استعرض مصدر النظرة الموضوعية من حرب القنال

'''<center><font color="blue"><font size=5>النظرة الموضوعية من حرب القنال</font></font></center>'''


'''[[إخوان ويكي]]'''

==مقدمة==

لقد تعرض [[الإخوان المسلمين]] لحملة شرسة من قبل النظام الحاكم وليس هو فحسب بل الدوائر الغربية أيضا بسبب ظهورهم بمظهر القوة في [[حرب فلسطين]] مما أدى ذلك بهم إلى حل جماعتهم واعتقال قادتهم واغتيال مرشدهم والزج بالمجاهدين في غياهب السجون، وما كاد [[الإخوان]] يخرجون حتى شمروا عن سواعدهم وبدأوا في إعادة جماعتهم وهياكلهم.

تغيبت [[الجماعة]] عن الساحة فترة طويلة من عام [[1948]]م حتى أواخر عام [[1951]]م وظن البعض أن هذه الفترة كفيلة بمحو العنصر التربوي عن الأجيال الموجودة وتأثيره على الأجيال التي ظهرت خلال هذه الفترة لكن الواقع كان غير ذلك حيث ظهر جيل من شباب [[الإخوان]] كان نموذجا احتذى بها كل الشباب الذين عرفهم ومنهم [[عمر شاهين]] الذي تزلزلت الجامعة يوم استشهاده.

==وانطلقت الحرب==

تقول البعض على [[النظام الخاص]] وشبابه وبخسوا بحقه في حرب القنال كما بخسوها في [[حرب فلسطين]] وادعوا زورا ان من قام بهذه الحرب بعض الفدائيين وحتى الآن لم يذكروا اسم واحد من هؤلاء الفدائيين سوى شباب [[الإخوان]] وعلى رأسهم [[عمر شاهين]] و[[أحمد المنيسي]]. وقع مصطفى النحاس باشا معاهدة الصداقة و التحالف بين [[مصر]] و بريطانيا عام [[1936]]م، حيث حددت المعاهدة انسحاب القوات البريطانية من أراضي [[مصر]] كلها وتمركزها في منطقة [[قناة السويس]] وحدها، وفي المقابل فرضت على [[مصر]] عدة التزامات تجاه بريطانيا إذا تعرضت القنال للخطر.

وقامت [[الحرب العالمية الثانية]] وأصبح روميل على أبواب [[مصر]]، فتم تفعيل شروط المعاهدة التي فرضت على [[مصر]] أعباء باهظة أثناء الحرب، وقد وعدت بريطانيا مصطفى النحاس بالجلاء الكامل عن [[مصر]] بعد الحرب مكافأة لها على الالتزام بتعهداتها. وانتهت الحرب وتلكأت بريطانيا كالعادة في الانسحاب من القناة، وقامت [[حرب فلسطين]] فاضطر المصريون لتأجيل مطالبهم للإنجليز بالانسحاب لحين نهاية الحرب.

انتهت الحرب بكارثة عسكرية للجيش المصري، وزاد التوتر السياسي في [[مصر]] فاضطر [[الملك فاروق]] للدعوة لانتخابات برلمانية اكتسحها حزب الوفد، وتولى مصطفى النحاس رئاسة الوزراء مرة أخرى، وحاول التفاوض مع الانجليز في البداية لكنهم رفضوا الانسحاب من القناة.

فأعلن مصطفى النحاس يوم 8 [[أكتوبر]] [[1951]] إلغاء معاهدة [[1936]]م، وقال: '''(من أجل [[مصر]] وقعتها ومن أجل [[مصر]] ألغيها)'''  وأعلن أن وجود القوات البريطانية في منطقة القناة أصبح غير شرعي وأن الحكومة المصرية لم تعد مسئولة عن حمايتهم، و أعلن عن دعم الحكومة للفدائيين في منطقة القناة، و بذلك اندلعت الحرب لتحرير منطقة القناة ضد الانجليز. (1)

==التدريب والاعداد==

كان الجو والوضع العام يدفع كثير من الشباب لمشاركة وطنهم همومه والدفاع عنه لكن دون تحديد غايته مما يقوم به سوى الحمية والحماسة لكن برز جيل عمد إلى تعهد قلوبهم بالتربية وتحديد غايتهم من أعمالهم فما أن سمعوا نداء النحاس باشا بإلغاء المعاهدة حتى انطلقت حناجرهم داخل الجامعات تدعو لتحرير الوطن، وانكب كل فريق على عمل معسكرات الإعداد والتدريب وهنا ظهرت التربية العملية في رجال تربوا على حب دينهم ووطنهم

'''ونترك الأستاذ [[محمد مهدي عاكف]] يحدثنا عن هذه المعاني التربوية التي تجلت في هيئة التدريس بجامعة ابراهيم باشا (عين شمس حاليا):''' 

:في أحد الأيام فوجئتُ بالدكتور عثمان خليل، عميد كلية الحقوق، يأتيني ويقول لي إن مدير الجامعة الدكتور محمد كامل حسين يريد أن يقوم بافتتاح المعسكر على شاكلة معسكر جامعة فؤاد الأول '''(جامعة [[القاهرة]])'''، فقلت له: يا عثمان بك نحن خارجون عن القانون ونعمل في حمى حرم الجامعة، ولا نستطيع أن نقوم بذلك خارج الحرم الجامعي، وأنتم لكم صفة رسمية، فهل تشاركوننا هذه المسئولية؟ 

:فصمت ولم يرد عليَّ بكلمة، وجاءني الدكتور حسن مرعي، وقال لي نفس الكلام فرددت عليه بنفس الرد، وجاءني قائد الحرس أيضًا، وكان برتبة عقيد فقلت له نفس الكلام السابق ولم يستطع أن يرد عليَّ، إلى أن أرسل لي الدكتور محمد كامل حسين مدير الجامعة- وكان رجلاً عالمًا ومهذبًا- فذهبت إليه في مكتبه واستقبلني منذ دخلت من الباب حتى أجلسني بجانبه، وكان الدكتور نظيف وكيل الجامعة موجودًا بنفس المكتب فكرر عليَّ نفس الطلب السابق بأن يقوم بافتتاح المعسكر بنفسه ورددت عليه بنفس ردي على السابقين: فلست أنسى هذه الكلمة أبدًا، قال لي: شرف عظيم يا بني أن أشارككم جهادكم. (2)

ومن أعظم التأثير التربوي ما قام به الدكتور عبد الوهاب مورو رئيس جامعة الملك فؤاد '''([[القاهرة]])''' بالتبرع بمبلغ كبير من ماله الخاص ووعد بأنه سيخصص مجلس الجامعة مبلغا يكفي لشراء السلاح والتموين والملابس، بل تجلت معاني التربية حينما استشهد شهداء [[الإخوان]] '''([[عمر شاهين]] و[[أحمد المنيسي]] وعادل غانم)''' 

فأقسم الدكتور مورو من خروج جنازتهم من قلب الحرم الجامعي لجامعة [[القاهرة]] بل تنافس مع المستشار [[حسن الهضيبي]] '''([[المرشد العام]] للإخوان)''' على حمل نعش [[عمر شاهين]] والسير به من الجامعة إلى المقابر عبر كوبري عباس حيث اصطف آلاف الطلاب. (3)

'''قام برنامج التدريب على هدفين أساسيين؛ '''

* '''الأول:''' محو الأمية العسكرية لدى الشعب المصري وطلبة الجامعات

* '''والثاني:''' أن يسير التدريب في برنامج جاد، بحيث لا يمسك سلاحًا إلا الشخص الجاد الذي ينجح في كل الاختبارات الرياضية العنيفة والمصارعة مع الصبر والالتزام الكامل بشروط الجندية من حيث الأخلاق والتزام القيم. وكانت تقام معسكرات تربوية للطلاب بالتنسيق بين قسم التربية الرياضية وقسم الطلاب في [[الإخوان]]، ويتم إعداده للطلاب بما يتناسب معهم.

==تربية عملية واقعية==

إن التربية الحقيقية التي يظهر أثرها وسط الناس ويلمسها كل فرد على هذه الأرض ويرفل بنعيمها كل إنسان، وليست التربية التي تدرس في الكتب ويحفظها المرء عن ظهر قلب فإذا ما تعرض لموقف عملي تجلت قاذورات التربية التي جبلت نفسه عليها.

ولقد كانت حرب القنال كاشفة لمعاني التربية الحقيقية لشباب [[الإخوان]] وأبرزت المعاني الحقيقية التي عاشوا عليها، يتجلى ذلك حينما توجيه قائد قوات الاحتلال بالإنذار لمحافظ [[الإسماعيلية]] وإنزاله جنوده ومصفحاته إلى الشوارع، توجه الشيخ فرغلي إلى المحافظ في عربة جيب مع مجموعة من شباب المجاهدين، وفي زيه الأزهري ومعه سلاحه، لينذر المنذرين الانجليز بضرورة الانسحاب، وليساند رجال الحكومة في موقفهم، وليشد من أزرهم، وانسحب الإنجليز بالفعل من شوارع [[الإسماعيلية]]، وسحبوا إنذارهم. (4)

'''ويقول الأستاذ على رزة: '''

:"في عام [[1951]] حضر إلى [[الإسماعيلية]] احد ضباط المخابرات المصرية التابعين ل[[عبد الناصر]] لمقابلتي للتنسيق والعمل ضد القوات البريطانية في منطقة القناة وطلب مني الاتصال بالشيخ [[محمد فرغلي]] والشيخ [[يوسف طلعت]] فوافقنا على ذلك بعد توصية الشيخ [[عبده أحمد قاسم]] سكرتير مساعد [[الجماعة]] في ذلك الوقت ولأن محاربة الانجليز من صميم أهداف [[الإخوان]] وقدمنا مجموعة من فدائيي [[الإخوان]] المدربين على حرب العصابات وقاموا بأعمال فدائية أزعجت القوات البريطانية على طول القناة وأبهرت رجال المخابرات". (5)

هذه التربية التي دفعت [[عبد الرحمن البنان]] بنسف القطار القادم من [[بورسعيد]] بلغم غرسه تحت قضبان القطار وكان لابد أن يبعد عنه مسافة أكثر من 100 متر قبل تفجير اللغم غير أنه لم يطمئن لذلك وخاف أن يحدث شيء فيعطل تفجير اللغم فجلس بجوار اللغم حتى يطمئن أنه انفجر وكانت المسافة بينه وبين اللغم لا تزيد عن 50 متر، وما كاد القطار يقترب حتى انفجر اللغم وانشطر القطار وانهمرت على عبد الرحمن الرصاصات من كل جانب 

واخذ يركض في المزارع والرصاصات تحيط به من كل جانب فألقى نفسه في ترعة مملوءة بالماء وكان الجو بارد،  ونجاه الله بأعجوبة من موت محقق، حتى أن الإذاعات الغربية إذاعة أن الفدائي الذي قام بالعملية لقى حتفه برصاص الجنود الانجليز، غير أنه مه انبلاج الصباح فوجيء الجميع بشبح عبد الرحمن يخرج لهم متهللا لنجاح العملية والتي كان مثقلة بحب الله وحب [[الجهاد]] في سبيله ولذا ضرب المثل العالي في [[الجهاد]] العملي وليس النعيق بالصوت العالي فحسب. (6)

==تفاعل تربوي للشعب==

لقد تفاعل الشعب والمناطق مع الحرب فنجد أن إخوان [[الإسكندرية]] عقدوا المؤتمرات لبث روح [[الجهاد]] في نفوس [[الإخوان]] والمجتمع السكندري وليس ذلك فحسب، بل فتحوا باب التطوع أمام الشاب المجاهدين، حتى أنه في يوم 26 [[يناير]] [[1952]]م أعلنت جامعة [[الملك فاروق]] الأول '''([[الإسكندرية]] حاليا)''' عن تخريج دفعة جديدة من المتطوعين.

ولقد صور الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس هذا المشهد بقلمه معبرًا عمَّا يجول بخاطرِ كل أبناء الشعب ونظرتهم [[للإخوان المسلمين]]، مناشدًا [[الإخوان]] قيادة المعركة، فقال: '''"فيوم يتحرك [[الإخوان المسلمون]] ويعرفون كيف يتحركون وإلى أين، فقد اكتملت ل[[مصر]] قواها الشعبية وضمنت لأيام [[الجهاد]] الاستمرار"'''. (7)

==نماذج واقعية==

لقد كان أفضل النماذج التي برزت في هذه الحرب هم شباب الشهداء [[عمر شاهين]] والمنيسي وغانم والتي اهتزت من تحت أقدامهم أرض القنال وزلزلت معه أركان وجنبات المستعمر الإنجليزي، مما دفع إحدى صحفهم عن التعبير عن التأثير التربوي على هؤلاء الشباب فقالت جريدة '''(الديلي ميرور)''': '''"لا نستطيع بعد اليوم أن نقول عن قوات التحرير المصرية المؤلفة من شبابٍ متحمسٍ أنها إحدى الدعايات المضحكة لقد دخلت المعركة في طور جديد، واستمر القتال يوم السبت الماضي اليوم بأكمله، وظلَّ المصريون يحاربون لواء الكاميرون والهايلاندرز باستماتة عجيبة"'''.

==كيف تربى المجاهدون؟==

يبدأ التفاعل العملي لهذه التربية كما ذكر أحد المجاهدين يوم الجمعة 11 [[يناير]] [[1952]]م  حين جمعنا الشهيد [[عمر شاهين]] ووقف فينا خطيبا ولم يتجاوز خطابة عن قراءة أيه وحديث وكان شعورنا أننا مقبلون علي عمل كبير وفى المساء اكتشفنا أن الإنجليز سوف يغيرون علي القرية وكنا في الليلة السابقة قد فجرنا عبوة ناسفة في خط السكة الحديد 

وعلمنا إن هناك قطار للإنجليز متجه نحو القرية، فقام الشهيد [[عمر شاهين]] بتوزيعنا علي عدة مواقع ووصل الجنود الإنجليز وبدؤا يتجمعون بالقرب من القرية، وتفتق ذهن الشهيد عمر عن حيلة طيبة فألقى بقنبلة صوتية لتفريق الإنجليز وبس فيهم حالة من الذعر فولوا هاربين وبدأنا في صيدهم.

وكانت الخطوة الثانية عبور الكوبري وبدأ الشهيد [[أحمد المنيسي]] وبعض [[الإخوان]] يصوبون نيرانهم نحو الجنود ففروا مذعورين وشاهدنا عربتان إسعاف وهى تتسلل لإنقاذ الجرحى ونقل القتلى فتركناها وشأنها ولكن لاحظنا عربة مصفحة تقترب متخفية خلف عربة الإسعاف فطاردنها وأطلقنا عليها النيران ففرت.
 
جن جنون الإنجليز وبدأوا يطلقون نيران المدفعية الثقيلة ولكن ذلك لم يؤثر فينا وقررنا الصمود إما نصر أو شهادة وبدأ الهجوم الكبير فتقدمت ثلاث دبابات وهى تطلق نيرانها بكثافة وقررنا الصعود فوق المنازل واصطياد الدبابات وأصدر القائد الشهيد [[عمر شاهين]] بمهاجمة القطار وزودنا بمدافع سنت وقنابل وتمكنا من إيقاف زحف الإنجليز وقد سجل إعجاب الجميع بالقائد الإخوانى الشهيد [[عمر شاهين]] بقوله: لقد كان كتلة من النشاط والحيوية والتفكير مع احتفاظه بابتسامة هادئة لا تفارقه أبدا. 

شعر الإنجليز أنهم في معركة كبيرة وجيش كبير والمعركة ليس بهينة وانهالت القذائف والنيران علي القرية وفى هذة اللحظة استشهد [[أحمد المنيسي]] ولقد استعصى علينا الانسحاب لان الإنجليز حاصروا المنطقة بالكامل ومن بعيد جاءنا صوت [[عمر شاهين]] مطالبا بالانسحاب ثم خفت صوته وعلمنا أنة أصيب إصابة بالغة واستشهد. 

وكان يوما خالدا في تاريخ [[مصر]] وهى تودع شهيدها الشاب الطالب [[عمر شاهين]] وكانت جنازته امتدت حوالي ثلاثة كيلو مترات وضمت ريع مليون مشيع تقريبا في مشهد رهيب يتقدم الصفوف كبار رجال الدولة وأساتذة الجامعة والطلبة والطالبات وفى ميدان الأوبرا بكت الأمة وهى تودع ابنها البار وكان مدير الجامعة و[[المرشد العام]] الأستاذ [[حسن الهضيبي]] يتنافسان علي حمل الجثمان الطاهر. وفى نفس الوقت كانت مدينة فاقوس تودع شهيدها [[أحمد المنيسي]] من شعبة [[الإخوان المسلمين]] وطافوا به شوارع المدينة. (8)
  
ومن أشهر العمليات التي قام بها [[الإخوان]] نسف مخازن الذخيرة بأبي سلطان، على يد ثلاثة من شباب [[الإخوان]] يقودهم الأخ المجاهد خطاب السيد خطاب، واعترف بلاغ بريطاني أنَّ كميةً كبيرةً من القنابل والذخائر قد انفجرت وتجاوز عدد القتلى العشرين قتيلاً. ومن الأعمال التي قام بها [[الإخوان]] أيضا إحراق مخازن البترول في سفح جبل عتاقة ب[[السويس]]، واستمرت الانفجارات الناجمة عنها يومين كاملين، حتى أتت على المخازن كلها وأتلفت مخازن البضائع. (9)
 
كما قام المجاهدين في 4 [[يناير]] [[1952]]م بالهجوم على الإنجليز عند نقطة تفتيش العباسة، وكانت نتيجته انسحاب الإنجليز بدباباتهم من المعركة قام [[الإخوان]] بعملية صيد الدبابات على طريق المعاهدة حيث قام بها مجموعة منهم [[إسماعيل محمد إسماعيل]] و[[أبو الفتوح عفيفي]] و[[فتحي البوز]] و[[كمال حلمي]].

'''يقول الدكتور حسن حنفي في مقالٍ بعنوان "ماذا كسبنا من [[الإخوان المسلمين]]": '''

:أثبتت [[الجماعة]] وجودها في معاركنا الوطنية وعلى رأسها معارك القناة [[1951]]م؛ فقد كان متطوعوها في الصفوفِ الأولى، وكان شهداؤها يودعون إلى مثواهم الأخير من الجامعة والشعب، وكان الاستعمار يهاب هذا الجند المسلح الذي يسترخص الموت. (10)

==الإعداد الجيد==

يتسارع وقع خطى الأيام، وتتسابق لحظات المرء، نحو ساعات يشبه بعضها بعضا، وتشتد غفلة الإنسان مع متطلبات شئونه الحياتية، فلا يفيق إلا بعد ما طويت مراحل من عمره مهمة، فيندم عندئذ ندما كبيرا، ويتمنى أن لو أيقظه موقظ أو صرخ في وجهه ناصح. وهذا في الواقع يحصل لكل أحد، فلا أحد ينجو من الغفلة، ولا أحد يهرب من التأثر بدوامة الحياة، ولكن ثمة لحظات صدق تائبة، ونوبات خشوع صادقة تتلمس شغاف القلب المنيب إلى ربه، يحاسب فيها نفسه، ويجدد فيها العهد
 
وعندها تثور ثائرة مشاعره الصادقة التائبة، وتغرق عيناه بدموع إيمان، فيكون بكاؤه عندئذ أشبه ما يكون بغيث السماء الذي يرسله الله سبحانه على جدباء الأرض فيحييها وينبت فيها الحياة من جديد. إن تربية القلوب والأعمال التي تٌترجم عنها لا تحتاج إلى ضجيج أو اختلاف، لكن تحتاج إلى عمل يستقر عليه القلب المؤمن وتترجمه الجوارح في صمت دون منِّ أو أذي.

فالموت في سبيل الله أسمى أمانينا يحتاج من كل فرد أن يتعهد قلبه بالتربية الربانية التي تجعل الحياة رخيصة في تحول بينه وبين غايته مشاكل أو اختلافات في وجهات النظر والرؤى لكنه القلب الذي ينطلق ليعمل ويترك الأثر الطيب كالريحانة وسط الناس. هكذا تربى شباب [[الإخوان]] الأوائل وهكذا انطلقوا وهكذا استشهدوا فإذا امتحنوا كانوا أرسخ من الرواسي الشامخات.  

==المراجع==

#كامل الشريف [[المقاومة السرية في قناة السويس]] - دار الوفاء - الطبعة الثالثة، [[1987]].
# ذكريات الأستاذ [[محمد مهدي عاكف]] على الانترنت.
# [[أحمد عادل كمال]]، [[النقط فوق الحروف]]، الزهراء للإعلام العربي.
# حديث المستشار [[عبد الله العقيل]]، [[مجلة الدعوة]]، العدد 3 السنة 25، رمضان 1396هـ، [[سبتمبر]] [[1976]]م، وأيضا جريدة الأهرام 26 [[يناير]] [[1952]]م.
# [[مذكرات الأستاذ على رزة]]، الرعيل الأول لإخوان [[الإسماعيلية]]، غير منشورة
# [[مذكرات الأستاذ عبد الرحمن البنان]]، دار النشر للجامعات، [[2009]]م، صـ 225- 240.
# مجلة روزاليوسف العدد 1224.
# عبد الحليم الكناني، الشجرة الطيبة، حرب القنال
# [[المقاومة السرية في قناة السويس]]- كامل الشريف - دار الوفاء - الطبعة الثالثة، [[1987]].صـ 122
# الدكتور حسن حنفي، مقالٍ '''(ماذا كسبنا من [[الإخوان المسلمين]])''' صحيفة '''(الجمهورية)''' في 10  [[أبريل]] [[1976]]م.

[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:أحداث صنعت التاريخ]]