEFEF"
| الجمعة 8 سبتمبر		
| إدفو	
| 8.40مساء
| دراو	
| 9.50مساء
|-
| الجمعة 8 سبتمبر			
| دراو	
| 4.7مساء
| [[أسوان]]	
| 4.50مساء
|- bgcolor="#EFEFEF"
| الأحد 10 سبتمبر		
| [[أسوان]]	
| 5.20صباحًا
| [[القاهرة]]
|	
|}
</center>


'''حول رحلة [[حسن البنا|الإمام البنا]] إلى الصعيد:'''

'''لا نستطيع أن نصف رحلة الإمام إلى الصعيد، ونفصل ما حدث فيها، ولكنا نبرز هنا أهم النقاط التى حدثت فى تلك الرحلة:'''

*	بدأت رحلة الإمام من الساعة الثانية والنصف من يوم الإثنين 20جمادى الآخرة 1358هـ الموافق 7 [[أغسطس]] [[1939]]م، وانتهت صباح السبت 2شعبان 1358هـ الموافق 16 [[سبتمبر]] [[1939]]م.

*	علم [[الإخوان]] ببرنامج رحلة الإمام إلى الصعيد، وقد دفعهم حبهم الشديد للإمام لإعداد حفلة ترحيب واستقبال فى كل محطة يتوقف فيها القطار؛ سواء كان الإمام سيزور تلك البلدة أم أنه سيواصل السفر ولن ينزل لزيارة تلك البلدة، وكان هتافهم المعروف يدوى "الله أكبر ولله الحمد"، "الله غايتنا، الرسول زعيمنا، القرآن دستورنا، الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا".

*	تسابق وفود البلاد التى لم تكن فى برنامج زيارة [[حسن البنا|الإمام البنا]] لدعوته لزيارتها؛ مما أحدث اضطرابًا فى برنامج الرحلة، لا سيما أن تلك الوفود لم تكن من [[الإخوان]]، كما أنها لم تكن من عوام الناس؛ بل كان بعضها من نواب البرلمان؛ مما اضطر الإمام لإجابة رغباتهم، وهو ما أحدث الاضطراب فعلا؛ فقد دعا الشيخ [[إسماعيل فواز]] عميد آل فواز عضو مجلس الشيوخ [[حسن البنا|الإمام البنا]] لزيارة بلدته، فلبى فضيلة الإمام الدعوة، وتألفت شعبة جديدة [[للإخوان]]، وقد أدت تلبية الإمام للدعوات المختلفة لتأخير موعد انتهاء الرحلة لمدة أسبوع تقريبًا؛ حيث كان المقرر أن تنتهى فى 10 [[سبتمبر]]، ولكنها امتدت إلى  16 [[سبتمبر]] [[1939]]م.

*	اصطحب الإمام فى تلك الرحلة الأخ الفاضل الشيخ [[عبد المعز عبد الستار]] والشيخ [[سليمان عويضة]]، كما اصطحب بعض الإخوة فى أجزاء من الرحلة، كان منهم الشيخ [[أحمد حسن الباقوري]] الذى ساهم بالخطابة فى أكثر من موضع، وألقى قصيدة فى الواسطى أثناء زيارة الإمام لها، وهذا نصها:

<center>أذّن النصر والتقت أعلامه
:::::وانجلى الكفر حين رِيع ظلامه

أى ركب مظفر أينما راح
::::: ففى قبضة الإله زمامه

كلما حلّ واديًا راح يجري
:::::فى رباه الندى وفاض غمامه

وإذا صاح منشدًا رجع الكون
::::: وأصغى فى غابِه ضرغامُه

أى ركب؟ وأى صحب كرام؟
:::::بعد ما جانَب الزمانَ كرامُه

إنهم سادة الشباب تلاقت
:::::فى ربا المجد والعلا أحلامه

فهم الخير فيضُه وجناه
:::::وهم الحق سيفُه وحسامُه

أيها المرشد الكريم شبابا
:::::تفتديه العلا وأنت إمامُه

عشت للحق مذ نشأت غلاما
:::::فببُردَيْك شيخُه وغلامُه

فهو جند إذا دعوت سميع
:::::يمنع الحق أن يحلّ حرامُه

بايع الله أن يموت وفيًّا
:::::وعلى عهده استقر مقامُه

أسلمَتْك الأيام إياه غضًّا
:::::فانجلَتْ عنه بالهدى أوهامُه

فإذا نفحةُ النسيم رضاه
:::::وإذا وَقدَةُ الجحيمِ ضرامُه

أيهذا الشباب أنتم رجاء
:::::للنبى الكريم طال قيامه

أنتم الأُسْد فى الوجود المعنى
:::::وسواكم من الشباب نعامُه

والذى ينصر الإله عزيز
:::::عزّ مَن كان بالإله اعتصامُه

يا شباب الإسلام والوطن البا
:::::ئسِ أَوْهَى بناءَه حُكّامُه

أطلِقوا العهد فى حماه جموحا
:::::غاربًا عنه سرجُه ولجامُه

ويحَ مصر وويح شعب بمصر
:::::لو طوى الخلف لانطوت آلامُه

يا شباب الهدى وقد جمعتكم
:::::فى رياض من التقى أرحامه

أى مجد لكم وأى فخار
:::::أن يُرى الدينُ حُكِّمت أحكامُه

يا شباب الإسلام هزوا [[قنا]]كم
:::::صافحوا المجد إنكم قُوَّامُه</center>

*	لم تقتصر رحلة [[حسن البنا|الإمام البنا]] على الدعوة وزيارات الشعب؛ بل تضمنت عيادة المرضى ومواساتهم، كما تضمنت المشاركة فى عقد زواج بعض الإخوة، وإجراء المصالحة بين العائلات والمتخاصمين؛ ففى أثناء رحلة الإمام زار شعبة أولاد مازن، وبعد الزيارة اجتمع شباب أولاد مازن وأولاد يحيى لتوديع الإمام عند سفره إلى نجع حمادى، وركبوا السيارات، ولخطأ من السائقين اصطدمت سيارتان تصادمًا عنيفًا أدى إلى إصابة الإخوة [[رياض محمود]] و[[عبد اللطيف أبو طالب]] من إخوان أبو مازن، فتوقف الركب، وطالب الجميع المرشد بإكمال المسير إلى نجع حمادى؛ لأن الجمع ينتظره هناك، وأن إخوان أبو مازن سيقومون بالواجب تجاه إخوانهم؛ حيث إن جروحهم بسيطة، لكن [[الإمام الشهيد]] رفض التحرك إلى نجع حمادى، وأصر على تغيير وجهة السير إلى البلينا، وهناك عرض [[الإمام الشهيد]] الأخوين على طبيب إخصائى، واطمأن عليهما. وعندما انتهى من ذلك كان ميعاد حفل نجع حمادى قد فات، بالرغم من أن الجميع كان حريصا على حضور هذا الحفل.

*	 ولقد قام [[الإمام الشهيد]] عند زيارة الواسطى بمركز [[أسيوط]] بعقد زواج الأخ [[فهمى أبو غدير]] على كريمة عمه فضيلة الشيخ [[قاسم أبو غدير]]، وتولى الإمام صيغة العقد بنفسه، كما أتم المصالحة بين أسرة أبو غدير ممثلة فى الشيخ [[مصطفى أبو غدير]] وأسرة عمر بك طه من أهالي الواسطى بعد عداوة امتدت من عام [[1907]]م حتى عام [[1939]]م.

*	ولقد افتُتحت كثير من الشعب فى هذه الرحلة المباركة، نذكر منها شعبة تل العمارنة بديروط، وشعبة المعصرة مركز ملوى، كما افتتحت شعبة ديروط، واختار [[الإمام الشهيد]] الأستاذ [[أحمد محمد قميص]] المحامى ليكون نائب الشعبة، وكان من نتائج زيارته إنشاء شعبة سوالم أبنوب ب[[أسيوط]]، وكيمان المطاعنة.


==زيارات أخرى [[حسن البنا|للإمام البنا]]==
[[ملف:الإمام-البنا-فى-إحدى-زياراته-للشعب.jpg|تصغير|280بك|<center>[[حسن البنا|الإمام البنا]] فى إحدى زياراته للشعب</center>]]
'''لم يتوقف نشاط [[حسن البنا|الإمام البنا]] على تلك الزيارات، إنما كانت هناك زيارات اليوم الواحد أو اليومين، وهى ما لا نستطيع حصره فى تلك الفترة؛ حيث كان الإمام يلبى دعوة كل شعبة أو قرية تريد منه زيارتها. ونكتفى بذكر الأمثلة الآتية:'''

*	زار [[حسن البنا|الإمام البنا]] وشارك [[الإخوان]] فى مؤتمر [[الشرقية]] الصيفى بمدينة أبى حماد يوم الخميس 11جمادى الأولى 1358هـ الموافق 29 [[يونيو]] [[1939]]م، الذى حضرته شعب [[الشرقية]] وشعب مدن القناة و[[الدقهلية]].
*	كما زار [[حسن البنا|الإمام البنا]] ميت غمر يوم الأربعاء 9جمادى الآخرة 1358هـ  27 [[يوليو]] [[1939]]م، ثم قام بزيارة شعبة زفتى يوم الخميس 28 [[يوليو]] [[1939]]م صباحًا، واستمر حتى الظهر.
*	كما زار [[حسن البنا|الإمام البنا]] مدينة دمياط لافتتاح شعبتها فى احتفال حضره محافظ [[دمياط]] والقاضى الشرعى ومأمور البندر وكثير من العلماء والأعيان.
*	ولقد زار أيضًا أبو تيج التابعة لمحافظة [[أسيوط]] زيارة مفاجئة؛ حيث زار [[الإخوان]] المحافظة، وألقى محاضرة قيمة وهو فى طريقه لحضور مؤتمر لطلبة [[الإخوان]] ب[[أسيوط]].
*	وقام [[حسن البنا|الإمام البنا]] بزيارة مفاجئة لشعبة البيروم مركز فاقوس وهو بطريقه لزيارة الزقازيق؛ حيث خطب الجمعة، وألقى درسًا على الحاضرين بعد صلاة الجمعة، وكان ذلك فى 15ربيع الأول 1358هـ.
*	كما شارك الإمام فى احتفالات [[الإخوان]] بالمناسبات المختلفة فى ذكرى مولد النبى صلى الله عليه وسلم وقام أيضًا بزيارة مدينة [[الإسكندرية]] فى 11ربيع الأول 1358هـ الموافق 2 [[مايو]] [[1939]]م، وألقى محاضرة فى سرادق أقامه عمال الترام بجوار محطة سيدى جابر، ثم ألقى محاضرة أخرى فى حفل أقامه أعيان وأهالى محرم بيك احتفالا بالمولد النبوى، ثم حضر احتفال [[الإخوان]] بمسجد النبى دانيال فى العاشرة مساء.
*	وفى اليوم التالى 12ربيع الأول 1358هـ توجه [[حسن البنا|الإمام البنا]] إلى [[بني سويف]] لحضور مؤتمر الواسطى ب[[بني سويف]]، وألقى فيها محاضرة رائعة فى حضور مدير بنى سويف وحكمدارها.


== كلمة [[حسن البنا|الإمام البنا]] لشعب [[الإخوان]] فى مختلف القطر ==

وقد وجه [[حسن البنا|الإمام البنا]] عقب زياراته المختلفة وعقب رحلة الصعيد كلمة توجيهية لشعب [[الإخوان]] فى مختلف القطر، وجههم فيها لما يجب عمله، ومَواطن القصور التى يرى إصلاحها، وسنوردها هنا تتمة للفائدة:

'''إلى شعب [[الإخوان]] فى نواحى القطر المختلفة:'''

الآن وقد عدت إلى [[القاهرة]] بعد رحلات الصيف المتلاحقة فى الوجهين البحرى والقبلى أحب أن أتحدث قليلا على صفحات النذير إلى شعب [[الإخوان]] المختلفة فى القطر كله.

يا شعب [[الإخوان]]، أشكر لكم جميعًا ما لقيت منكم من حفاوة وتكريم حين سعدت بزيارتكم، وشرفت بالمقام بينكم ساعات هى من ساعات الدهر الموفقة، بلا شك، والحمد لله.

وأهيب بكم أن اعملوا؛ فليس ينفعكم من الدعوة أن تنتسبوا إليها، وتتصلوا رسميًا بها، ثم تقعدوا بعد ذلك عن خدماتها ونشرها والجهاد فى سبيلها، وما كان كذلك أسلافكم الصالحون.

فهم -رضوان الله عليهم- صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ودأبوا على الجهاد لدينه والعمل مع نبيه صلى الله عليه وسلم حتى أتاهم اليقين، وهم أشد ما يكونون بدينهم استمساكًا، وفى سبيل نشره عملا وجهادًا، وإن كثيرًا منكم ليتساءل: وماذا نعمل؟ وما أكثر سبل العمل أمام المُجدِّين.

ليقبل كل عضو من [[الإخوان]] على نفسه؛ فيطهرها، ويحاسبها، ويؤاخذها، ويعالجها حتى تنطبع بطابع الإسلام الصحيح.

ليأخذ كل عضو منكم نفسه وبيته بتعاليم دينه وقواعده فى رفق ولين؛ حتى يكون فى بيوت [[الإخوان]] الأسر الإسلامية التى هى أصلح نواة للنهضة المرتجاة.

لتجتهد كل شعبة أن يكون لها دار تضم أعضاءها، وتجمع شتات المتفرقين منهم، ولتعمر الدور [[الإخوان]]ية بالدروس الليلية فى مختلف نواحى التعليم.

لتجتهد كل شعبة فى تكوين فرقة للجوالة، تجمع شبابها على العمل الصالح والخدمة النافعة والحب والإخاء.
لتدعُ كل شعبة مجاوريها من البلدان والقرى للدخول فى دعوة [[الإخوان]]، ولتجعل من أبنائها من يجوسون خلال هذه البلدان، ويذكرون الناس بواجبهم لله وللإسلام، اعملوا، ولا تقعدوا، وبقدر نشاطكم يكون توفيق الله إياكم.

'''يقول بعضكم:''' إن المكتب لا يوالى الاتصال بنا. وأقول لكم: إن المكتب على استعداد لموالاتكم بقدر نشاطكم.

'''ويقول آخرون:''' إن المرشد يبطئ فى زيارتنا، وفى هذه الزيارة تشجيع لنا. وأقول لكم: إنه ليس أحب إلى نفسى، ولا أروح لها من شرف زيارتكم، ولوددت أن أزور كل شعبة؛ بل كل أخ من [[الإخوان]] فى كل يوم، ولكن ضرورة العمل من جهة، وإيثارى أن تعتمدوا كثيرًا على أنفسكم، وأن تستمدوا التشجيع والتنظيم من جهودكم.. كل ذلك يبطئ بى عن موالاة زيارة كل شعبة كما تريد، بيد أنى لا آلو جهدًا فى تحقيق الرغبات، وموالاة الزيارات، والله المستعان.

'''ويقول آخرون:''' وما لجريدة النذير قد صغر حجمها، وقل ورقها، ونحن نريد أن ننشرها بين الناس، وهم إنما يريدون الورق الكثير والحجم الكبير؟ فأقول لهم: أنا معكم فى ذلك كله، ولكن الذنب فى ذلك عليكم أنتم؛ فلو أن كل أخ شجع النذير فى توزيعها ونشرها، وضحى بعض الشىء فى سبيلها لاستطاعت أن تشق طريقها، وأن تُرضى بحجمها الأجانب عنها. وليحاسب كل منكم نفسه على ما قدمه لجريدته، ولا شك أن بعض [[الإخوان]] قدم كثيرًا وهم قليل، ولكن الكثير لم يقدم شيئًا، ونحن لا نريد إرهاق أحد، ولكنا نريد أمورًا لا إرهاق فيها ولا تكليف؛ فماذا على الأخ لو اشترك أو اشترى عددًا، أو أرشد غيره إلى شرائه؟ بذلك تنهض النذير، وتنافس غيرها، وتشق طريقها، وتكون أوسع المجلات الإسلامية انتشارًا، ولا شك؛ فقد أتيح لها من وسائل الانتشار ما لم يُتَح لغيرها لو وجدت العاملين.

'''أيها [[الإخوان]] فى كافة الشعب'''، إن وراءكم عملا كثيرًا، وإن دعوتكم تنتشر وتتقدم، وإن الظروف المحيطة بنا تستدعى كل يقظة واهتمام، وإننا متيقظون؛ فكونوا دائمًا على استعداد.

'''أيها [[الإخوان]]'''، إن العمل الصامت أفضل ألف مرة من الجعجعة التى لا طِحن فيها؛ بل أفضل من العمل مع الكلام؛ فاعملوا صامتين، وأخلصوا النية فى عملكم لله، سنجتاز ظروفًا شديدة، ونصادف مفاجآت شديدة؛ فكونوا ثابتين لا تزعزعكم العواصف؛ فما دمتم مع الله فالله معكم '''"إِن يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ"''' [آل عمران: 160].

وهذا شهر رمضان المبارك أنسب الأوقات للتطهير وتجديد النفوس والأرواح؛ فتطهروا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

== المراجع ==

1-	[[مجلة النذير]] الأسبوعية منذ عام [[1938]] حتى عام [[1940]]م.

2-	[[مجلة النادي]] – 24شوال 1357هـ / 16 [[ديسمبر]] [[1938]]م.

{{روابط رحلات البنا}}

{{روابط الإخوان بالمحافظات}}

== للمزيد عن الإمام حسن البنا ==

[[ملف:Banna banner.jpg|وصلة=حسن البنا|center]]

[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:أحداث صنعت التاريخ]]
[[تصنيف:21/5/2011]]